شركات السيارات تعلن حرباً خاطفة على «تسلا»

عقبة بطارية الليثيوم في طريقها نحو الانكسار

نشر في 06-10-2017
آخر تحديث 06-10-2017 | 20:00
No Image Caption
وضعت الجهات التنظيمية في بكين خطة تهدف الى التفويض بإنتاج سيارات كهربائية في الصين، فيما تطالب ولاية كاليفورنيا شركات السيارات بصنع مزيد من السيارات الكهربائية أو الاضطرار إلى منح حصص ائتمان إلى جهات منافسة.
عاملان يتحديان المنطق: بحلول نهاية السنة تكون شركة تسلا صانعة السيارات الكهربائية أنفقت أكثر من 10 مليارات دولار من دون تحقيق 10 سنتات. وعلى الرغم من ذلك فإن الشركات حول العالم تجهد للتنافس معها. وفي الفترة ما بين اليوم وسنة 2022 يتوقع أن يتم طرح نحو 50 موديلاً من السيارات الكهربائية الجديدة كلياً في الأسواق، بما في ذلك منتجات من ديملر وفولكسفاغن، كما أن جنرال موتورز تعهدت في الأسبوع الماضي ببيع 20 سيارة كهربائية بالكامل بحلول عام 2023، بما في ذلك اطلاق نموذجين جديدين من السيارات الكهربائية خلال الثمانية عشر شهراً المقبلة. وحتى المخترع البريطاني جيمس دايسون دخل اللعبة، وأعلن في الأسبوع الماضي خطة لاستثمار ملياري جنيه استرليني (2.7 مليار دولار) من أجل تطوير سيارة كهربائية مع البطاريات اللازمة لتشغيلها.

من جهة أخرى، وضعت الجهات التنظيمية في بكين خطة تهدف الى التفويض بإنتاج سيارات كهربائية في الصين، فيما تطالب ولاية كاليفورنيا شركات السيارات بصنع مزيد من السيارات الكهربائية أو الاضطرار إلى منح حصص ائتمان إلى جهات منافسة. وفي الوقت ذاته استحوذ الرئيس التنفيذي لشركة تسلا ايلون ماسك وسياراته الرشيقة على خيال الأميركيين الى درجة دفعت المستهلكين والمستثمرين الى ضخ أموال في شركته في وادي السليكون.

سيارات المستقبل

يقول اريك جوكيمسثالر، وهو مؤسس ورئيس شركة فيفالدي التي تعمل مع شركات السيارات الألمانية الفاخرة "ما من أحد يشك في أن المستقبل سيكون للسيارات الكهربائية، وقد تريثت شركات السيارات ازاء ذلك، ولكنها تندفع اليوم عبر تسلا والجهات التنظيمية الحكومية".

وفي أميركا الشمالية وحدها سيرتفع عدد موديلات السيارات الكهربائية من 24 في الربع الثالث من هذه السنة الى 47 في الربع الأول من عام 2022، بحسب معلومات من بلومبرغ نيو انرغي فاينانس. كما أن سوق السيارات الكهربائية في الصين سيرتفع من 61 موديلاً الى 80، وسيكون أمام المشترين الأوروبيين 58 خياراً من السيارات الكهربائية مرتفعا عن 31 اليوم. وعلى صعيد عالمي سيطرح في الأسواق 136 موديلاً من السيارات الكهربائية بحلول نهاية تلك السنة، وهذا لا يشمل حتى الموديلات الهجينة أو خلايا الوقود.

وسيفضي ذلك الى ازدحام في ميدان السوق الناشئ للسيارات الخالية من الانبعاثات التي لايزال يتعين على معظم المستهلكين تقبلها، وحيث تزداد احتمالات الخسائر المالية. وفي الولايات المتحدة كانت السيارات الكهربائية أقل من 1 في المئة من السوق في العام الماضي، بحسب وكالة الطاقة الدولية، وبلغت 1.4 في المئة في الصين والمملكة المتحدة.

وقال كيفن تاينان، وهو محلل رفيع لدى بلومبرغ انتلغنس إن "الشركات ملتزمة بانتاج سيارات كهربائية، ولكن ثمة أدلة قليلة على وجود طلب من المستهلكين عليها".

سيارات كهربائية

وعند هذه النقطة، لاتزال تقنية البطاريات الباهظة الثمن تجعل تلك السيارات باهظة الكلفة مالياً. كما أن شركة جنرال موتورز، التي تحقق معظم أرباحها من السيارات الرياضية الكبيرة وشاحنات البيك أب تخسر حوالي 9000 دولار في كل سيارة تبيعها من موديلات شيفروليه بولت الكهربائية. وحققت تسلا مبيعات قياسية من السيارات الكهربائية في السنة الماضية – ومع ذلك خسرت 675 مليون دولار في مبيعاتها التي بلغت 7 مليارات دولار. كما أن شركة فيات كرايسلر تخسر 20 ألف دولار في كل سيارة كهربائية من طراز 500 تبيعها في الولايات المتحدة، بحسب رئيسها التنفيذي سيرغيو مارشيون في كلمة له في ايطاليا خلال الأسبوع الماضي، وأضاف أن الموديلات التي تعمل بالبطارية يجب أن تسوق وفقاً لطلب المستهلك وليس على أساس الحوافز.

ما الداعي إلى القلق إذن؟

تشكل الصين السبب الرئيسي للقلق، فقد حصلت السيارات الكهربائية على حافز حكومي عندما أطلقت أكثر دول العالم كثافة سكانية مجموعة من القيود التي تهدف إلى خفض انبعاث الكربون والتلوث بحلول سنة 2030. ويتعين على شركات السيارات طرح حصة معينة مما يدعى سيارات الطاقة الجديدة – التي تشمل السيارات الكهربائية – من أجل الحصول على ائتمان بحيث تتمكن من الاستمرار في بيع سيارات تعمل بالبنزين.

ونظراً لأن الصين تشكل اليوم أكبر سوق للسيارات في العالم تعمل شركات السيارات على تطوير انتاجها، وستعرض جنرال موتورز، وهي الشركة الأجنبية الأعلى مبيعاً في ذلك البلد، تقنية كهربائية في سيارات هجينة أو كهربائية بالكامل في كل موديلاتها تقريباً في الصين بحلول سنة 2025 مع تطلعها للحفاظ على الريادة هناك.

خيارات وحوافز

العديد من السيارات الكهربائية اليوم من النوعية الفاخرة وفي أغلب الأحيان تباع موديلات سيارات تسلا سيدان اس واكس الرياضية عند أكثر من 100 ألف دولار، كما أن الموديل 3 الذي بدأ انتاجه في الآونة الأخيرة سيصل ثمنه الى أكثر من 35000 دولار قبل حساب الخيارات والحوافز، وقالت "تسلا" إن أكثر من 450 ألف شخص دفعوا تأمينات بمبلغ 1000 دولار لحجز واحدة من هذا الموديل.

لقد اجتذب ماسك مشترين من الماركات الألمانية الفاخرة وسيستمر في هذا المسار، بحسب سليم مرسي وهو محلل لدى بلومبرغ نيو انرجي فاينانس الذي يضيف أن "ما سبق أن شوهد على شكل حد أدنى من متطلبات جهات التنظيم قد تحول الى فرصة لنيل حصة من السوق والربح – وفي فئة السيارات الفاخرة يرى الألمان فرصة لاستعادة الحصة من تسلا"

وفي ما يلي بعض الموديلات الجديدة البارزة التي ستطرح في السوق:

• تبدأ سيارة أودي من فولكسفاغن بصنع اي-ترون كواترو، وهي سيارة رياضية فاخرة في سنة 2018 وتتبعها سيارة سبورتباك كوبيه في 2019 وثالثة لم تتم تسميتها بحلول عام 2020.

• شركة بورشه ستطرح نسخة من سياراتها السيدان الرياضية ميشن اي اعتباراً من سنة 2019.

• إضافة الى سيارة بي ام دبليو الحالية الكهربائية آي 3 المدمجة وآي 8 الرياضية ستطرح الشركة الألمانية سيارة ميني كهربائية في سنة 2019 وسيارة اكس 3 مدمجة رياضية في 2020، و10 موديلات اخرى بحلول عام 2025، بحسب خطاب لرئيس الشركة هارالد كروغر في شهر سبتمبر الماضي.

• تخطط شركة ديملر مرسيدس- بنز لطرح 10 سيارات تعمل بالبطارية في ماركتها اي كيو خلال 2022، فيما قالت مجموعة فولفو المملوكة لشركة جيلي الصينية إن أي موديلات جديدة ستطرح في سنة 2019 أو بعدها ستعرض فقط على شكل سيارة هجينة أو كهربائية بالكامل.

• تسلا أيضا تزمع صنع سيارة رياضية صغيرة موديل واي في 2019 أو 2020.

الأخبار الجيدة بالنسبة الى شركات السيارات هي هبوط تكلفة البطاريات، فقد ذكرت جنرال موتورز في الربع الأول من هذه السنة إن تكلفة انتاج بطارياتها الليثيوم-ايون تصل إلى حوالي 145 دولاراً لكل كيلووات/ساعة. وهي تهدف الى خفض تلك التكلفة الى أقل من 100 دولار في السنوات القليلة المقبلة.

وتتوقع بي ان اي اف هبوط تكلفة البطارية الى 109 دولارات لكل كيلووات/ساعة في 2025 والى 73 دولاراً بحلول عام 2030.

وقالت في تقريرها لشهر يوليو الماضي إن ذلك هو سبب احتمال أن تتجاوز مبيعات السيارات الكهربائية على صعيد عالمي مبيعات سيارات الوقود الحفري بحلول عام 2040.

وتضمنت قائمة الشركات اسماً غير اعتيادي في الأسبوع الماضي، عندما أعلن دايسون الذي حقق مليارات الدولارات من صنع المكانس الكهربائية عن خطته لدخول سوق السيارات الكهربائية، وقال إن سيارته ستكون مختلفة بشكل راديكالي عن سيارات تسلا وغيرها من شركات السيارات المعروفة.

ونظراً لأن دايسون لا ينافس تسلا كما لا يواجه القيود القانونية التي تواجهها شركات السيارات التقليدية فقد تنطوي سيارته على درجة من الخيال، بحسب جوكيمستالر من فيفالدي.

* ديفيد ولش

لاتزال تقنية البطاريات الباهظة الثمن تجعل السيارات الكهربائية باهظة الكلفة مالياً
back to top