عززت مراسم دفن الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني اليوم، الذي مثّل توليه الرئاسة بعد الإطاحة بصدام حسين صعوداً للأقلية الكردية التي طالما عانت القمع في البلاد، الانقسام في البلاد بعد لف نعشه بعلم إقليم كردستان الساعي للانفصال عن بغداد.

وعرض التلفزيون العراقي والتلفزيون الكردي لقطات أظهرت الطائرة التي تحمل نعش "مام جلال"، أول رئيس غير عربي للعراق قادمة من ألمانيا حيث توفي عن عمر 83 عاماً خلال هبوطها في مدينة السليمانية بشمال العراق.

Ad

واستثنيت الطائرة من حظر على الرحلات الدولية فرضته حكومة بغداد على إقليم كردستان قبل أسبوع رداً على تصويت الإقليم لمصلحة الاستقلال سبتمبر الماضي.

وأطلقت 21 طلقة لدى وصول النعش، الذي كان ملفوفاً في العلم الكردي. وعزفت فرقة الموسيقى العسكرية النشيد الوطني العراقي وموسيقى جنائزية للفنان العالمي شوبان.

وشارك في مراسم استقبال الجثمان الرئيس العراقي فؤاد معصوم وهو كردي حل محل الطالباني عام 2014 وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكبر مسؤول أجنبي بين الحضور.

وجلس مسعود برزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان، التي تتخذ من أربيل مقراً لها، بين معصوم وهيرو أرملة الطالباني خلال مراسم التشييع التي شارك فيها الآلاف من أبناء الإقليم.

وأم صلاة الميت على جنازة طالباني رئيس "التحالف الوطني" عمار الحكيم بحضور عدد من علماء الدين الأكراد والمسؤولين الحكوميين والشخصيات السياسية في الإقليم وبغداد.

ولم تسمح الحالة الصحية للطالباني بأن يعبر عن آرائه بخصوص الاستفتاء لكن حزبه وهو الاتحاد الوطني الكردستاني لم يبد دعماً قوياً للخطوة.

في غضون ذلك، هدد رئيس الأركان الإيراني، محمد باقري، كردستان العراق بحرب قد تستمر عشرات السنين إذا طبقت نتائج الاستفتاء على الاستقلال.

واعتبر باقري في كلمة، مساء أمس ، أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقفان وراء الاستفتاء. وقال إن "قضية شمال العراق لم يكن من المناسب إثارتها الآن"، متسائلاً: "شعب شمال العراق ماذا يريد من الاستقلال؟"

وأضاف: "إنهم يريدون السيادة على أراضيهم وحدودهم ولديهم ذلك الآن، يريدون جيشاً ولديهم الآن، يريدون الأموال ويمتلكونها أكثر من كل الشعب العراقي، لديهم كل ما يريدون".

في موازاة ذلك، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إن بلاده ترغب في فتح بوابة حدودية جديدة مع العراق بالتعاون مع الحكومة المركزية في بغداد بعد أن تغلق البوابة الحالية رداً على استفتاء الاستقلال الذي أجراه أكراد العراق.

وأضاف يلدريم: "اقترحنا على بغداد فتح البوابة الجديدة أوفاكوي، غربي بوابة الخابور المستخدمة حالياً، ونتوقع دعمهم. سيكون من دواعي سرورنا مناقشة الأمر مع رئيس الوزراء حيدر العبادي"، مشيراً إلى أن الترتيبات جارية لتحديد موعد زيارته لبغداد.

وأضاف يلدريم أنه يرغب في تعزيز التعاون مع الحكومة العراقية المركزية في مجالات الاقتصاد والدفاع والأمن والقضايا السياسية.

يذكر أن إيران وتركيا تهددان بشن عمليات عسكرية ضد كردستان العراق إذا ما مضت بتطبيق مطلب الاستقلال والانفصال.

في الأثناء، أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، استمرار واشنطن في مساعدة قوات "البيشمركة" الكردية، رغم انتهاء فترة إمداد واشنطن تلك القوات بالدعم المالي، وعدم البدء بمباحثات لاستمرارها.

وبشأن تأثير الاستفتاء على الدعم الأميركي، قالت الوزارة إن "الاستفتاء مسألة داخلية".