مع اتهام وزارة الدفاع الروسية للقوات الأميركية المنتشرة في قاعدة التنف بتحويل الحدود بين سورية والأردن إلى "ثقب أسود" ومنطلق لهجمات تنظيم "داعش"، دخلت قوات الرئيس بشار الأسد، أمس، مدينة الميادين.وفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، فإن "قوات النظام سيطرت على أبنية عدة في القسم الغربي من المدينة بعد تقدمها من جهة البادية بدعم جوي روسي".
وأشار المرصد إلى مقتل 14 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثة أطفال ليل الخميس- الجمعة نتيجة غارات روسية استهدفتهم أثناء عبورهم نهر الفرات على متن عبارات في قرية محكان الواقعة جنوب مدينة الميادين في محاولة للفرار من القصف المكثف للمنطقة.وأعلنت وحدة الإعلام الحربي التابعة لميليشيا "حزب الله" اللبنانية أن القوات المتقدمة سيطرت على مواقع ومرتفعات موازية للطريق الرئيسي الذي يربط بين دير الزور والميادين الواقعة على نهر الفرات، التي تعد القاعدة الرئيسية الحالية لتنظيم "داعش".ورغم هجمات مضادة وشرسة في وسط سورية نفذها "داعش"، واصلت قوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي، تقدمها صوب الميادين من دير الزور الواقعة على وادي الفرات.
مروحية حماة
وفي حماة، خسرت القوات الروسية مروحية في منطقة الريف الشرقي، بحسب مصادر في المعارضة أوضحت أن "الطائرة سقطت بنيران المضادات الأرضية التابعة لداعش، خلال تحليقها فوق وادي العذيب، ولم يعرف مصير طاقم الطائرة".وإذ أكدت وكالة "أعماق" التابعة للنظيم استهداف الطائرة في قرية الشيخ هلال، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن طائرة هليكوبتر عسكرية من طراز "مي-28" هبطت اضطرارياً نتيجة لعطل فني وأفراد الطاقم لم يصبهم سوء.وفي تصعيد لاتهاماتها للتحالف الدولي، أعلنت وزرارة الدفاع الروسية اليوم أنه خلال ستة أشهر من وجود القاعدة العسكرية الأميركية على الحدود السورية- الأردنية، لم يسمع بأي عملية لها ضد "داعش".واعتبر الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف، اللاجئين السوريين في مخيم "الركبان" على الحدود السورية-الأردنية، بمنزلة "دروع بشرية" أو "رهائن" للقاعدة الأميركية منذ تأسيسها بشكل غير قانوني في التنف أبريل 2017".وأشار كوناشيكوف إلى أن الحدود السورية — الأردنية قرب قاعدة التنف تحولت إلى "ثقب أسود"، بطول 100 كيلومتر، حيث يشن مسلحو "داعش" هجماته.اهتمامات "البنتاغون"
في المقابل، أعلن ممثل هيئة الأركان المشتركة الأميركية كينيث ماكينزي، أن واشنطن لا تهتم بهوية الجهة، التي ستحرر سورية من تنظيم داعش، سواء أكان الجيش السوري أو المعارضة.وأكد ماكنزي أن الأولوية هي القضاء التام على وجود "داعش" في وادي نهر الفرات، مضيفاً: "أعتقد أننا محايدون حيال من يقوم بهذا العمل طالما يجري وهو فعال".معركة الرقة
إلى ذلك، اعتبرت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورانس بارلي، أمس، أن معركة استعادة الرقة، ستستمر "عدة أسابيع"، مشيرة إلى أن آخر أحياء لا يزال "داعش" يسيطر عليها تطرح "بالطبع أكبر قدر من الصعوبة لاستعادتها، ومن الصعب القيام بتكهنات".وقالت بارلي، لإذاعة "فرانس إنتر"، "إنها معركة بطيئة وصعبة، غير أنها مجدية"، لافتة إلى أن عدد المقاتلين الفرنسيين المتبقين في صفوف التنظيم في العراق وسورية تراجع من 700 إلى 500.وفي ريف دمشق، تمكن "جيش الإسلام"، من طرد قوات النظام من آخر مواقعها في بلدة حوش الضواهرة في الغوطة الشرقية، بعد أن استعاد السيطرة على مواقع تقدمت إليها الأسبوع الماضي، مشيراً إلى مقتل أكثر من 26 عنصراً للنظام وسحب جثث ثمانية منهم.جيش إدلب
في غضون ذلك، كشف مدير جهاز الأمن الفدرالي الروسي، ألكسندر بورتنيكوف عن عدد مسلحي المعارضة المتمركزين في إدلب، مشيراً إلى وجود 20 ألف مقاتل بينهم روس مع أسرهم.وعقب اجتماع قادة الأجهزة الأمنية بمدينة كراسنودار، أشار بورتنيكوف إلى أن موسكو تتبادل المعلومات مع تركيا، وتبحث احتمالية تأثيرها الفعال على الوضع الجاري، مبيناً أنها تسعى على كافة الجهات إلى بذل الجهود لمنع تنشيط الأعمال العسكرية، بجانب القيام بأعمال وقائية تستهدف عودة العائلات والنساء والأطفال لمنازلهم.عرقلة جنيف
سياسياً، حمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أطرافاً في المعارضة السورية المسؤولية عن عرقلة مفاوضات جنيف. وقال لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره الكازاخستاني خيرت عبدالرحمنوف بأستانة: "الجهود السعودية تخص بشكل أكثر مفاوضات جنيف التي لا تزال تتعرقل في المرحلة الراهنة، والسبب الرئيسي في ذلك هو أن عدداً من ممثلي المعارضة يحاولون طرح شروط مسبقة مثل رحيل الرئيس بشار الأسد من اللعبة السياسية، مع مخالفة صارخة لقرار مجلس الأمن رقم 2254 والذي يشكل أساساً لعملية جنيف"."أستانة 7"
بدوره، سلط وزير خارجية كازاخستان الضوء على أبرز المواضيع المطروحة على أجندة الجولة السابعة من مفاوضات أستانة المقرر عقدها أواخر أكتوبر الجاري.وأعلن عبدالرحمنوف أن الدول الضامنة، وهي روسيا وتركيا وإيران، تعتزم البحث، أثناء المفاوضات المقبلة، بالتفصيل، في مدى فعالية عمل مناطق تخفيف التوتر الـ4، مشيراً إلى أن ممثلي فصائل المعارضة أبدت اهتماماً خاصاً بقضية الأسرى والرهائن، فيما حظيت قضية "إزالة الألغام" وتطهير مناطق المعالم الثقافية بالاهتمام الدولي.