هل أنت حسّاس بدرجة فائقة؟
من المفيد أن تفكر بعمق وتغوص في أحاسيسك الداخلية، لكنك تصبح حينها أكثر عرضة للأذى. يقضي الحل بتقبّل طبيعتك الحساسة!
حساسيتك تنبع من جهازك العصبي
تذكر الدراسات أن دماغ الشخص فائق الحساسية مصمم بطريقة مختلفة، إذ تنشط لديه المنطقة المرتبطة بالتجارب العاطفية والمنطقة المرتبطة بالمعالجة البصرية بدرجة إضافية. تشكّل هذه الحساسية الفائقة جزءاً من المعطيات الجينية. إذا كنت حساساً، ستشعر بكل ما يحصل في أعماقك وستلاحظ أدق الاختلافات والتفاصيل من حولك. ستكون حساساً أيضاً تجاه الحوافز الحسية التي تنعكس على العواطف والتفاعلات الجسدية (الجوع، والحرارة، والضوء، والأدوية، والكافيين...). تترافق هذه الحساسية الفائقة مع بعض الإيجابيات كالتعاطف والاهتمام بالآخرين والحس الإبداعي والحياة الروحية العميقة. لكن في المقابل، قد لا تتفق مع جميع الناس بسهولة أو تشعر بالإرهاق حين تزيد الأعباء على حواسك.
كيف تنجح رغم حساسيتك؟
الحساسية الفائقة ليست عيباً أو اضطراباً يحتاج إلى علاج. لكن يمكنك أن تتخذ بعض الخطوات للتحكم بها وتسهيل حياتك.في العلاقات
لما كنت تشعر بعواطف جامحة، فربما تبالغ في التفكير بأبسط ملاحظة يوجّهها لك أحد معارفك. سرعان ما تبدأ بالتساؤل عن الخطأ الذي ارتكبته وتشكك في أفعالك. في هذه الظروف، اخرج من نفسك واقتنع بأن المشكلة فيك وحاول أن تتجاوزها. لاحِظ طريقة تفكيرك وركّز على مشاعرك في تلك اللحظات ثم خصص بعض الوقت قبل أن تتصرف أو تردّ على الإساءة المزعومة. إذا شعرتَ بأنك تحتاج إلى اتخاذ خطوة معينة، عبّر عن مشاعرك وأفكارك أمام الشخص الذي انزعجتَ منه لكن لا تَلُم نفسك لأنك حساس أكثر من اللزوم ولا تعتذر عن سلوكك. بل تكلم بكل بساطة عن التصرف الذي أزعجك وعن أثره فيك. على صعيد آخر، إذا شعرت بأن الشريك يتجاهلك دوماً، لا ضير من إعادة النظر في طبيعة العلاقة بينكما.في المناسبات الاجتماعية
تؤدي الحوافز المفرطة إلى إثقال الجهاز العصبي الحساس. تتعدد الحوافز المؤثرة، من بينها حشود الناس والحفلات الصاخبة وكثرة الالتزامات الاجتماعية. قد تضغط على نفسك كي تقوي حياتك الاجتماعية وتخشى أن ترفض تلبية الدعوات خوفاً من رد فعل الآخرين. يجب أن تغيّر موقفك وتركز في المقام الأول على ما تحبه وما يفيدك، وتحدد ما يزعجك وما يضرّك، ثم تقبّل صفاتك. ستتمكن حينها من الاعتذار عن المناسبات التي لا تحبذها بأسلوب لائق وصريح.في مكان العمل
إذا كنت تعمل في مساحات مفتوحة وسط زملائك الآخرين، ستواجه تحديات يومية بسبب عوامل خارجية لا تستطيع التحكم بها كالمحادثات الصاخبة والإضاءة المفرطة والتقلبات المزاجية لزملاء العمل. في ظروف مماثلة، حاول أن تنشئ مساحتك الخاصة رغم الفوضى السائدة من حولك. ضع سماعات تعزل الأصوات وغيّر الإضاءة إذا كانت تزعجك واحرص على أخذ استراحات متكررة، حتى لو اقتصر نشاطك على التجول حول المكتب. إذا كنت تعمل في بيئة صاخبة فعلاً، قم بنشاط يرخي الأعصاب خلال استراحة الغداء أو بعد انتهاء دوام العمل. يمكنك أن تسبح أو تحضر حصة يوغا أو تمشي في الطبيعة أو تأوي إلى فراشك بكل بساطة وتقرأ كتاباً ممتعاً.على صعيد آخر، ربما تضطر إلى اتخاذ قرارات متلاحقة وأداء مهام متعددة في الوقت نفسه. حاول أن تخبر رب عملك أو زملاءك بأنك تقدم أفضل أداء لك حين تركز على عمل واحد. يجب أن تشرب كمية كبيرة من الماء أيضاً لكن تجنّب المشروبات الغنية بالكافيين والمنتجات الغنية بالسكر وتناول وجبات متوازنة وصحية كي لا تشعر بجوع فائق.
الحساسية الفائقة ليست عيباً أو اضطراباً يحتاج إلى علاج