تضاعفت قوة العاصفة الاستوائية «نيت» الجمعة في إثناء تقدمها باتجاه منتجعات المكسيك الساحلية وسواحل الولايات المتحدة بعدما أدت أمطارها الغزيرة في أميركا الوسطى إلى مقتل 22 شخصاً على الأقل.

ومن المتوقع أن تبلغ العاصفة المصحوبة حالياً برياح بسرعة 85 كلم في الساعة، قوة الإعصار عند بلوغها اليابسة في الولايات المتحدة في وقت متأخر السبت على الساحل الشمالي في خليج المكسيك.

Ad

وبدت مدينة نيو اورلينز التي شهدت انهيار السدود أثناء إعصار كاترينا في 2005 وغيرها من المدن الأميركية على ساحل خليج المكسيك في حالة تأهب تحسباً لـ«نيت».

وقدر المركز الأميركي للأعاصير أن شدة العاصفة «ستقترب من الإعصار» عندما تبلغ مساء الجمعة شبه جزيرة يوكاتان في شرق المكسيك التي تعد منتجعات سياحية شهيرة على غرار كانكون.

وأضاف المركز أن الرياح العاتية قد تثير «عواصف تشكل خطراً على الحياة في الولايات الجنوبية الأميركية على ساحل الخليج».

وحدد موقع العاصفة في وقت مبكر الجمعة مقابل سواحل بيليز إلى جنوب يوكاتان متوقعاً أن تتضاعف قوة الرياح المصاحبة لها.

وأعلنت حكومة بيليز في بيان عن «توقع أن يأتي الخطر الرئيسي على البلاد من عواصف رعدية وأمطار غزيرة تؤدي إلى فيضانات محلية»، وطلبت من سكان المناطق القريبة من سطح البحر التوجه إلى الأعالي وعدم الخروج بالمراكب إلى البحر.

فوضى

الخميس تسببت العاصفة بفوضى كبيرة بعد أن اقتلعت الأشجار ودمرت الجسور وحولت الطرقات إلى أنهار وغمرت المنازل بالمياه في كوستاريكا ونيكاراغوا وهندوراس.

وقتل 11 شخصاً في نيكاراغوا بحسب نائبة الرئيس روزاريو موريلو.

وفي كوستاريكا حيث أعلنت حالة الطوارئ بلغت الحصيلة ثمانية قتلى بينهم طفلة تبلغ ثلاثة أعوام بسبب سقوط الأشجار والسيول الوحلية.

ودعت الحكومة المواطنين إلى اتخاذ اجراءات الحيطة بسبب احتمال اقتراب التماسيح التي تعيش في الأنهار الساحلية من المنازل، كما سجلت هندوراس مقتل ثلاثة أشخاص.

وما زال أكثر من 30 شخصاً في عداد المفقودين في البلدان الثلاثة.

وأفادت موريلو عن إجلاء 800 شخص واجتياح الماء لحوالي 600 منزل وعزل حوالي 14 بلدة بسبب الأمطار المنهمرة منذ أيام.

في كوستاريكا تم اجلاء أكثر من خمسة آلاف شخص إلى مراكز استقبال بسبب التهديد بوقوع انهيارات أرضية.

وفي خليج المكسيك بدأ إخلاء منصات نفط وغاز تحسباً لعبور العاصفة بحسب بيان للمكتب الحكومي الأميركي للسلامة والأمن البيئي.

وما زالت الولايات تحاول النهوض بعد تعرضها لاعصارين فتاكين في أقل من شهرين، هارفي الذي ضرب ولاية تكساس في أغسطس وايرما في سبتمبر في فلوريدا.

كما اكتسح اعصار ماريا منطقة الكاريبي في سبتمبر وخلفت دماراً واسعاً في عدد من الجزر وبينها دومينيكا وبورتوريكو.

أعاصير

تشهد مناطق أميركا الوسطى والكاريبي والمكسيك وجنوب الولايات المتحدة موسم أعاصير أطلسية بين يونيو ونوفمبر من كل عام.

ويضاعف الطقس العاتي مخاطر الفيضانات والسيول الوحلية في كثير من الدول الفقيرة في أميركا الوسطى.

غير أن الموسم اتخذ شدة مضاعفة هذا العام شهدت فيه بعض المناطق أمطاراً أكثر بنسبة 50% مقارنة بالمعدل في شهري سبتمبر وأكتوبر.

وأعلنت كوستاريكا الحداد ثلاثة أيام على قتلى عاصفة «نيت» فيما حذر الرئيس لويس غييرمو سوليس من أنه ما زال مبكراً الجزم بزوال الخطر رغم ابتعادها.

وقال أن «الوضع مُضلل لأن المطر سيهطل في نهاية الأسبوع والأرض مشبعة، لذلك فان احتمال انهيارات التربة قائم».