مَن منا عاد يحمل قضية؟!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
ومع كل ذلك، فإنني أرى الساحة اليوم أقل في الحريات وإمكانية طرح المواضيع السياسية والاقتصادية. لم تعد الكويت تلك الساحة الإعلامية المليئة بالحريات والتنوع اللذين عرفتهما في نهاية السبعينيات، وبدأت العمل في وسائلها الإعلامية في ثمانينيات القرن الماضي، فالحريات تقلصت، وأصبحت الخطوط الحمر تلتف حول أصابع كل الصحافيين والكُتاب، والذي ينفي ذلك يضحك على نفسه، أو على جمهوره.فعلياً، التنوع في الكويت اختفى، وأصبح الجميع متشابهين، وكأن هناك "BOSS" واحداً للكل. حالياً السلطة و"الدينار" هما الكلمة الفصل في كل القضايا، ولم تعد هناك حاجة لرقيب وزارة الإعلام الحكومي، فقد أصبح بوسائل الإعلام الكويتية رقباؤها الذاتيون الأشد حزماً وانغلاقاً من الرقيب الحكومي، وكذلك المناصب الرسمية والشعبية، التي أصبحت محسومة لسنوات طويلة مقبلة.في تلك الظروف أصبح المقاتلون عن فكرة أو الحاملون لـ"قضية" في الكويت في مهمة شبه مستحيلة، والمثابرة على الكفاح لغاية وطنية يكون ثمنه فادحاً على أي مناضل أو جماعة ناشطة تحاول القيام بهذه المهام الوطنية، لذا نراقب اختفاء قضايا المال العام الرئيسة، وكذلك الحريات، من وسائل الإعلام، ويُطرح بعضها بشكل انتقائي.