اقيم الاحتفال في سرايا بعبدا الحكومي، بدعوة من وزارة الثقافة، وإحياء للمواقع الاثرية في لبنان، بحضور اللبنانية الأولى السيدة ناديا عون ووزير الثقافة غطاس خوري وحشد من المهتمين بالشأن الفني ومتذوقي الموسيقى.

شارك الفنان جيلبير جلخ مع الأوركسترا غناء، هو الذي وقف على خشبة مسرح الرحابنة سواء مع منصور الرحباني أو مع اسامة وغدي ومروان الرحباني، وتشرّب من الفن الرحباني الأصيل، فقدم اغنيات من ربرتوار منصور الرحباني الذي يتضمن إلى جانب أعماله مع عاصي، 11 مسرحية قدمها بعد وفاة توأم روحه عاصي وعلى مدى 23 سنة حتى وفاته. كذلك قدم جيلبير جلخ أغنيات ثلاث من ألحان اسامة الرحباني وتوزيع موسيقي لأسامة ومروان وغدي الرحباني وهي: «شهرو السيف» ، «كان العمر بأولو» و«وطني بيعرفني».

Ad

يذكر أن جيلبير جلح يشارك للمرة الثالثة مع الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق – عربية، وكانت المرة الأولى لدى تكريم الفنان الياس الرحباني والثانية خلال هذا الصيف لدى تكريم الفنان نصري شمس الدين.

فن لبناني عظيم

استهل الحفل بالنشيد الوطني، ثم كانت كلمة للإعلامية سنتيا الأسمر، رحبت فيها باللبنانية الأولى والحضور، وأضاءت على تاريخ سراي بعبدا كاشفة أن «الرئيس العماد ميشال عون يهتم شخصياً بترميم هذا السراي ليتحول إلى مركز ثقافي يضاف إلى لائحة الأماكن الأثرية في لبنان، وليكون في خدمة الشعب، ليس من أجل إنجاز معاملاتهم اليومية فحسب، بل ليصبح معلما سياحياً اثرياً وثقافياً».

ثم تحدث رئيس المعهد الوطني العالي للموسيقى بالتكليف الدكتور وليد المسلم، مشيراً إلى انه «في هذا المكان، أي في سراي بعبدا وضع أحد مداميك المجد اللبناني الذي تعهده رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ويتابع إعلاء رايته على غير صعيد. ويضاعف غبطتنا أن تتفضل اللبنانية الأولى السيدة ناديا عون، لا برعاية حفلتنا فحسب، بل ايضا بحضورها المؤنس والمشرف».

بعد ذلك ألقى الوزير غطاس خوري كلمة رحب فيها باللبنانية الأولى، وشكرها على رعايتها وحضورها الاحتفال، مشيراً إلى أن «أول من أضاء على ضرورة إيلاء سراي بعبدا الحكومي الأهمية اللازمة هي السيدة عون، التي طلبت مني في احتفال موسيقي سابق الاهتمام به».

اضاف: «جميعنا اليوم سنهتم بهذا السراي، وأوجه تحية إلى السيدة عون على هذه المبادرة، لأن لفت النظر إلى المواضيع الثقافية هو أمر اساسي ولأنها، من جهة ثانية، هي الراعية الأساس لمختلف النشاطات التي تقوم بها وزارة الثقافة، ونتمنى دائماً أن تشرفنا بحضورها مثل هذه الاحتفالات التي هدفها إحياء عظماء من لبنان وتوجيه تحية لهم كتلك التي توجهها الاوركسترا الوطنية اليوم إلى منصور الرحباني بقيادة اندريه الحاج، بدورنا نوجه اليها تحية إكبار، لأنها في العام الماضي حققت إنجازاً عظيماً، على أمل ان يكون إنجازها هذا العام اعظم وأعظم».

وفي الختام، هنأت اللبنانية الاولى وزير الثقافة ورئيس بلدية بعبدا وكل من ساهم في انجاز هذة الحفلة، خصوصاً قائد وأعضاء الاوركسترا الوطنية، معربة عن إعجابها بأدائهم وبدورهم في إعادة إحياء التراث اللبناني والإضاءة على الفن اللبناني الأصيل.  

سرايا بعبدا

يتميز سرايا بعبدا بأنه لوحة معمارية شرقية مرسومة بريشة أمهر المهندسين والبنائين منذ القرن الثامن عشر، وتطوّر في عهد المتصرفية (1860 - 1918)، إذ أصبح مركزاً لها. خلال الحرب التي عصفت بلبنان، نال نصيبه من القذائف، فتركت بصماتها على حجره الرملي الذي يميز تاريخه العريق.

يعتبر سراي بعبدا الحكومي أحد أهم المباني الرسمية في لبنان، وهو مركز محافظة جبل لبنان ويضم إدارات الدولة كافة الموزعة في أرجائه.