بشرى: مهرجان الجونة لا ينافس القاهرة السينمائي

لم يفهم كثيرون طبيعة عملك داخل مهرجان «الجونة» بخلاف أنك أحد المؤسسين.

شاركت في تأسيس المهرجان، لكن دوري العملي كان مديرة العمليات وكنت مسؤولة عن جوانب كثيرة، خصوصاً أننا خلال مرحلة التحضيرات اكتشفنا وجود مراحل مختلفة من العمل من بينها التنظيم والترحيب بالضيوف والتواصل مع المؤسسات الدولية وغيرها من أمور اقتسمناها في ما بيننا، وكنت أنسّق بين الإدارات المختلفة. للحقيقة، ساعدنا الشباب المشاركون في التنظيم كثيراً لتقديم مهرجان بصورة متحضرة تليق بمصر والضيوف، فالمهرجان أكّد أن لدينا القدرات على تنظيم فعاليات فنية بشكل جيد ومن دون مشاكل تذكر.

ألم تقلقي من التجربة؟

لم أقلق لأن لدي رغبة دائماً في البحث عن الجوانب التي لا تحتاج إلى اهتمام في السينما، لا سيما أنني نشأت في منزل يقدر الفن والثقافة. قبل المهرجان كان لدي بحث دائم وحماسة لتقديم مهرجان جيد، وأفادتني دراستي للسياحة لأن ثمة عوامل مشتركة بين المجالين، فضلاً عن تجاربي بالمشاركة في المهرجانات والإنتاج السينمائي والتمثيل وعلاقاتي في التواصل مع الشركات الأجنبية المختلفة. ذلك كله، أكسبني خبرات حاولت الاستفادة منها للإضافة إلى المهرجان.

لماذا فكرت في المهرجان؟

لست صاحبة الفكرة بمفردي، بل ثمة أشخاص كثيرون أسهموا في خروج المهرجان إلى النور بداية بعمرو منسي الذي ساعدني كثيراً بخبرته في الجونة وتنظيمه بطولة الإسكواش الدولية سنوياً، مروراً برجال الأعمال سميح ونجيب ساويرس وكمال زادة الذين تحمسوا للمهرجان وكانوا من أقوى الداعمين له، وصولاً إلى فريق العمل كله.

انتقادات

كيف ترين المهرجان بعد انتهاء فعالياته؟

سعيدة بالمستوى الذي ظهرت عليه الدورة الأولى من المهرجان، لا سيما في ما يتعلق برأي صانعي الأفلام وانطباعاتهم.. شخصياً، أعتبر الدورة الأولى بمنزلة الدورة الصفر للمهرجان والتي تعلمنا منها جميعاً، وستشهد الدورات المقبلة كثيراً من الإضافات وتجنّب السلبيات.

وبذل الشباب الذين شاركوا في التنظيم جهوداً استثنائية لإنجاح المهرجان وحل العقبات التي كنا نتعرّض لها، فعند التنفيذ تواجه أية الفعالية مشكلات غير محسوبة أو عقبات مفاجئة، ولكن حالة الحب والحماسة لإنجاح المهرجان كانت سبباً في تجاوز الصعوبات.

ثمة أحداث في الافتتاح والختام عرضت المهرجان لانتقادات.

الهدف الأساسي من المهرجان التأكيد أن صناعة المهرجانات ليست حفلتي افتتاح وختام من دون فعاليات، وهو ما حرصنا على إيصاله من الدورة الأولى، فتعاملنا بمعايير دولية في اختيار الأفلام والمسابقات، كذلك حرصنا على إطلاق «منصة الجونة» لتكون ساحة تواصل بين الصانعين والمنتجين والموزعين، والحقيقة أن الحضور من الضيوف الأجانب كان جيداً باعتبار أنها الدورة الأولى من المهرجان وأتوقع حضور عدد أكبر في الدورة المقبلة.

كان ثمة تحفظ لدى البعض على اختيار غير مصري لإدارة المهرجان؟

الجونة مهرجان يتعامل باحتراف، وهو ما ذكرناه من اليوم الأول. عندما ناقشنا اختيار المدير وجدنا شبه إجماع على انتشال التميمي، وعندما عملنا معه لاحظنا الطاقة الكبيرة والحماسة لديه لتقديم دورة جيدة، وأعتقد أنه نجح، وقناعتنا الشخصية أن الفن لا يعرف حدود الجنسية.

منافسة وانتشار

ماذا عن المنافسة بين «الجونة» ومهرجان القاهرة السينمائي؟

لا مجال للمنافسة بين المهرجانين. القاهرة السينمائي أقدم مهرجان في مصر، وثمة مهرجانات عدة في بلدنا ووجودها لم يؤثر فيه مطلقاً، بل على العكس جميعنا ندعمه ونشارك فيه من دون تردد. كذلك يستقبل هذا المهرجان أفلاماً من مختلف دول العالم بغض النظر عن الموضوع الذي تتطرق إليه، كما أن عدداً كبيراً من صانعيه كانوا شركاء في إطلاق مهرجان الجونة. والأخير يعرض نوعاً محدداً من الأعمال السينمائية ورفع شعار «سينما من أجل الإنسانية».

هل سيحضر الجونة في المهرجانات الدولية خلال الفترة المقبلة؟

قدمنا جائزة في مهرجان البندقية بدورته الأخيرة وكانت المرة الأولى التي نعلن فيها عن مهرجان الجونة في الخارج، ونسعى إلى الحضور في المهرجانات الدولية خلال الفترة المقبلة، فلدينا أفكار وخطط نناقشها باستمرار.

حول مشاريعها المقبلة تقول بشرى: «انشغلت خلال الفترة الماضية بالمهرجان ولم أستطع الارتباط بأي عمل، خصوصاً أن الدورة الأولى استلزمت مجهوداً مضاعفاً لأنها الأساس الذي سيبنى عليه مستقبلاً، ولدي مشروع لتقديم أغان للأطفال خلال الفترة المقبلة».