قال وزير العدل وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة، فالح العزب، إن "العدل" تحرص على إحداث التطوير التشريعي اللازم لايجاد البيئة المواتية ليؤدي المحامي دوره بحيادية وتجرد، دون أي إملاءات أو ضغوط.

جاء ذلك في كلمة ألقاها العزب مساء أمس الأول في افتتاح مؤتمر اتحاد المحامين العرب الذي تنظمه جمعية المحامين تحت شعار "المصالحة والمصارحة العربية - العربية جسر لازم لوطن عربي خال من الإرهاب" برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، ويستمر 3 أيام.

Ad

وأعرب عن ثقته بأعمال المؤتمر في دورته الثانية المنعقدة بالكويت على مواجهة كافة التحديات التي تواجه مهنة المحاماة، للوصول بها إلى أعلى مستويات المنافسة، والعمل على تثبيت قواعد العدالة وترسيخ القانون، وبما يؤدي إلى تحقيق الاستقرار والرخاء والسلام للشعوب العربية.

وقال العزب: "إن ما يجمع الدول الخليجية والعربية أكثر مما يفرقها، فهي موحدة بروابط وصلات قوية ومتينة، ونتطلع الى أن تكون هذه اللقاءات المشتركة نواة لوضع الاستراتيجيات الملائمة لمواجهة كل التحديات، التي تعترض مسيرة أوطاننا، وفي مقدمتها هذا المد الهادر لطوفان الإرهاب، بحيث يتحقق الاستقرار والأمن العربيين وتوطيد قواعد العدالة ورفع معدلات التنمية البشرية وتعزيز القدرة التنافسية على كل الصعد.

وأضاف أن الانتصار على الإرهاب وتحقيق الوحدة والتكامل بين شعوبنا مازال بحاجة الى المزيد من التحركات المخلصة، وندعم معه وبقوة كافة المساعي النبيلة التي يقوم بها سمو أمير البلاد لرأب الصدع بين الإخوة والأشقاء لتوطيد أواصر الترابط، وتحقيق المصالحة العربية العربية ووصل ما انقطع منها، لنصل معا إلى بيئة مؤاتية لتحقيق النهضة والتكامل والرخاء لكل شعوبنا.

تنظيم ممارسة المهنة

ومن جهته، قال رئيس جمعية المحامين ناصر الكريوين، في كلمة مماثلة، إن الجمعية دأبت على مدى 55 عاما على تنظيم ممارسة مهنة المحاماة، وضمان حسن أدائها ورعاية مصالح أعضائها والدفاع عن حقوقهم.

وأضاف أن الجمعية اتخذت الذود عن الحق والعدل والواجب غاية ومن إعلاء الصالح العام وترسيخ مفهوم المواطنة وتقبل الآخر، وتعزيز القيم النبيلة التي دعت إليها الشرائع السماوية والدين الإسلامي الحنيف هدفا ونبراسا.

وذكر أن انضمام الجمعية إلى اتحاد المحامين العرب أسهم في تعزيز رسالتها وتمكين إرادتها في خدمة قضاياها، وذلك بالعمل على تصحيح الأفكار وتقريب وجهات النظر، وإعلاء مبدأ الرأي والرأي الآخر.

وأعرب عن الأمل في أن تعمل كافة دول الاتحاد، على أن يحتل المحامي العربي مكانته التي تليق به في أداء رسالته السامية، وأن ينال الحصانة التي تحول بينه وبين التضييق عليه في أداء عمله، وأن يحظى بالتشريع الذي يضمن استقلاليته وعدم النيل من مقدرات مهنته ومكتسباته.

وشدد الكريوين على أن الدور المنوط بمنتسبي مهنة المحاماة في دول الاتحاد ما هو إلا تكليف لا تشريف وتمسك بميثاق شرف المهنة وحفاظ على أدبياتها ووعي بعظم الدور الذي يقوم به كل محام في حفظ وصيانة الحق وإرساء العدل والسعي الى السلام، وذلك من خلال التزود بالخبرات والتحصن بالمعرفة والتجرد، مما يخالف ضمير المهنة.

مجلس مشترك

وبين أن عمل المحامين ليس بمعزل عن القضاة، مقترحا انشاء مجلس عربي مشترك بين اتحاد المحامين العرب وبين هيئة مشكلة عربيا من المجالس العليا للقضاة ينعقد بشكل دوري لمناقشة كافة الإشكاليات والمعوقات التي تعترض مسيرة العمل في المرفق القضائي في الدول العربية وتقريب وجهات النظر، وصولا الى إصدار قانون عربي موحد بهذا الشأن.

وقال الكريوين إن الدور الذي يؤديه اتحاد المحامين العرب ومبادئه تهدف الى تحرير الانسان العربي من كل مظاهر الظلم والتخلف والاستغلال، وضمان حقه في ممارسة الديمقراطية السياسية والاجتماعية وإطلاق حرياته العامة والنقابية.

وأضاف أن هذا الدور ينصب أيضا في السعي الى تحرير الاقتصاد العربي من اشكال التبعية وضمان استقلاله بما يكفل تنميته على طريق تحقيق العدالة الاجتماعية والتكامل والتوحد لخدمة الوطن والمواطن.

وأكد أن مناهضة الإرهاب وتجفيف منابعه أصبحت هدفا خليجيا وعربيا مشتركا، وذلك في ظل ما تشهده المنطقة من تداعيات وآثار خطيرة استنزفت مقدراتها، وأدى الى انتكاسة في مسيرتها الديمقراطية.

ودعا الى الاقتداء بالمساعي النبيلة التي يقوم بها سمو أمير البلاد في رأب الصدع بين الإخوة والأشقاء من أجل العودة الى مظلة البيت الواحد، وتسوية كافة الخلافات على طاولة المفاوضات وتقريب وجهات النظر للنهوض بالشعوب العربية.

بدوره، قال الأمين العام لاتحاد المحامين العرب عبداللطيف بوعشرين في كلمة أن المحامين العرب جاؤوا الى أرض الكويت بلد المصالحة العربية - العربية متصالحين متحابين في ظل وجود رمز الكويت سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.

وأشار الى أن المؤتمر حمل عنوان المصالحة العربية إيمانا من الاتحاد بأن منتسبيه كنخبة عليهم مراجعة أنفسهم، والعمل على إعادة اللحمة ونبذ التناحر الذي سئمته الشعوب العربية.

ومن جهته، قال نقيب المحامين المصري سامح عاشور في كلمته إن سمو أمير الكويت ‏الشيخ صباح الأحمد قدم نموذجا للوساطة والوسطية، فأصبحت الكويت في عهده عاصمة الوساطة العربية والوسطية العالمية.