الجبوري ينقل رسالة من أربيل إلى بغداد
تحركات سياسية متسارعة للتهدئة تواجه بحملات شرسة
كشفت مصادر مقربة من رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أنه حمل «رسالة شفوية مهمة» إلى بغداد بعد لقائه في أربيل، أمس، رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني لبحث أزمة الاستفتاء على حق تقرير المصير.وقال الجبوري إنه جاء إلى أربيل سعياً لوقف «التداعيات الخطيرة» في الأزمة بين الإقليم الكردي الحالم بإعلان الاستقلال عن العراق، وحكومة بغداد التي فرضت عقوبات متسارعة على أربيل أبرزها إغلاق مطاري كردستان بوجه الرحلات الدولية.
ورغم أن الأكراد يحملونه المسؤولية عن القرارات القاسية التي اتخذها البرلمان ضدهم، فقد تعرض رئيس البرلمان إلى هجوم شديد وخصوصاً من جانب الجناح المتشدد في القوى الشيعية الحاكمة، مما جعل المراقبين يقولون إن الأزمة دخلت «مرحلة جديدة» بات فيها التوسط مع أربيل «نوعاً من الجريمة».جاء ذلك، بعد أن تعرض نائبا رئيس الجمهورية إياد علاوي وأسامة النجيفي إلى هجوم لاذع من أطراف شيعية بسبب لقائهما البارزاني، أمس الأول، على هامش التعازي بوفاة الرئيس العراقي السابق الزعيم الكردي جلال الطالباني في السليمانية. ووسط تباطؤ الوساطات الدولية المعتادة في أزمة عراقية كهذه، تبدو بغداد مستسلمة إلى التصعيد، وغير راغبة في منح البارزاني حواراً يحفظ هيبته كزعيم كردي، فقد وافق بصيغ مختلفة على تجميد نتائج الاستفتاء التي كانت لمصلحة الانفصال والدخول في مفاوضات فورية، لا سيما بعد أن جاء ذلك في مبادرة أطلقها رئيس الوزراء الأسبق علاوي، لكن بغداد لا ترضى بالتجميد وتطلب من أربيل إلغاء نتيجة الاستفتاء برمته.ويؤدي «سوق الانتخابات» المفترضة في الربيع المقبل، دوراً سلبياً جداً، ويجبر حتى من عرفوا باعتدالهم على اتخاذ مواقف متزمتة. ويشعر رئيس الحكومة حيدر العبادي بأنه لم يعد من الممكن اعتماد مرونة صريحة؛ لأن خصومه حتى في حزبه الشيعي من المقربين إلى طهران، يريدون استثمار الأزمة ضده، وتأجيج الموقف الشعبي للنيل من مكاسب سياسية مهمة حققها في الحرب ضد «داعش» وبعض الخطوات الإصلاحية.