طهران تتوعد بـ «رد ساحق» إذا صُنف «الحرس» إرهابياً

● باريس تتخوف من تأجج الأزمات
● ماي ونتنياهو متفقان على مواجهة أنشطة إيران

نشر في 09-10-2017
آخر تحديث 09-10-2017 | 15:26
فتية إيرانيون خلال دفن بقايا جنود قتلوا في الحرب مع العراق (إرنا)
فتية إيرانيون خلال دفن بقايا جنود قتلوا في الحرب مع العراق (إرنا)
توعدت الحكومة الإيرانية بردّ ساحق على الولايات المتحدة في حال إقدامها على تصنيف الحرس الثوري كياناً إرهابياً، في وقت يقترب موعد إعلان الرئيس دونالد ترامب عن استراتيجية جديدة مع إيران قد تتضمن إلغاء أو تعديل الاتفاق النووي.
غداة تهديد الحرس الثوري بقصف القواعد الأميركية في المنطقة ومعاملة الجيش الأميركي أسوة بتنظيم «داعش»، توعدت الحكومة الإيرانية بدورها بـ «رد ساحق» إذا صنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري منظمة إرهابية، وذلك قبل أيام من تقديم الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقريره عن التزام طهران بالاتفاق النووي، الذي من المتوقع أن يعلن خلاله التخلي عن الاتفاق والكشف عن سياسة جديدة مع إيران.

وفيما بدا أنه استجابة من حكومة الرئيس حسن روحاني الوسطية المؤيدة للاتفاق النووي لضغوط المتشددين المطالبين بالتصعيد ضد واشنطن، قال بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية في مؤتمره الصحافي الأسبوعي: «نأمل ألا ترتكب الولايات المتحدة هذا الخطأ الاستراتيجي. إذا فعلت ذلك فإن رد فعل إيران سيكون حازما وحاسما وساحقا، ويجب أن تتحمل الولايات المتحدة جميع عواقبه».

وتتضمن القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية حاليا أفرادا ومؤسسات تربطهم صلات بالحرس الثوري، لكن «الحرس» كمؤسسة ليس مدرجا على القائمة.

ونفى قاسمي أيضا اتهامات ترامب لإيران بـ «تمويل كوريا الشمالية والتعامل معها على نحو غير ملائم تماما»، وقال: «إسرائيل وبعض الدول تثير هذه الاتهامات لإثارة فوبيا (حالة خوف) من إيران».

الصواريخ

وعن التقارير حول موافقة ايران على التفاوض بشأن أجزاء من برنامجها الصاروخي، قال قاسمي: «موضوع الصواريخ هو جزء من السياسات الدفاعية التي تعتمدها ايران، ولا تتعارض مطلقا مع القرار الأممي رقم 2231، وهذه السياسة ستستمر بجدية تامة كما في السابق، وإيران هي من يتخذ القرار أولا وأخيرا بشأن القضايا الدفاعية، ولن تسمح لسائر الدول بالتدخل بهذا الأمر».

ووفقا للاتفاق النووي الذي تدعمه أيضا بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين وافقت إيران على كبح برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية التي أضرت باقتصادها.

ومازالت واشنطن تبقي على العقوبات التي فرضتها هي على إيران بسبب برنامجها الصاروخي، وبسبب اتهامات لها بدعم الإرهاب. وتسعى إدارة ترامب إلى مزيد من الضغط على الحرس الثوري الإيراني خاصة بعد التجارب الصاروخية الباليستية في الأونة الأخيرة وما وصفته واشنطن «بالأنشطة المؤذية» عبر الشرق الأوسط.

ومن الممكن أن يؤثر فرض عقوبات أميركية على الحرس الثوري على الصراعات في العراق وسورية، حيث تدعم كل من طهران وواشنطن أطرافا متحاربة مختلفة تعارض كلها تنظيم «داعش».

وفرضت الحكومة الأميركية عقوبات في يوليو الماضي على 18 من المؤسسات والأفراد لدعمهم للحرس الثوري الإيراني في تطوير طائرات بلا طيار ومعدات عسكرية.

وفي أغسطس أقر الكونغرس الأميركي «قانون مواجهة خصوم أميركا من خلال العقوبات (كاتسا)» الذي فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية.

ولايتي

من ناحيته، قال رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، علي أكبر ولايتي، إن «الأميركيين يدركون جيدا طبيعة دور الحرس الثوري الإسلامي في المنطقة،» مضيفا أن «مهمة الحرس هي الدفاع عن حدود البلاد والثورة الإسلامية، وأنه لولا تدخله لسقطت بغداد ودمشق».

وأضاف ولايتي: «الحرس، وفي سياق الدفاع عن البلاد والنظام وأيضا مساندة أصدقاء إيران في المنطقة، يرتكز دوره على محور المقاومة، وهو في غاية الحساسية والأهمية».

أما المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى، سيد حسين نقوي حسيني، فقد حذر من أن «أي إجراء ضد الحرس الثوري يعد في إطار دعم الإرهابيين، وسيواجه ذلك برد جاد من إيران». مضيفا: «لسنا مكتوفي الأيدي في مواجهة إجراءات الرئيس الأميركي المعادية لإيران، وإذا اقتضت الضرورة، سنستخدم أي اجراء للدفاع عن حقوق الشعب الإيراني» وفق قوله.

فرنسا

الى ذلك، قالت فرنسا، أمس، إنها تشعر بالقلق من أن يؤدي تصنيف الحرس الثوري الإيراني ضمن المنظمات الإرهابية إلى تفاقم التوترات في المنطقة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية أنييس روماتيه-إيسباني، في إفادة يومية لدى سؤالها عما إذا كانت باريس تدعم وضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة إرهابية: «في إطار عدم الاستقرار الإقليمي تتحسب فرنسا لأي أفعال قد تؤجج الأزمات الحالية». وأضافت: «مع وضع هذا في الاعتبار، لدى دول المنطقة دور محدد لتقوم به ويجب عليها إظهار ضبط النفس وشيء من المسؤولية».

ماي ونتنياهو

في السياق نفسه، قال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، أمس، بعد اتصال هاتفي أجرته ماي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بريطانيا وإسرائيل تتفقان على أن «المجتمع الدولي يتعين أن يدرك التهديد الذي تمثله إيران لمنطقة الخليج والشرق الأوسط الأوسع، كما يتعين عليه أن يواصل العمل على التصدي لأنشطة إيران لزعزعة استقرار المنطقة». من جهة ثانية أعلن الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو، أمس، في روما ان إيران تحترم بالكامل تعهداتها بموجب الاتفاق النووي المبرم مع الدول الكبرى في 2015. وسبق أن أكدت الوكالة في الشهر الفائت تنفيذ إيران تعهداتها، وسط تكثيف واشنطن انتقاداتها للاتفاق.

كذلك ذكرت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني من جهتها أن احترام إيران التزاماتها في هذا الملف تم التحقق منه ثماني مرات.

لولا تدخل الحرس الثوري لسقطت بغداد ودمشق في يد «داعش» ولايتي
back to top