حرّكت الحقيقة الصادمة حول وضع الممثلة اللبنانية الكبيرة رينيه ديك الصعب النفوس والضمائر، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان لمساندتها، وتنادى شعراء وكتاب وفنانون لانتشالها من العوز والفقر... إزاء كل ما حكي ولا يزال يحكى حول هذه القضية كان لا بد من موقف لنقابة الفنانين المحترفين في لبنان التي تنتمي إليها رينيه ديك، فأصدرت بياناً توضيحياً جاء فيه:

«يبث بعض وسائل الإعلام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة أخباراً يتداول فيها أحوال بعض الفنانين اللبنانيين، خصوصاً تلك التي تتعلق ببعض الزملاء الذين يرزحون تحت وطاة الأوضاع الاقتصادية المتردية والظروف الصعبة التي يمرّ بها البلد، مستثمرين بذلك حاجاتهم المادية ووضعهم الصحي والمعيشي كمنصة لإثارة الاتهامات والأقاويل والتطاول على نقابة الفنانين المحترفين والمس بصورتها أمام العامة، من خلال إظهارها على أنها الجهة المسؤولة عن حالة العوز التي يمرّ بها الأخوة الزملاء الذين يتعرّضون بدورهم للإساءة من خلال ما ينشر، عن قصد أو غير قصد، إلى تشويه صورتهم الشخصية والفنية. وعليه، يهمّ نقابة الفنانين المحترفين أن توضح التالي:

Ad

أولاً: يميز نقابة الفنانين المحترفين تعزيزها أواصر المحبة والتآخي وحالة التكاتف والتضامن التي تزرعها مع جميع الزملاء الفنانين، وهي التي دأبت دائماً على الوقوف إلى جانب الجميع لمساعدتهم ومساندتهم مادياً ومعنوياً ضمن إمكاناتها المتاحة، ومن دون الالتفات إلى مكاسب إعلامية أو منافع خاصة، حفاظاً على كرامة الزملاء المعنوية.

ثانياً: إثارة مثل هذه المواضيع ليست مناقضة للواقع فحسب، بل تدلّ على عدم إلمام ودراية بشؤون الفنانين اللبنانيين من مثيريه، وأيضاً على عدم الالتفات منهم إلى كرامة الفنان اللبناني التي يسيئون إليها من خلال ما يقومون بنشره وترويجه.

ثالثاً: تهيب نقابة الفنانين المحترفين بغالبية وسائل الإعلام ورواد التواصل الاجتماعي توخي الدقة والموضوعية، وتتمنى عليهم عدم إثارة مواضيع كهذه أمام الرأي العام، واستقاء المعلومات الدقيقة من مجلس إدارة نقابة الفنانين المحترفين دون سواه.

رابعاً: لكل ما تقدم، نتحفظ عما جاء من أخبار غير صحيحة في ما نشره بعض وسائل الإعلام، وعن عدم اهتمام إو اهمال نقابة الفنانين المحترفين للوضع الصحي أو المعيشي لبعض الأخوة الزملاء، آملين من جميع وسائل الإعلام التزام المناقبية الإعلامية من أجل الحفاظ على صورة جميع الفنانين، وبالتالي على صورة لبنان الفنية والحضارية».

تحرّك

يأتي البيان في أعقاب تفاعل قضية الممثلة القديرة رينيه بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، ومطالبة وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي والمعنيِّين بالتدخّل لأنّ التكريم المعنوي للفنان لا يكفي. وبعد توجيهها نداءً لمساعدتها، متحسرة على ما وصلت إليه حالها بعد 50 عاماً من العمل، فهي مريضة ولا مصدر دخل تعتاش منه.

تحركت وزارة الشؤون الاجتماعية في لبنان فوراً لمساعدتها، ونشر زاهي الهيبي، مدير مكتب وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي، البيان التالي: «بعدما وردتنا اتصالات ومراجعات إلى مكتب وزير الشؤون الاجتماعية بشأن الوضع الإنساني للممثلة اللبنانيّة رينيه ديك، اتصلنا بها وأرسلنا فريقاً من المساعدين الاجتماعيين لزيارتها والقيام باللازم».

في تصريح أخير إلى أحد المواقع الإلكترونية، كشفت الممثلة القديرة أنها تقيم مع شقيقها الذي يتولى الإنفاق عليها، وأن نقابة الفنانين المحترفين التي تنتمي إليها تقدّم لها المساعدة قدر الإمكان.

في سطور

رينيه ديك ممثلة لبنانية. تلقت دروساً في المسرح في مدرسة المسرح الحديث التابعة لإدارة لجنة مهرجانات بعلبك الدولية وكانت في الثامنة عشرة. كانت البداية عام 1963 في مسرحية «الذباب» التي أدت فيها دورين: الأول تمثيلي والآخر راقص، فنجحت فيهما وأصبحت عضواً في الفرقة. بعد ذلك، شاركت في مسرحية «الإزميل»، أول مسرحية لبنانية تقدم في مهرجانات بعلبك الدولية، وأدت فيها دور البطولة إلى جانب كل من ميشال نبعة، ورضى خوري، ونبيل معماري، وجسّدت فيها دور امرأة من المدينة يريد شاب قروي إقطاعي الزواج. كذلك شاركت في: «الملك يموت»، و«علماء الفيزياء» لمنير أبو دبس اللتين عرضتا في عواصم عربية، و«روميلوس الكبير» لدورنمات من إخراج شكيب خوري إلى جانب نضال الأشقر و«الخادمتان»...