يبحث الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" تعيين رئيس جديد للاحتياطي الفدرالي خلفاً لجانيت يلين بعد انتهاء ولايتها في فبراير المقبل، وهناك 12 رئيساً للبنك المركزي تم اختيارهم من قبل سبعة رؤساء إقليميين للبنك لولايات مدة الواحدة خمس سنوات.

ويختار رئيس أميركا السبعة رؤساء الإقليميين للبنك المركزي ثم يوافق عليهم الكونغرس، ويوجد خمسة أعضاء يحق لهم التصويت على قرارات الفدرالي ومنذ تقاعد "دانييل تارولو" في مايو، أصبح عددهم أربعة هذا العام، وربما يتراجع العدد إلى ثلاثة بعد تقاعد نائب رئيسة البنك ستانلي فيشر.

Ad

وتناولت "بلومبرغ" في تقرير آلية عمل الفدرالي ومراقبته للقطاع المصرفي ومن يمتلك فيه السلطات والصلاحيات بشأن قراراته وسياساته النقدية.

هيكل الفدرالي

- يمتلك الرؤساء الإقليميون لفروع الفدرالي سلطات يمكنها تشكيل عمود فقري داعم لاستقرار واستقلالية البنك المركزي في المرحلة الانتقالية عند تغيير رئيسه إذ من غير المتوقع إعادة تعيين "ترامب" لـ"يلين" مجدداً بعد انتهاء ولايتها.

- يعتمد الفدرالي على هيكل تنظيمي لحماية سياسته النقدية واستقلاليته من أي اضطرابات، وتم تحديد أطر عمله خلال السنوات التي سبقت الحرب العالمية الأولى حتى لو تغيرت بعض واجباته الوظيفية لاحقاً.

- ربما تكون مهام البنوك الإقليمية التابعة للفدرالي غريبة، لكن أحد محللي معهد "بروكينغز" آرون كلاين أكد أنها تشكل تنوعاً في وجهات النظر التي يمكن أن تواجه البنك.

- رشح ترامب كوارلز، الذي عمل في أحد البنوك الاستثمارية وفي وزارة الخزانة وأيضاً مارفن غودفريند أستاذ الاقتصاد بجامعة "كارنيغي ميلون"، ومن المتوقع إحداث تغييرات رئيسية بسبب المناصب الشاغرة داخل البنك.

- يعول العالم على استقرار ومصداقية الفدرالي، ويعني هيكله معرفة مؤسسية وتصويتاً مستقلاً وانتقالاً سلساً للسلطات من مسؤول لآخر، ولم يأت ذلك من العدم، بل جاء عبر عقود من القوانين والقواعد المنظمة والمحددة للصلاحيات.

- يتكون الفدرالي من 12 فرعاً إقليمياً كل منها كيان خاص، يقع فرع في "سان فرانسيسكو"، وفي "ميزوري" يوجد فرعان أحدهما في "كانساس سيتي" والآخر في "سانت لويس".

- لم يصل "الفدرالي" بهيئته الحالية حتى عام 1913، وقبل ذلك كان هناك عدم ثقة من المواطنين في المؤسسات الحكومية وأي جهات مالية أو مصرفية.

نظام لا مركزي

- يحكم "الفدرالي" حالياً نظام لا مركزي يستهدف تحقيق مجموعة من المصالح القومية المتنوعة، كما تحكمه قواعد صيغت خصوصاً للحد من هيمنة البيت الأبيض أو "وول ستريت".

- عام 1914، جلس وزير الخزانة الأميركي "ويليام ماكادو" على رأس لجنة السوق الفدرالية المفتوحة لاختيار 12 موقعاً للبنوك الإقليمية، وكل مجلس إدارة من تلك البنوك يختار رئيساً، ثم يحق التصويت لخمسة رؤساء منهم على قرارات البنك المركزي، ويكون رئيس البنك بنيويورك من بينهم ثم يكون الأربعة الآخرون بالتناوب.

- يمتلك مجلس الفدرالي صلاحيات تقليدية أوسع من الأفرع الإقليمية، وتغير ميزان الصلاحيات في السنوات الأخيرة إذ أصبح للبنوك الإقليمية تأثير أكبر على السياسة النقدية لاسيما بعد تولي بن برنانكي رئاسة البنك المركزي في 2006 قبل عام من الركود.

- بسبب الأزمة المالية العالمية، شدد برنانكي على الشفافية في صناعة القرارات والسياسات النقدية، ونشبت خلافات حينها بين مجلس إدارة الفدرالي وبين الرؤساء الإقليميين.

تواصل مجتمعي

- يرى خبراء أن هناك شعبوية تسود واشنطن، ويحاول البيت الأبيض التدخل في سياسات الفدرالي الأمر الذي رفضته يلين بشكل قاطع مشددة على استقلالية البنك المركزي.

- في الصدد، يظهر أعضاء "الفدرالي" بشكل متكرر ومكثف في نوادي الروتاري وغرف التجارة والمنظمات المجتمعية للتقارب ومحاولة شرح أي وجهات نظر أو قلق يؤرقهم.

- لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن نقاشاتهم مع قادة الأعمال تجعلهم يرون صورة الاقتصاد كاملة، وفسرت يلين ذلك في إحدى المناسبات قائلة إنها توقعت فقاعة الإسكان عندما كانت رئيسة للفدرالي في "سان فرانسيسكو" عام 2007 بفضل نقاشاتها العامة.

لا يمكن للفروع الإقليمية التصويت على قواعد تنظيم عمل القطاع المصرفي، فهو أمر حصري بمجلس إدارة الفدرالي، لكن الأفرع الإقليمية موكل إليها الإشراف على المصارف في نطاقها، وحتى الأزمة المالية، كان لها إجبار تلك المصارف على تنفيذ أمر ما أو تجنبه.

«تارولو»

- استمر ذلك حتى جاء "تارولو" الذي غير السلطات التنظيمية من قبل الأفرع الإقليمية وأعادها إلى واشنطن، ولكن لا يعني ذلك أن رؤساء هذه الأفرع خاضعون لسلطات "ترامب" أو موالون له، وهذا يضمن استقلالية البنك المركزي.

يتوقع محللون تغيرات جوهرية داخل أروقة الاحتياطي الفدرالي في الاثني عشر شهرا المقبلة دون أي قلق على استقلالية البنك المركزي، وهناك فضول لمعرفة شكله التنظيمي بعد تولي رئيسه المرتقب.