العملية التركية العسكرية في إدلب تقسم المعارضة السورية

«جيش الإسلام» يؤيدها ويعتبرها «طوق نجاة»

نشر في 09-10-2017
آخر تحديث 09-10-2017 | 20:55
مسن ينزل أمتعة سوريين بعد عبورهم البوابة الحدودية لمعبر باب الهوى إلى الجانب التركي أمس (أ ف ب)
مسن ينزل أمتعة سوريين بعد عبورهم البوابة الحدودية لمعبر باب الهوى إلى الجانب التركي أمس (أ ف ب)
أعلن الجيش التركي، أمس، توغل فرق استطلاع تابعة له في محافظة إدلب شمال غرب سورية ضمن خطة استطلاع من ثلاثة محاور تهدف بحسب قوله إلى «حماية السوريين الموجودين فيها وإحباط مشروع تمدد المجموعات المصنفة إرهابية».

ووفق هيئة رئاسة الأركان، فإن العملية العسكرية التركية تأتي في إطار «فرض وقف إطلاق النار وإقامة مراكز مراقبة في مناطق خفض التوتر في إدلب»، الخاضعة بمعظمها لسيطرة هيئة «تحرير الشام» بقيادة «جبهة النصرة» سابقاً، تنفيذاً للاتفاق الموقع في آستانة مع روسيا وإيران لوضع حد للنزاع الدامي في سورية.

وبينما ستحتاج الفصائل المؤيدة لتركيا إلى انتزاع المنطقة من قبضة «تحرير الشام» للسماح للقوات الإيرانية والروسية والتركية بإقامة منطقة خفض التوتر، اعتبر مسؤول الهيئة السياسية في «جيش الإسلام» محمد علوش، أن «التحالف مع تركيا لاستعادة إدلب هو قارب النجاة».

وقال علوش، عبر قناته الرسمية على «تلغرام»، «أهلنا في إدلب

لا تضيعوا الفرصة»، مشيراً إلى أن «اغتصاب النصرة لإدلب بعد أن حررها الجيش الحر والفصائل الثورية هو اختطاف لثمرة الثورة».

وأمس الأول دخل فريق عسكري تركي الى إدلب برفقة أحد فصائل «تحرير الشام» وسط حديث عن انقسام داخل «الهيئة» بين رافض ومؤيد للعملية التركية.

وأمس، انتقد كبير مفاوضي المعارضة السورية محمد صبرا الفصائل السورية المعارضة، المؤيدة لتركيا والمنضوية في «درع الفرات» والتي ستشارك في العملية معتبراً أنها اختارت العمل لمصلحة أنقرة لا الثورة السورية. ورد أحد قادة «درع الفرات»، معتبراً أن «موقف صبري شخصي وان الجيش الحر يؤيد العملية».

بدوره، أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ​بهرام قاسمي​، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أنّ «المشاورات بين إيران و​روسيا​ وتركيا حول الوضع في سورية تجري بشكل دائم»، مشيراً إلى أن موضوع إمكانية إيفاد مراقبين إيرانيين إلى إدلب «يندرج ضمن القضايا الفنية والتخصصية على مستوى الخبراء في إطار ​محادثات آستانة​ المقبلة على مستوى الخبراء».

دروع بشرية

ومع انكفائه إلى آخر جيوب لا تزال تحت سيطرته في الرقة، يجبر تنظيم «داعش» المدنيين العالقين بين المعارك على الانتقال معهم من مبنى إلى آخر ليحتموا بهم من نيران قوات سورية الديمقراطية (قسد)، التي تخوض منذ 6 يونيو معارك داخل المدينة بدعم من بري وجوي أميركي.

ولم يعد أمام «داعش» خيارات كثيرة، ولحماية مقاتليه اختار التمركز في أبنية سكنية غير آبهين بالمدنيين وأطفالهم، الذين قدرتهم الأمم المتحدة بنحو ثمانية آلاف لا يزالون عالقين في معقله. وأجبرت معارك الرقة عشرات آلاف المدنيين على الفرار. كما قتل المئات وأصيب آخرون بجروح جراء المعارك والغارات الكثيفة على المدينة.

ورجح المتحدث باسم التحالف الدولي ريان ديلون أن يكون التنظيم يتخذ المدنيين رهائن في بعض المواقع وبينها المستشفى الوطني في وسط المدينة.

تسليح أميركي

إلى ذلك، اتهم رئيس إدارة العمليات الرئيسية بقوات النظام اللواء علي العلي ​الولايات المتحدة​ بتسليح «داعش» و»​جبهة النصرة​« في ​سورية​

لا المعارضة.

وخلال استعراضه أسلحة مصادرة، قال العلي: «الولايات المتحدة زودت الإرهابيين في الفترة من الـ5 من يونيو وحتى الـ15 سبتمبر من العام الجاري، بـ 1421 شاحنة بمعدات عسكرية وأسلحة»، مؤكداً أن «معظم الأسلحة المتوفرة لدى المتطرفين تشتريها شركتا تشيمرينغ وأوربيتل أي تي كاي، الأميركيتان، وفقاً لبرنامج البنتاغون لمساعدة حلفاء الولايات المتحدة».

وزعم العلي أن نقل هذه الأسلحة إلى الشرق الأوسط يتم بحراً، مشيراً إلى أنها تصل إلى سورية عبر المناطق الحدودية التي لا تسيطر عليها القوات الحكومية.

اللجنة المشتركة

وفي موسكو، بدأت اللجنة الحكومية الروسية- السورية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي أمس اجتماعها السنوي على مستوى الخبراء في منتجع سوتشي بهدف تعزيز التعاون خصوصاً النفطي وإعادة بناء البنية التحتية للطاقة المدمرة في سورية.

وتتركز أعمال اللجنة، التي يترأسها من الجانب السوري وزير الخارجية وليد المعلم ومن الروسي نائب رئيس الحكومة دميتري راغوزين، على مناقشة سبل تعزيز التعاون في شتى المجالات وخصوصاً مرحلة إعادة إعمار سورية.

back to top