واصل النائب رياض العدساني الحديث عما أسماها تناقضات النائب جمعان الحربش، وتياره من الإخوان، الذين كانت لهم مواقف سياسية سيئة، رافعا سقف الرد عليه بعد اتهامه له بالتسابق على الاستجوابات، بالقول: "أنت الكاذب يا جمعان، فأنا أول من أعلن عن استجواب رئيس الحكومة".وقال العدساني، في مؤتمر صحافي بمجلس الأمة أمس، إنه عندما يتحدث عن جمعية الإصلاح الاجتماعي فلا يعني الجانب الخيري أو الدعوي، بل الحركة الدستورية، وهي التيار السياسي، "وأنا اعني البعض، سواء في التيار أو نواب حدس بالمجلس"، مضيفا ان الحركة هي الإخوان المسلمون، لكن بسبب مواقفهم السيئة أثناء الغزو العراقي الغاشم تم تغيير الاسم الى الحركة الدستورية الاسلامية.
وتابع: "في عام 2012 كانوا يدعون الى الخروج للشارع، فما الذي تغير اليوم، ولا قصدوا التهدئة؟"، مضيفا: "نحن نقول لهم إنكم تخشون الضغط الإقليمي وخوفكم على جمعية الاصلاح، وهم يريدون وضع غطاء لحماية الجمعية".واضاف ان الحربش قال في المحكمة "أنا لم أردد خطاب مسلم البراك، ولكن قرأت حكم المحكمة"، وقال ايضا في وقت سابق: "كبروا سجونكم"، ومن ثم يأتي الآن لينفي ترديده خطاب مسلم البراك ويتمترس خلف الحصانة.وأفاد بأن د. جمعان الحربش في المجلس المبطل الاول تصدى لاستجواب النائب السابق د. عبيد الوسمي ضد رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وكان سيفصل الوسمي من الأغلبية التي كان الحربش ناطقا باسمها.
رسالة موجهة
وقال إن الحربش أقسم سابقا، وقال "إن الصوت الواحد يخدم المشروع الايراني"، وتساءل: "هل انت تخدم المشروع الايراني من خلال خوضك انتخابات مجلس الامة وفق هذا النظام، وكسرت قسمك؟"، لافتا الى ان مواقف الحربش مرجوجة ومتقلبة وليعرف الشعب الكويتي من كان يكذب ويدلس عليه.وعن اتهامه لي بالتسابق على الاستجوابات قال: "انت الكاذب يا جمعان، فأنا اول من اعلن عن استجواب رئيس الحكومة، كما كان النائب شعيب المويزري معي في الاستجواب فكيف أتسابق معه؟".وبشأن عدم توقيعه على طلب طرح الثقة بوزير الاعلام، اضاف: "انا اعلن تأييدي لطرح الثقة رغم عدم توقيعي، لكن في استجوابي لرئيس الوزراء وقع 6 أعضاء على كتاب عدم التعاون ولم يكن الحربش منهم".صكوك البراءة
واستدرك العدساني: "يا جمعان يوز شغل بعض الاخونجية وتربيط العصاعص، فكل التقدير للزملاء محمد المطير ووليد الطبطبائي وشعيب المويزري"، متابعا: "اركد يا جمعان ولا اعلم لماذا هزك استجواب العبدالله، ولماذا توترتم منه؟ ألم تقولوا يوما ما إن المرامك لا تأتي ونحن في بيوتنا، ولست أنت من يعطي صكوك البراءة والكرامة".واستغرب تزامن تصريح النائب الحربش مع تقديم استجواب العبدالله، والتشابه بينه وبين تصريح النائب الهرشاني، لذلك على الحربش ان يقف بجانب الهرشاني، "حيث أحدكم وصف الاستجواب بضرب النظام، والآخر يقول تعطيل الدستور".وزاد: "تغيير اسم الحركة السياسية لا يعني تغيير توجه الإخوان المسلمين، فبعضهم أحرج الكويت وردد خطاب لن نسمح لك، ويقولون لن نسمح للخليجيين بالتطاول على الكويت، وهم في عز الشدة في الربيع العربي، الذي كنا نحتاج فيه إلى التكاتف قالوا: لن نسمح لك، ومنهم نائب تعرض لأمراء الخليج".وأضاف: "نحن من لا يقبل الاساءة للكويت أو الامير، والتخوين صفة غير حميدة، والحربش حينما كان يحسب نفسه معارضة يقول إن هناك فريقين أحدهما مع الخيانة والآخر ضد الخيانة، إذن أين (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية)"، لافتا الى أن "اغلب التيارات أصبحت بيوت هدام، والى أين تريد حدس أن تصل بالكويت؟".محاسبة المخطئ
ووجه العدساني رسالة إلى سمو رئيس الوزراء بأن عليه محاسبة المخطئ، واتباع الحق والابتعاد عن التحالفات السياسية، لأنها لن تنفعه، وبينه وبين الاستجواب أقل مما يتصور، فلأي تحالفات سياسية ستصعد المنصة.واردف: "نفس الرسالة أوجهها للوزيرة هند للصبيح: في 23 مايو الماضي ذكرت لها ان الرئيس التنفيذي للكويتية تم تعيينه من غير إعلان، ووعدتني بأنه في 23 أغسطس الماضي سينزل الإعلان ولم تف بالعهد، فمحاسبتها باتت واجبة، وعليها تنزيل الإعلان، وهذا المنصب ليس حكرا لتيار بعينه، إنما يجب ان يكون للاكفاء".وقال: "انا أقرر إن كنت أقف مع الاستجواب أم لا، وهذا ردي على الحربش، الذي قال: (لماذا لم تقف مع استجواب النائب صالح عاشور المقدم لسمو رئيس الوزراء)، إضافة الى عدم قناعتي ببعض القضايا التي وردت لانها خرجت في يوم وليلة، ولم يثرها عاشور من قبل، والاهم انه تسلم المنصب جديدا".واضاف: "أنا لم أتحدث عمن وقف مع رئيس الوزراء في استجوابي له فهذا رأيه ويحترم، ويجوز انهم اقتنعوا بكلام رئيس الوزراء، إنما تحدثت عمن حصن رئيس الوزراء، لانه في كل قضية تعرض لن ينظر للقضية ومدى أهميتها وهذا الفرق، وهناك قضايا تعالج وأخرى لا تعالج، ومع ذلك اذكر الحربش بأنني ايدت استجواب عبيد الوسمي لان القضايا التي يحويها يجب تأييدها، وعلى جمعان معرفة حجمه السياسي وكلامه يجب ان يوجهه الى تياره".مراجعة الممارسات
وذكر العدساني: "يالحربش لا تندفع وتشكك، فإذا كنت تريد الدفاع عن العبدالله بالقاعة فدافع عنه وصلع مرة وحدة حزتها، واذا كنت تعتقد انني اريد تخريب استجواب الصبيح بحسب منهجيتك فأنا أعلنتها منذ شهر يونيو، أنا اتحدث عن جزء من تيار وليس الكل، وعليهم مراجعة ممارساتهم السياسية، وانبه الشعب الكويتي الواعي بأن رضوخ نواب تيار حدس من خوفهم على جمعية الاصلاح".وشدد على انه "اذا كان هناك تشكيل وزاري جديد وفيه وزير من تيار حدس فسيكون مراقبا من قبلي أكثر من غيره، في ظل هذه الظروف والتغير في المواقف والارتماء في حضن الحكومة وبالأخص رئيس الوزراء".وتساءل عن "سبب شعور البعض في تيار حدس بالكهرباء حينما أتكلم عن جابر المبارك أو محمد العبدالله، وتصير عندهم حالة طوارئ، انا ليس لدي خطوط حمراء في المساءلة السياسية، ولا اتبع ما كتبه مبارك الدويلة بعدم الذهاب لرئيس الوزراء، الآن انا متجه لوزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، فماذا سيكون موقفهم؟ وما التكلفة التي ستدفع؟".وأعلن انه سيكون أحد النواب الذين سيطرحون الثقة بوزيرة الشؤون إذا قدم لها استجواب، "وان لم يضم محور الكويتية الى استجوابها فسأتقدم باستجواب لها حول هذا المحور"، مؤكدا أن التيار الذي يستغل الوضع الإقليمي لعقد الصفقات تيار فاشل.