ارتبطت شهرة وجودة "الزيتون" في سيناء، بالآية القرآنية الكريمة في "سورة التين": "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِين وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ"، الأمر الذي ساعد الأهالي على تنمية زراعتها، خلال العقود السابقة، في مساحاتٍ شاسعة في مدن العريش والشيخ زويد ورفح، حيث كان يتم تصديره قبل عام 2013 بكميات كبيرة إلى الأسواق الخارجية، إلا أن أشجار الزيتون السيناوية، ذات الشهرة العالمية، تراجعت زراعتها الآن منذ بدء المعارك ضد الإرهاب في سيناء.

زراعات الزيتون في مناطق سيناء الشمالية، والمعروفة بـ"بوابة مصر الشرقية"، تعيش أسوأ أيامها الآن، بسبب تداعيات المواجهات الأمنية التي تشهدها المنطقة، فقد تناقصت بمعدلاتٍ مُخيفة، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج وإغلاق معاصر استخلاص زيت الزيتون، فيما يعاني البقية الموجودة من قسوة الظروف المحيطة.

Ad

مزارع الزيتون في محيط العريش الجنوبي، وساحل رفح والشيخ زويد، أصابها الكثير من التجريف والجفاف، ما جعل أصحابها في قائمة المستحقين للتعويضات الحكومية، وحين سألنا وكيل وزارة الزراعة في شمال سيناء، المهندس عاطف مطر، اعترف بتأثر إنتاج الزيتون وبقية المنتجات الزراعية، لافتاً إلى تضرر المزارع بأشكال مختلفة منها التجريف وانقطاع التيار الكهربائي والمياه. وأضاف: "توقف العديد من معاصر الزيتون الأهلية التي تخص المديرية، كما توقف عمل حوالي 9 معاصر مملوكة لمديرية الزراعة، ونحو 6 معاصر أهلية، فضلاً عن توقف مصنع تحليل الزيتون".

سعد سالم (مزارع)، يقول إن جفاف مزارع الزيتون يصيب القلب بغُصَّة، وأضاف: "أصيبت مزارعنا بالجفاف نتيجة انقطاع التيار الكهربائي لمدد طويلة، ومن الصعب الاعتماد على مياه الآبار الجوفية، وهناك مزارع جفَّت نتيجة عدم قدرة أصحابها على الوصول إليها لوقوعها في مرمى العمليات الأمنية، كما أن علي محمد (تاجر زيت)، تحدث أن نقل الزيتون خارج المحافظة أصبح أمراً عسيراً، نظراً لطول مدة الانتظار أمام معديات القنطرة، كما أن التفتيش المتكرر يؤدي إلى انخفاض جودة المنتج، فنحن نسوِّق أفضل النوعيات بأقل نسبة حموضة، بدون معالجات كيميائية، ولكن لا نحظى برعاية ودعم الحكومة، لإنجاح تسويق الزيت في بقية المحافظات، أو تصديره إلى الخارج.