دافع رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، أمس، عن زيارته التي أجراها الى أربيل، حيث التقى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، مؤكداً أنها تأتي في اطار الجهود المبذولة لحل الأزمة بين الحكومة المركزية والإقليم "على قاعدة احترام الدستور".

وحذر الجبوري، الذي زار أربيل بعد زيارة مماثلة الى أنقرة، خلال جلسة البرلمان التي عقدت أمس، في الوقت نفسه، من أن استمرار الأزمة بين الطرفين تهدد بتفكك دولة العراق، مشيرا في هذا السياق الى المطالبات السنية بإنشاء إقليم.

Ad

وقال إنه "في الوقت الذي يمر به العراق بهذا المنعطف الخطير، فإن الحراك الدائم المجرد من الأغراض والأهداف الضيقة يجب أن يكون منهجا جمعيا وواجبا عاما على صناع القرار وأهل الرأي ونخبة الأمة، قبل أن تتعقد الأمور وتمضي باتجاه الطريق الواحد الذي لن يخدم مصلحة البلد العليا".

وأضاف أنه بعد مشاورات في بغداد، أجرى زيارته الى أربيل "التي كشفت فرصا مهمة للحل على الأقل، في البعد المتعلق بالنيات والاستعداد للتفاهم، ضمن إطار مقبول، ابتداء كي نهيئ الأرضية المناسبة لإطلاق الحوار الواسع والمفتوح، بدلا من سياسة الجدر والحواجز الصلبة التي قد تدفع أحد الطرفين أو كليهما للذهاب الى خيارات صعبة".

خلافات

وتابع رئيس البرلمان: "لقد قلناها للجميع في بغداد وأربيل، أن لا مناص من العودة الى الدستور في وجهة الآليات التي ستفضي الى الحل النهائي لأزمتنا المتفاقمة يوما بعد آخر وساعة بعد ساعة".

وخاطب النواب بالقول: "لقد تحركت الأزمة باتجاه جعل الارض العراقية ساحة ممكنة للتدخل الخارجي، بغض النظر عن كون هذه الأطراف الدولية تقف معنا في وجهة النظر أو تخالفنا"، مشددا على أنه "لا مساومة مطلقا على وحدة العراق، مهما حدث، وسنحصد نتائج الحوار عما قريب بطريقة تجنبنا من الاحتراب الداخلي وتضعنا على جادة الحل الناجز".

وأكد أن "الخلاف الجاري اليوم ليس بين حكومتين في بغداد وأربيل، بل هو خلاف يهدد وجود دولة في ظل تهديد مبدأ الشراكة او اعتقاد ذلك، فهناك منهجان في الشجاعة، إما شجاعة التصعيد والصراع، أو شجاعة السلام والحوار، وحينما أسمع أن هناك تحركات تجاه العشائر للسعي لانضمام مناطق معينة لمشروع إقليم يتجاوز فكرة إقليم كردستان، وأن هناك استجابة مقلقة فأنا أمام مسؤولية الحفاظ على مصير مناطق بعينها حملتني المسؤولية لتمثيلها في موسسة الدولة وإرادة شعبية واسعة تنتظر أن نعبر عنها لبقائها ضمن إطار العراق الموحد".

النجيفي

من ناحيته، قال نائب رئيس الجمهورية العراقي والأمين العام لحركة متحدون، أسامة النجيفي، في بيان، إنه في اجتماعاته "مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ورئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، شدد على احترام الدستور، ووحدة العراق، وأهمية الحوار في الوصول إلى نتائج من شأنها تفتيت الأزمات لمصلحة وطنية مشتركة"، موضحاً أن" المشاكل لا تحل بالتهديد والوعيد والحصار، ولنا في تجارب التاريخ الحديث ما يثبت رأينا ورؤيتنا".

وأضاف البيان أن "أزمة الاستفتاء هي نتاج سياسات خاطئة، لذلك فإن أية مناقشة تهدف إلى إنجاز حلول ينبغي أن تناقش مشاكل العراق كافة، دون تغليب أو تهميش وبروح وطنية صادقة".

ودعا النجيفي، في بيانه، إلى "تغليب صوت العقل ومصلحة العراق، ذلك أن أي صوت آخر قد يؤدي لا سمح الله إلى القيام بخطوات قد لا تكون عوناً للعراق والعراقيين في حاضرهم ومستقبلهم".

من ناحيته، جدد القيادي في ائتلاف دولة القانون، رسول راضي، رفض ائتلافه للحوارات التي أجراها البارزاني مع نائبي رئيس العراق أياد علاوي وأسامة النجيفي، ورئيس البرلمان سليم الجبوري.

بدروه، أكد سنان القيصر، ممثل حركة "الوفاق الوطني" العراقي التي يتزعمها نائب رئيس الجمهورية أياد علاوي في إقليم كردستان، أن الأفكار التي حملها الجبوري الى أربيل تتطابق مع المبادرة التي أعلنها علاوي في يوم الاستفتاء في 25 سبتمبر الماضي، مضيفاً: "نحن ماضون في المبادرة وحلحلة الأمور وعلاوي حذر من التدخلات الخارجية، والحل بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية في بغداد يجب أن يكون وطنياً عراقياً"، وشدد على أن حركته لن "ترضى بأي قوانين أو قرارات تمس الشعب الكردي".

الى ذلك، شككت مصادر عراقية في جدية طرح الكونفدرالية كحل للأزمة الحالية، مضيفة أن هذا الأمر يحتاج الى مسار طويل من التفاوض والنوايا الحسنة، وأن الظروف التي تحيط بالمنطقة حاليا لا تحتمل الصبر على شروط المضي في هذا الحل.

وكان سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني رأي قبل أيام أن "الكونفدرالية حل جيد" للأزمة الحالية، لكنه شدد على ضرورة أن تعترف بغداد بدولة كردستان، قبل الحوار بشأن إقامة اتحاد كونفدرالي.

في غضون ذلك، أعلنت الحكومة العراقية، في بيان، أمس، إجراءات عقابية ضد حكومة إقليم كردستان.

وأصدر المجلس الوزاري للأمن الوطني "قرارا بأن تكون شبكات الاتصالات للهواتف النقالة تحت السلطة الاتحادية ونقلها الى بغداد".

وأشار البيان الى اتخاذ إجراءات وقرارات أخرى، دون تقديم المزيد من المعلومات.

الخزعلي

إلى ذلك، قال زعيم فصيل حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، أمس، إن "محاولة تقسيم العراق هي مشروع إسرائيلي لمشاغلتنا، ومن منطلق القوة ومن منطلق حب الوطن، نجدد بأن كركوك مدينة عراقية ومستعدون للقتال دفاعا عنها، وكذلك سهل نينوى وسنجار وتلعفر وربيعة"، مضيفا، في تجمع جماهيري في مدينة النجف، أن "الحشد لن يمنعه أحد من دخول أي منطقة عراقية، وسيأتي يوم قريب يدخل كركوك مع الجيش والمناطق المتنازع عليها، وأن هناك من يحاول الآن إثارة فتنة قومية، ولن نسمح بالصدام بين العرب والكرد، والاعتداء على الكرد اعتداء علينا".

وتابع أن "المعركة بين من يحاول المحافظة على وحدة العراق وبين ثلة تحاول أن تخدع الشعب الكردي، وأن موضوع المناطق المتنازع عليها يختلف لأنه من حق الحكومة العراقية نشر قواتها الاتحادية فيها، بحسب الدستور، وأي قوة تقف في وجه القوات العراقية تواجه بالضرب".