رأى خبير مكافحة الإرهاب الدولي، اللواء رضا يعقوب، أن نجاح المصالحة الفلسطينية التي تتوسط فيها القاهرة يمثل أداة مهمة بيد مصر لمحاربة الإرهاب والسيطرة على سيناء.

وطالب يعقوب، خلال حوار مع «الجريدة»، الدول العربية بسرعة تفعيل قوات الدفاع العربية المشتركة... وفيما يلي نص الحوار:

Ad

• كيف ترى نجاح جهود الوساطة المصرية في تحقيق المصالحة الفلسطينية؟

- تحقيق المصالحة الفلسطينية يعد إحدى الأدوات المهمة التي تحارب بها الدولة المصرية الإرهاب، فالحدود الشمالية الشرقية تسبب قلقاً مستمراً للأجهزة الأمنية في ظل وجود دعم مالي وتدريبات للكوادر الإرهابية في غزة ومحاولاتهم المستمرة لاختراق الحدود، ولذلك تسعى مصر لإتمام المصالحة الفلسطينية في أسرع وقت للحفاظ على سلامة أمنها القومي، حيث ستؤدي إلى استقرار سيناء والسيطرة التامة عليها، والمصالحة تعني وضع معايير لفتح المعابر والسيطرة عليها، حيث كان يتم إدخال السلاح والإرهابيين من خلال الأنفاق، الأمر الذي كان يصعب على الأجهزة الأمنية إحكام السيطرة عليه، ومصر تشهد حالياً طفرة أمنية غير مسبوقة في رصد تحركات الجماعات الإرهابية، وإجهاض مخطط عملياتهم قبل القيام بها، وظهر ذلك جلياً في تمكن الأجهزة الأمنية قبل يومين، من ضبط 14 من عناصر الحراك المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية المعروفة باسم "حسم" والمتورطة في تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية.

• لكن البعض انتقد التقارب مع "حماس" باعتبارها كانت يوماً تنتمي لتنظيم "الإخوان" الدولي.

- مصر تتفاوض مع الحكومة الفلسطينية لا مع "حماس"، وعلى الرغم من أن هذه الحركة ارتكبت الكثير من الأخطاء في حق الوطن، فإن مصر تضع في اعتبارها مصلحة الشعب الفلسطيني والأمة العربية، ولا تنظر إلى أي اعتبارات أخرى.

• إلى أي مدى يُمكن أن يساهم المجلس القومي لمكافحة التطرف والإرهاب في مواجهة مخططات الإرهابيين؟

- "المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف" سيقوم بوضع الحلول ومتابعة الأجهزة التنفيذية بالدولة لتطبيقها، إذ لابد من تضافر كل الجهود للقضاء على الإرهاب، والمجلس لديه تكليف واضح بتوحيد العمل والرؤى وصناعة استراتيجية موحدة لمواجهة الإرهاب، والتنسيق بين جميع أجهزة الدولة التي تقوم بأدوار فعالة في مكافحته، وفي نفس الوقت هناك تنسيق مع دول الجوار لمواجهة الإرهاب، وخاصة أنه أصبح ظاهرة عالمية وإرهاباً عابراً للحدود، وأتوقع أن يتم إنشاء كيان إقليمي مماثل قريباً للتصدي لهذا الإرهاب، الذي يعانيه الأشقاء العرب والمجتمع الدولي بأسره، كما أن دور المجلس لا يقتصر على مواجهة الإرهاب أمنياً، لكن هناك رؤية لمكافحته من خلال تجديد الخطاب الديني وتطوير المناهج الدراسية وتفعيل كل إمكانات الدولة لمواجهة هذا الخطر الذي يستنزف استقرار مصر ومقدرات شعبها.

• هل نجحت مصر في استغلال الاجتماع الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة لتوفير دعم دولي لحربها ضد الإرهاب؟

- بالتأكيد، أرى أن مصر حققت نجاحاً كبيراً في عرض رؤيتها الخاصة بمكافحة الإرهاب والتطرف في هذا المحفل العالمي الكبير من خلال نقل خبرتها الطويلة في هذا المجال، ونجح الرئيس عبدالفتاح السيسي في أن يخاطب العالم بكل وضوح وصراحة عن الخطر الذي يواجه العالم وأهمية التصدي للإرهاب الذي يهدد كل دول العالم، كما استطاع تقديم رؤية إقليمية ودولية شاملة تضمنت روشتة واضحة لعلاج الأزمات والصراعات العسكرية والسياسية والاقتصادية التي تهدد المجتمع الدولي، الذي يجب عليه الأخذ برؤية مصر لإنهاء المشكلات والأزمات داخل سورية وليبيا والعراق واليمن.