تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ محمد الخالد وبحضور رئيس الاركان العامة للجيش الفريق ركن محمد الخضر انطلقت امس فعاليات الملتقى السادس لسفن الدورية البحرية في الشرق الاوسط والذي يقام في الكويت تحت عنوان "التحديات البحرية والقانون الدولي"، بمشاركة قادة القوات البحرية وخفر السواحل وخبراء الامن البحري والمنظمات الاقليمية والدولية والشركات العالمية بمجال الملاحة والنقل البحري من مختلف دول العالم. وقال آمر القوة البحرية بالجيش الكويتي اللواء ركن خالد الكندري ان التحديات التي تواجه الدول الساحلية اصبحت تشكل عبئا كبيرا على أمنها، سواء في بحرها الإقليمي او منطقتها الاقتصادية، مما يتطلب التواجد الدائم لتلك القوة في هذه المناطق لضمان سلامتها وبقائها على اهبة الاستعداد للتعامل مع جميع الاخطار المتوقعة مثل العمليات الارهابية البحرية والقرصنة وتهريب البشر والاسلحة والمخدرات وكذلك التدمير المتعمد للبيئة البحرية.
وأكد الكندري اهمية الموقع الجغرافي للخليج سواء للدول المطلة عليه او لبقية دول العالم حيث يعتبر من اهم المناطق الاستراتيجية في العالم فهو احد طرق المواصلات المهمة التي تربط قارات العالم الرئيسية اسيا واوروبا وافريقيا، فعبره تمر مصادر الطاقة من النفط والغاز الى جميع دول العالم، "وتزداد اهميته اذا علمنا ان ما تملكه دول مجلس التعاون الخليجي بالاضافة الى العراق وايران يمثل ما نسبته ٤٥ من الاحتياطات العالمية من النفط".وأضاف ان التاثيرات السلبية على اقتصادات الدولة المطلة على البحار مازالت مستمرة بسبب الجرائم الامنية التي ترتكب في تلك البحار، ومنها القرصنة وعمليات السلب وتهريب المخدرات والبشر والاسلحة، لافتاً إلى أن ملتقى سفن الدورية البحرية في الشرق الاوسط يعقد لاول مرة في الكويت بهذا الحجم والتمثيل من قبل العديد من الدول الشقيقة والصديقة، متمنيا ان يحقق الاهداف المرجوة منه. من جهته، أكد رئيس الملتقى اللواء الركن بحري متقاعد أحمد الطنيجي، قائد القوات البحرية الاماراتية سابقا، "اننا كمنظمين نسعى دائما من نجاح الى نجاح ونحرص على انتقاء موضوعات الملتقى لتلبية متطلبات الدولة الراعية". وقال الطنيجي ان "الطبيعة البحرية مختلفة كليا عن اليابسة، ففي البحر هناك المياه الداخلية والإقليمية والاقتصادية وغيرها، وتختلف القوانين التي تطبق في كل منطقة بحرية عن الأخرى، كما تتشابك بعض هذه المياه مع مياه الدول المجاورة، فإذا استثنينا السفن البحرية والناقلات الكبيرة تظل زوارق الصيد والنزهة جاهلة الى حد كبير بالقوانين والأنظمة التي تحكم نظام الإبحار في هذه المياه وما يترتب عليها.ولفت إلى أن زوارق صيد الدول الساحلية تعرضت على الدوام لتكرار القبض عليها من سلطات الدول المجاورة بسبب التجاوزات التي تتم من قبلها نتيجة الجهل بالانظمة، كما تقوم بعض الدول بالقبض عليها تعسفياً بحجة الدخول الى هذه المياه مستغلة جهل الصيادين بالقوانين البحرية، مؤكدا ان تداخل المصالح الدولية والإقليمية وكذلك المصالح الخاصة لدول المنطقة يفرض العمل على تضافر الجهود لزيادة الوعي بالقوانين البحرية الدولية والإقليمية والمحلية للعمل بحرية في هذه المناطق ولضمان السلامة للملاحة البحرية، ثم ضمان استقرار الأمن البحري لكافة دول المنطقة.ولفت إلى أنه خلال هذا الملتقى سوف تطرح العديد من المحاضرات والمناقشات للوصول الى الكيفية التي يمكن بها طرح افكار جديدة وتقديم مقترحات وتوصيات عملية تعالج أوجه القصور للمساهمة في نشر الوعي البحري والإلمام بقوانينه.من جانبه، قال آمر القوة البحرية الكويتية الأسبق الفريق ركن متقاعد أحمد الملا ان الاختيار الرئيسي وقع على الملتقى لأهمية القانون البحري الدولي من الناحية الاستراتيجية، حيث لا تقتصر اهميته على بقع جغرافية معينة بل يمتد الى دول العالم، مشيرا الى ان توظيف واستخدام القوة البحرية شيء اساسي ومهم في عمليات السيطرة والردع واستعراض القوة، ناهيك عن العمل الدبلوماسي، مؤكدا ان القانون البحري يساعد في الممارسة الصحيحة لهذا التوظيف.
محليات
الكندري: تحديات الدول الساحلية عبء كبير على أمنها
09-10-2017