حكومة روحاني تصطف خلف «الحرس الثوري» بعد ضغوط داخلية
هددت واشنطن بـ «رد حازم وساحق»
رغم التباين الكبير بين حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني، والحرس الثوري، بشأن كيفية مواجهة سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التصعيدية ضد طهران، لجأ الناطق باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي، أمس، إلى خطاب حربي، مهدداً واشنطن بـ«رد حازم وساحق»، إذا صنفت الحرس منظمة إرهابية. وجاءت تهديدات قاسمي، غداة تهديد قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري بقصف القواعد الأميركية في المنطقة، ومعاملة الجيش الأميركي مثل «داعش» إذا تضمنت الاستراتيجية الجديدة التي ينوي ترامب إقرارها ضد إيران وإعلانها خلال أيام، تصنيف «الحرس» إرهابياً، وهو ما سيؤثر على عمل كبرى الشركات والمؤسسات المالية والتجارية والاقتصادية والصناعية المرتبطة بالحرس، والتي تعتبر من أكبر المؤسسات الاقتصادية في إيران.وعلمت «الجريدة»، من مصادرها، أن حكومة روحاني واجهت ضغوطاً كبيرة للتصعيد، وخصوصاً بعد زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف لسلطنة عمان، التي أعطى خلالها الضوء الأخضر للعمانيين لبدء وساطة مع واشنطن تحول دون إلغاء الاتفاق النووي.
وأضافت المصادر أن التقارير عن استعداد حكومة روحاني للتفاوض حول البرنامح الصاروخي، فتحت عليها النار من كل الجهات داخل البلاد، وأن الاعتقالات والتوقيفات الأخيرة جاءت لدفع الحكومة إلى التصعيد، دون تردد، ضد واشنطن، وعدم الاستجابة لدعوات الدول الأوروبية لضبط النفس في مواجهة «تهور» ترامب. وأشارت إلى أن «الحرس» أراد أيضاً استباق أي شروط قد يدرجها ترامب في الاتفاق النووي، وخصوصاً تفتيش منظمة الطاقة الذرية للمنشآت العسكرية الإيرانية التابعة للحرس، وهو ما بدأ تداوله أخيراً بكثرة.في هذا السياق، أعربت فرنسا، أمس، عن قلقها من أن يؤدي تصنيف الحرس الثوري ضمن المنظمات الإرهابية إلى تفاقم التوترات في الشرق الأوسط، داعية «دول المنطقة»، في إشارة إلى إيران، «لإظهار ضبط النفس وشيء من المسؤولية».إلى ذلك، قال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، أمس، بعد اتصال هاتفي أجرته الأخيرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن بريطانيا وإسرائيل تتفقان على أن «المجتمع الدولي يتعين عليه إدراك التهديد الذي تمثله إيران لمنطقة الخليج والشرق الأوسط الأوسع، كما يتعين عليه مواصلة العمل على التصدي لأنشطة إيران لزعزعة استقرار المنطقة».