أقامت دار الآثار الإسلامية في الكويت أمس الأول محاضرة ثقافية بعنوان "الخطو فوق الافق"، ضمن موسمها الثقافي الـ23، تناولت حياة الرحالة والمستشرقة البريطانية فريا ستارك، وقدمتها الفنانة الأميركية أليسون برايس في مركز اليرموك الثقافي.

وقالت الفنانة برايس، في محاضرتها، إن فريا ستارك (1893-1993) امرأة بريطانية احتل قلبها هوى الحضارة الشرقية والعربية خصوصا، وكانت الكويت درة متوجة في قلبها في الفترة التي قضتها هنا بين عامي 1932 و1937، وكتبت العديد عن ذكرياتها وانطباعاتها عن البلاد وعادات سكانها وحاكمها آنذاك الشيخ أحمد الجابر.

Ad

وأضافت أن هذه الشخصية الفريدة، والتي قد لا يعرفها معظم الناس هنا، عرفت الكويت وتفاصيلها وتراثها جيدا، وذابت في حب البلاد وسكانها، كما احبوها عندما تواجدت بينهم.

وذكرت أنها ستقدم عرض مونودراما بعنوان "فريا... رسائل من الكويت" في نوفمبر المقبل، حول حياة هذه الشخصية، مبينة أن العرض من تأليف الكاتبة هدى الشوا، وإخراج الفنان القدير عبدالعزيز الحداد، وتم عرضه سابقا في مهرجان الكويت للمونودراما عام 2016.

وأشارت إلى أن فريا دأبت خلال سنوات شبابها الأولى على زيارة رجل دين أمضى سنوات طويلة في أحد أديرة لبنان، لتتعلم منه اللغة العربية، رغبة في تحقيق حلمها الاكبر، وهو زيارة البلاد العربية.

واضافت برايس انها تتبعت طريق حضارات الشرق الأوسط لتحقق حلمها لاحقا، بداية بزيارتها للبنان وصولا إلى الكويت مرورا بالعراق، حيث ذابت في سحر تفاصيل حضارة "ما بين النهرين"، وكتبت عنها كتابا بعنوان "خواطر بغداد"، وايران التي التقت فيها بالحياة الريفية البسيطة، وتعلمت اللغة الفارسية، وألفت عنها كتابا بعنوان "وادي الحشاشين".

ولفتت الى أن أسفار فريا ورحلاتها توالت لتكون إحدى الرحالات والمستشرقات الاشهر ممن اهتموا بتفاصيل منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وتفاصيل شبه الجزيرة العربية بشكل خاص، لتكتب أكثر من 25 كتابا في أدب الرحلات ومذكرات الأسفار أثرتها بالخرائط والصور.

وحول المحاضرة قال مدير إدارة البرامج الاعلامية والعلاقات العامة في دار الآثار الإسلامية سامي البلهان إن مركز اليرموك الثقافي يسعى دوما في اختياراته لموسمه الثقافي إلى التجديد، واختيار ما يمثل إضافة وإثراء للجمهور والمجتمع ما بين محاضرات ودورات تثقيفية وأمسيات موسيقية ومسرحية وبرامج للأطفال.