أكد رئيس هيئة المناطق الكردستانية الواقعة خارج إدارة الإقليم نصرالدين سندي أمس، عدم وجود أي توجيهات من سلطات إقليم كردستان العراق، لانسحاب قوات البيشمركة من المناطق المتنازع عليها خارج الإقليم.

وقال سندي إن "عناصر البيشمركة دافعوا عن هذه المناطق بدمائهم، وقدموا نحو 1700 شهيد و11 ألف جريح".

Ad

جاء ذلك، غداة تهديد قيس الخزعلي، الأمين العام لميليشيا "عصائب أهل الحق" الشيعية المشتددة أمس الأول بقتال أي قوة تمنع فصائل "الحشد الشعبي" من الانتشار في مدينة كركوك المتنازع عليها بين الأكراد والعرب والتركمان، والتي تسيطر عليها حاليا البيشمركة.

وقال سعيد مامو زيني، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود البارزاني، أمس الأول، إن أربيل لن تنجر وراء التهديدات، لكنه أضاف: "سنكون على الموعد إذا نفذ الخزعلي تهديده".

وجاءت تهديدات الخزعلي بعد أنباء عن إصدار البارزاني قرارا للبيشمركة بفتح النار على أي قوة عسكرية تحاول الدخول الى كردستان.

البارزاني

في غضون ذلك، أكد البارزاني، أمس، خلال استقباله السفير الألماني لدى العراق سيريل نان، أن "إقليم كردستان لم يتخذ أي خطوة باتجاه التصعيد، ومستعدون للتحاور مع بغداد بأجندة مفتوحة ومن دون شروط"، مشددا على أن "الاستتفاء هو مجرد إجراء سلمي عبّر من خلاله الشعب عن إرادته".

في المقابل، دعا السفير الألماني أربيل وبغداد إلى "عدم التوجه نحو التوتر والتعقيد"، مبديا استعداد ألمانيا "لمساعدة الطرفين لبدء الحوار من أجل حل الخلافات".

انتخابات كردستان

في السياق، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان العراق، أمس،

اتمام الاستعدادات اللازمة لإجراء الانتخابات البرلمانية ورئاسة الإقليم في موعدها المحدد الأول من نوفمبر المقبل.

وقال المتحدث باسم المفوضية شيروان زرار، في مؤتمر صحافي، إن "المفوضية تستطيع أن تجري الانتخابات في المحافظات التابعة لإقليم كردستان دون قانون جديد، لكنها لا تستطيع ذلك في محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، في حال عدم تشريع قانون جديد للانتخابات".

وأشار زرار الى أن "المفوضية لا يمكنها تأجيل الانتخابات، لأن هذا الأمر متعلق ببرلمان إقليم كردستان وهي الجهة الوحيدة التي لها الصلاحية في بت مثل هكذا قرار".

سليماني

في غضون ذلك، أرجع قائد "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري" الإيراني الجنرال قاسم سليماني أمس، سبب الأزمة التي يمر بها إقليم كردستان إلى "الفراغ" الذي تركه الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني.

وفي برقية تعزية بوفاة الطالباني، قال سليماني، وهو صديق منذ وقت طويل للطالباني، إن "وفاة المجاهد الدؤوب الرئيس العراقي الفقيد جلال الطالباني لم يتلقها الشعب العراقي المسلم وحده ببالغ الأسى والألم والحزن، وإنما جميع شعوب المنطقة أيضا".

وأضاف سليماني أن "هذه الشخصية المجاهدة ناضلت أكثر من 60 عاماً في سبيل حرية الشعب العراقي، سواء أكانوا عرباً أم كردا أم تركماناً أم شيعة أم سنة، ومسيحيون وايزيديون"، لافتا إلى أن "هذه المصيبة ستكون قاسية على الشعب العراقي في كردستان العراق أكثر من أي فئة عراقية أخرى".

وتابع أن "هذه الشخصية كانت تهتم دائما باستقلال ووحدة العراق، وكان يؤمن بتحقيق حقوق جميع القوميات والأديان في الدستور، وذلك ضمن إطار عراق واحد موحد"، مؤكدا أن "الطالباني كان بمنزلة الحاجز الأساس أمام إلغاء العلاقة الاستراتيجية بين الشعبين العراقي والإيراني في فترة الاحتلال الأميركي للعراق".

وختم أن "الطالباني ضحى بحياته من أجل الشعب العراقي، ويجب اعتباره شهيدا في سبيل العراق".

يلدريم

في المقابل، أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس، عزمه إجراء مباحثات مع العراق وإيران قريبا بشأن الخطوات المقبلة حيال إقليم كردستان.

الصدر

وحذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس، من مساع لـ "قضم" العراق لاعتباره لقمة سائغة"، داعيا الشعب العراقي إلى أن "يصحو من هجوعه".

وجاء جواب الصدر ردا على أحد أنصاره الذي سأله عن نصيحته للعراقيين في ضوء "قرب الانتصار على داعش والتغييرات الإقليمية والدولية ومنهج تغيير السياسات التي بدأت بعض دول الجوار السعي إليه".

النفط

وبينما أعلنت وزارة تجارة إقليم كردستان، أن الحركة التجارية في جميع المنافذ الحدودية طبيعية، مؤكدة في الوقت نفسه تصاعد النشاط التجاري في الإقليم عقب تحرير الموصل والمناطق الأخرى من قبضة "داعش"، أكد وزير النفط العراقي، جبار اللعيبي، "ضرورة الإسراع في استئناف الصادرات النفطية عبر شبكة خطوط الأنابيب النفطية التي تمتد من حقول كركوك إلى ميناء جيهان التركي، مروراً بمحافظتي صلاح الدين ونينوى".

وقال الوزير خلال استقباله السفير التركي في بغداد فاتح يلدز، إنه "أوعز إلى شركة نفط الشمال وشركة المشاريع النفطية وشركة خطوط الانابيب بوضع خطة عاجلة للمباشرة بتنفيذ مشروع عملية إصلاح وتأهيل شاملة وعاجلة لشبكة الأنابيب الناقلة للنفط الخام من حقول كركوك إلى ميناء جيهان التركي".

وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت قبل أيام أنها طلبت رسمياً ‪من إيران وتركيا "التعامل مع الحكومة الاتحادية حصراً بما يتعلق بالمنافذ الحدودية، وغلق جميع المنافذ مع هاتين الدولتين لحين تسلم إدارتها من قبل الحكومة الاتحادية، وإيقاف كل التعاملات التجارية وبالخصوص التي تتعلق بتصدير النفط وبيعه مع إقليم كردستان، وأن يتم التعامل في هذا الملف مع الحكومة العراقية الاتحادية حصراً