قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ محمد الخالد ان الوزارة انتهت من اعداد الاستراتيجية العامة للوزارة للسنوات القادمة، والتي تشمل كل ما يتعلق بالجانب الدفاعي من تسليح وعنصر بشري، مبيناً ان تلك الاستراتيجية، التي وضعها رئيس الاركان العامة للجيش الفريق ركن محمد الخضر، ونائب رئيس الاركان العامة الفريق ركن الشيخ عبدالله النواف، تمت إحالتها الى المجلس الأعلى للدفاع لدراستها والموافق عليها.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الخالد بحفل تخريج 76 ضابطا طيارا بقاعدة علي السالم الجوية صباح امس، بحضور الخضر والنواف وآمر القوة الجوية الملكية السعودية اللواء الركن الطيار محمد العتيبي، ونائب رئيس آمر القوة الجوية الملكية السعودية اللواء الركن طيار سلمان الفايز، ووكيل الحرس الوطني الفريق ركن هاشم الرفاعي، ومدير عام الادارة العامة للاطفاء الفريق خالد المكراد، ووكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون العمليات اللواء جمال الصايغ، وقيادات وزارة الدفاع.

Ad

وأشار الوزير الخالد الى ان بناء الانسان وتأسيسه وتطوير قدراته اهم بكثير من شراء المعدات و الأسلحة، مشيرا الى ان الخريجين مازالوا في منتصف الطريق وأمامهم الكثير من التحديات والتدريب، مبيناً أن الاعلان عن اول دفعة من المجندين سيتم بعد زيارته لهيئة الخدمة الوطنية، ليؤدي شباب الكويت واجبهم في حماية الوطن.

ونقل للخريجين وأهاليهم تحيات وتهنئة صاحب السمو أمير البلاد القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو ولي العهد، وسمو رئيس الوزراء، معرباً عن شكره وتقديره لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على دعمه ورعايته اللا محدودة للمؤسسات العسكرية، مؤكدا أن قواته على «العهد باقون».

وعبر عن شكره وتقديره لآمر القوة الجوية الملكية السعودية اللواء الركن الطيار محمد العتيبي واللواء الركن طيار سلمان الفايز على حسن ضيافة المملكة واهتمامها بالقوات الكويتية المتواجدة في خميس مشيط وجيزان.

من جانبه، أكد أمر القوة الجوية اللواء ركن طيار عبدالله الفودري ان التحديات المتسارعة والاحداث التي تمر بها المنطقة هي شغلنا الشاغل، و»هو ما تلمسناه من كلمات حضرة صاحب السمو امير البلاد رجل الحكمة والرؤية والسلام والانسانية بضرورة الحفاظ على الوطن والوقفة مع النفس وقياس درجة الالتزام ومدى ما قدم كل منا لاهله ووطنه وامته».

وقال الفودري ان الدور البارز الذي تتطلع اليه القوات المسلحة هو دعم واجبات الامن والاستقرار للوطن وصون مكتسباته وانجازاته، مثمنا الدعم اللامحدود من القيادة السياسية والعسكرية في سبيل خدمة الوطن وبناء الانسان الكويتي المحترف في المؤسسة العسكرية من خلال التدريب والتأهيل والإعداد القتالي للذود عن تراب وطنه وسمائه.

وأضاف ان تنظيم هذا الحفل بتخريج الطيارين في ظل التحديات الامنية التي تشهدها المنطقة يعكس الثقة الكبيرة التي تتمتع بها المؤسسة العسكرية، مبيناً أن «التاريخ يشهد بحنكة قياداتنا السياسية والعسكرية ومكانتها الشامخة في تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع الحلفاء والاصدقاء، مما يحتم علينا استشراف واقعنا والتبصر الدقيق والرؤية الواعية لصياغة استراتيجية الدفاع من اجل مستقبل يسوده السلام والاستقرار».

5 معارك جوية متزامنة

وأوضح الفودري ان القوة الجوية الكويتية خاضت في الثاني من اغسطس 1990 خمس معارك جوية متزامنة ومختلفة هي المعركة الجوية لقاعدة علي السالم الجوية، والمعركة الجوية الارضية لقاعدة احمد الجابر، ومعارك لواء الدفاع الجوي من مواقعه المختلفة عبر الكويت كلها، ومعركة الدفاع عن قاعدة المطار الدولي، والمعركة الجوية البرية في جزيرة فيلكا، وبعد اسقاط 50 طائرة عراقية جاء قرار فك التماس القسري مع العدو.

وأشاد بما تقوم به القوات الجوية الكويتية في عملياتها مع التحالف الخليجي العربي في عاصفة الحزم واعادة الامل، بمشاركة اخواننا في المملكة العربية السعودية للدفاع عن الحق، «متلاحمة خلف راية اوطاننا لتكون هي القيمة الوطنية التي تحقق اهدافها في تعزيز مبادئ الحرية والاستقرار لليمن الشقيق وردع الخطر عن مملكتنا الغالية ومواجهة التحديات والتهديدات التي تفرضها الاوضاع الاقليمية الراهنة.

ورأى إن من الخصائص الاساسية والاستراتيجية القادمة التي يجب وضعها في الاعتبار للسنوات القادمة لمستقبل القوة الجوية هو التخطيط لاقتناء اسلحة ومنظومات دفاعية جديدة وانظمة الاتصالات والطائرات المقاتلة المتطورة وطائرات التدريب التي تزيد من الاستخدام الفعال للقدرة الجوية، وذلك ضمن السياق الاستراتيجي والعملياتي والتعبوي للجيش الكويتي، مبيناً أن حقيقة تكوين القوة العسكرية تكمن في الاستعداد للحرب لدعم الادارة الناجحة للازمات.

واعتبر الفودري أن مشروع شراء اجهزة الطيران التشبيهي التكتيكي للطائرات من المشاريع الحيوية التي تساهم في الحصول على افضل تدريب ممكن لطياري القوة الجوية العمودية والمقاتل، ليوازي القدرات القتالية الحديثة والمستقبلية في هذا المجال، مبيناً أن هناك حاجة لامتلاك عدد من الطائرات المقاتلة الهجومية والاعتراضية الحديثة والمتعددة المهام، إلى جانب تأهيل الطيارين والفنيين والمهندسين على تلك المنظومات، لبناء استراتيجية الحصن المنيع للدولة وردع التهديدات المحتملة.

وأكد أن القوة الجوية الكويتية ماضية بكل عزيمة وثبات نحو آفاق من شأنها رفع مكانتها ودورها الفعال في ساحات العمليات لتظل قادرة على الوفاء بالمهام المكلفة بها، معربا عن فخره بتأهيل القوات الجوية 22 «طيار اباتشي» في دولة الكويت على ايدي مدربين وطنيين فقط، مع توفير الميزانيات الضخمة، حيث يتجاوز تأهيل الطيار الواحد على طائرة الاباتشي وإف 18 في الخارج ما يقارب 1.5 مليون دولار.

قراءة المعطيات

بدوره، قال مساعد امر كلية احمد الجابر الجوية العقيد الركن طيار حسين الفقعان ان الدور البارز الذي تتطلع اليه القوات المسلحة هو دعم واجبات الامن والاستقرار للوطن وصون مكتسباته وانجازاته، مؤكدا ان توقيت انشاء الكلية الجوية يعكس مستوى قراءة قيادتنا لمعطيات البيئة الخارجية ومتطلبات رفع الجاهزية القتالية وذلك لا ياتي الا بتاهيل ابناء الوطن.

وتابع بأن المرحلة المتوسطة من التدريب يتلقى فيها المرشح العلوم العامة وعلوم الطيران النظرية والعلمية، والسنة الثالثة «المرحلة المتقدمة» هي السنة النهائية في الكلية، ويتم فيها إكمال تأهيل ثلاثة تخصصات، الطيار ودورات مساندة وهندسة طيران، ويكمل المرشح الطيار التدريب العملي على الطائرات المخصصة للتدريب في الكلية، ويتدرب المرشح لعلوم الهندسة بالكلية في مختلف التخصصات، ويكمل المرشح للدورات الجوية المساندة التدريب سنة كاملة، وأيضاً يتلقى المرشح الجوي التدريب على الطائرات بدون طيار، وبعد تخرج المرشح يحصل على رتبة ضابط ملازم.

خطة تأهيل للقوى البشرية إلى 2027

كشف عريف الحفل المقدم ركن طيار سلامة الشمري عن وضع خطة استراتيجية لتأهيل القوى البشرية من طيارين ومهندسين وفنيين، من الضباط وضباط الصف، ابتداء من 2017 إلى غاية 2027، مشيراً الى أنه تم التنسيق مع هيئة التعليم العسكري لطلب مقاعد لتأهيل الطيارين من الدول الشقيقة والصديقة، لافتا الى ان عدد الطيارين المؤهلين بالخارج للسنة الحالية بلغ 29 طيارا، وبلغ عدد الطيارين المبتعثين للخارج 84.

وبين الشمري دور القوة الجوية الكويتية في تأهيل الطيارين على الدورات التحويلية والتخصصية والعملياتية، إذ تم تأهيل 13 طياراً على طائرة الـ F18 في قاعدة أحمد الجابر الجوية، و21 طيارا على الأباتشي المتقدمة بقاعدة علي السالم الجوية، و5 طيارين على C130J بقاعدة عبدالله المبارك الجوية، وطيار واحد على طائرة S92 بقاعدة نواف الأحمد الجوية.