بنين وهايتي... وجهان لعملة واحدة
تفصل دولة بنين الإفريقية عن هايتي في البحر الكاريبي آلاف الكيلومترات، لكن تاريخا ومعتقدات دينية وتقاليد ومشكلات تجمع هذين البلدين منها الجرائم التي ترتكب باسم العرافة وديانة الفودو.أمام نُصب يكرّم بطل الاستقلال في هايتي توسان لوفرتور ويرتفع في مدينة ألاندا جنوب بنين، يقف ثلاثة أعضاء في مجلس الشيوخ الهايتي أثناء زيارتهم إلى هذا البلد الواقع في الغرب الإفريقي، والذي يتقاسم مع بلدهم الكثير من التاريخ والعادات والمعتقدات، في رحلة بحث قانوني وإنثروبولوجي.وقال جان رينيل سيناتوس رئيس لجنة العدل في مجلس الشيوخ الهايتي لوكالة الصحافة الفرنسية امس إن بلده وبنين "وجهان لعملة واحدة"، مضيفاً، وهو يضع إكليل ورد عند نصب الاستقلال: "نريد أن نطوّع هذه القوانين لواقعنا، ونحن هنا لنرى كيف يتعامل سكان بنين مع الظواهر غير المنطقية".
وقد نشأت معتقدات "فودو" في بنين، وصارت ديانة رسمية في هذا البلد، ويدين بها ملايين الأشخاص. وتقوم هذه الديانة على تأمل القوى الطبيعية وتكريم الأسلاف، وفي القرن الثامن عشر عبرت هذه المعتقدات المحيط الأطلسي مع العبيد وحطّت في هايتي.يداخل معتقدات الفودو بعض الشعوذة، ومنها الدمى التي تغرز فيها الإبر، وبعض الممارسات الإجرامية التي تثير قلق السياسيين، ومنها أن يعطي الكاهن شخصا، مسحوقا يجعله يشعر بأعراض الموت السريري، ويمكّنه من السيطرة عليه في تلك الحالة التي تراوح بين الوعي واللاوعي.ويدفن هذا الشخص حياً ثم يُخرج من القبر، واللافت في ذلك أن الشخص الذي "يعود إلى الحياة" يعمل مثل العبيد.وفي المناطق الشعبية والنائية في هايتي، حيث لا يسود القانون، تستخدم هذه الطقوس أحيانا في تصفية الحسابات، وهي ممارسات موجودة أيضا في بنين، ولكن لاستخدامات مختلفة تماما، فالبعض يستخدمونها "سراً لتعزيز قدراتهم، ولكنهم يحتفظون في يدهم بالترياق الذي يخرجهم من هذه الحالة"، بحسب عالم الاجتماع هونورات أغيسي الذي يقول إن طقوس "الفودو" في بنين هدفها الخير.