خارج السرب: أسطورة مقصلة الاستجواب
الاستجواب سهل ممتنع، سهل لأن مواده في الدستور كعين الشمس لا يغطيها منخل تأويل أو تخويف، وممتنع لأن واقعه يجعل المنصة كأنها مقصلةٌ، الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود.
الاستجواب بالديمقراطيات الغربية سهلٌ ممتع، سهل لأنه كلمة ورد غطاها، وممتع لأنه بعيد عن الهوالات، ولا يوقف حال البلاد والعباد، أما عندنا في الحالة الكويتية فالأمر مختلف تماماً، فالاستجواب سهل ممتنع، سهل لأن مواده في الدستور كعين الشمس لا يغطيها منخل تأويل أو تخويف، وممتنع لأن واقعه يجعل المنصة كأنها مقصلةٌ الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود، مقصلة سيقطع على جوانبها رأس مستقبل كل وزير أو هكذا يروج بعض قصاص الديمقراطية هنا ممن يحبون تناول حكايا الأساطير مع شوية بهارات تهويل وتضخيم. الاستجوابات لا تستحق كل هذه الضوضاء، بل تحتاج هدوءاً دستورياً ومعرفة حق الاستحقاق الدستوري ووزنه الذي كاله لنا المؤسسون بالميزان والقسط، وهي أي الاستجوابات مجرد سؤال مغلظ يحتاج فقط إلى إجابات واضحة ومقنعة لا أكثر، ومن لا يملك الإجابات فليستقل تصحبه الاستقالة أول علامة استفهام، وليرحل بدلا من الاختباء طويلاً وراء علامات التعجب التي يرسمها واقع وزارته وعمله.
نصيحة لكل وزير: من يخش صعود المنصات يعش أبد الدهر بين حفر الشك والريبة وعدم الثقة الشعبية، ونصيحة لنوابنا الأفاضل: لا أحد يمنعكم حق الاستجواب فهو أداة دستورية وضعت تحت تصرفكم، ولا أن ينازعكم حول موعدها أو محاورها، ولكن كفاكم مزايدة على بعضكم، وكفاكم مع كل بداية انعقاد هذا "المطارح" بينكم، والذي يسبق التهديد بطرح الثقة. فليس لأجل هذا ولدكم رحم الدستور، ولا تنسوا أن الناخب أيضا يملك حق طرح الثقة بكم في استجواب الانتخابات ومنصة الصناديق، عندها لا يقولنّ أحد منكم "بالصيف ضيعت "لبنة" بناء الثقة مع ناخبيّ، وذنب العضوية وتمثيلكم لنا على... جنبكم".