مناورات سياسية بين مدريد وكتالونيا

راخوي يستجلي «إعلان الاستقلال»... وسلطات الإقليم تصفه بـ «الرمزي»

نشر في 11-10-2017
آخر تحديث 11-10-2017 | 20:31
رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي
رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي
غداة إعلان ملتبس من قبل سلطات كتالونيا باستقلال الإقليم "الغني" عن إسبانيا، طلبت الحكومة الإسبانية إيضاحات من زعيم المنطقة الانفصالية بشأن خطابه الذي ألقاه، مساء أمس الأول، وأعلن فيه الاستقلال وفق نتائج الاستفتاء، الذي أجري نهاية سبتمبر الماضي، مع تعليق إجراءات الانفصال لإتاحة المجال أمام المفاوضات مع مدريد.

وقال رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، إنه سأل زعيم كتالونيا، كارليس بوتشيمون، ما إذا كان قد أعلن استقلال الإقليم عن إسبانيا من عدمه. وجاء تصريح راخوي بعد اجتماع طارئ لحكومته لبحث الخطوات التالية في الأزمة مع الإقليم.

وأضاف في كلمة متلفزة قصيرة: "اتفق مجلس الوزراء على إرسال طلب رسمي إلى حكومة كتالونيا من أجل أن تؤكد ما إذا كانت أعلنت استقلال الإقليم"، مشيراً إلى أن الطلب يندرج في سياق المادة 155 من الدستور، التي تنص على آلية تسمح بتعليق الحكم الذاتي لمنطقة إسبانية. ورفضت الحكومة الإسبانية وثيقة الاستقلال التي وقعها بوتشيمون مساء أمس الأول، بعد جلسة لبرلمان كتالونيا سادتها البلبلة ووصفته بأنه "شخص لا يعرف وجهته".

وأكد مصدر حكومي إسباني، أن الحكومة تدرس "كل الخيارات" للرد على الوضع في كتالونيا.

ووصف وزير الخارجية الإسباني ألفونسو داستيس، خطاب رئيس كتالونيا بأنه "خداع لكي يقول الشيء ونقيضه" وسيؤدي إلى مواجهات اقتصادية واجتماعية.

وأضاف: "يقول إنه يقبل التفويض بالحق في الاستقلال بعد نتيجة الاستفتاء المزعوم ثم يطلب من البرلمان تعليق مفاعيل الإعلان".

في المقابل، اعتبر المتحدث باسم حكومة كتالونيا جوردي تورول، أمس، أن "إعلان الاستقلال"، الذي وقعه النواب الانفصاليون في البرلمان الإقليمي والرئيس الكتالوني، هو في الوقت الراهن "عمل رمزي".

وقال تورول، إن "الإعلان يجب أن يصدر عن برلمان كتالونيا"، وهذا الأمر لم يحصل، مضيفاً أن التوقيع كان "عملاً رمزياً وقد وقعنا جميعنا على التزامنا بإعلان الاستقلال".

في هذه الأثناء، أكد مسؤول بالسفارة الإسبانية في أثينا، أن ما بين 15 و20 شخصاً يصفون أنفسهم بالفوضويين اقتحموا مبنى السفارة أمس، وألقوا منشورات مؤيدة لاستقلال كتالونيا.

وقال مسؤول بالشرطة اليونانية، إن الشرطة ألقت القبض على 19. وذكر آخر أن المجموعة المعروفة باسم "روفيكوناس" نظمت مظاهرة مؤيدة لاستقلال الإقليم الإسباني الغني.

وعلى صعيد ردود الفعل الدولية، أعلن وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل رفض حكومة بلاده إعلاناً من طرف واحد لاستقلال كتالونيا، داعياً إلى حل الأزمة عبر المباحثات على أساس الدستور الإسباني.

ووصف غابرييل إعلان الاستقلال بأنه "قرار غير مسؤول"، مؤكداً أن "قوة أوروبا تكمن في وحدتها وفي السلام الذي جلبته لها الوحدة الأوروبية". وأضاف أن المظاهرات المؤيدة والمعارضة التي شهدتها مدينة برشلونة عاصمة الإقليم، في الأيام الأخيرة تبين أن مواطني كتالونيا منقسمون حيال الاستقلال.

back to top