ما خجلتوا... ما أنّبكم ضميركم؟!
شهدت الرياضة العربية، وبصفة خاصة كرة القدم للرجال، حدثين مهمين خلال الأسبوعين الماضيين، تمثلا بتأهل منتخبي المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم في روسيا الصيف المقبل، وهما مناسبتان سعيدتان للشباب العربي نهنئ بمناسبتهما الشعبين الشقيقين السعودي والمصري.وبرغم أن الوصول إلى نهائيات كأس العالم لم يعد أمرا صعبا في وقتنا الحاضر، كما كان في حقبتي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، بسبب الزيادة الكبيرة في عدد المنتخبات التي تشارك الآن عن كل قارة، كما أن الوصول إلى تلك النهائيات في حد ذاته لم يعد أمرا فارقا، فإن الأهم النتائج التي تحققها المنتخبات في ذلك المحفل، خصوصا أن تلك الدول العربية قد وصلت إلى تلك البطولة من قبل أكثر من مرة.
الأهم ونحن نعيش فرحة الأشقاء واحتفالاتهم، هو تساؤلنا عن حال ذلك "الكويتي" المتخفي خلف "الفاكسات" ليرسل الشكاوى إلى الاتحادات الدولية لوقف الرياضة الكويتية وضياع جيل - بل أجيال - من الرياضيين الكويتيين، ألم يتحرك إحساس ما في كيانه أو يحدثه ضميره عن بلاده؟ وما شعوره تجاه وطنه مقابل كرسي قد يفقده في لحظة عند توقف أنفاسه مقابل تاريخ وطنه وفرحة مواطنيه؟!في الكويت كنا نزهو بأننا شعب صغير متكاتف وغيور على وطنه، لكن مع الأسف خرج من بيننا أناس قساة القلوب وفاجرون في الخصومة و"مستقتلون" على الكراسي يدمرون شبابنا من دون أن يرف لهم جفن، أو توقفهم عن غيهم نغزة ضمير، ومازالت صراعاتهم تمزقنا، بينما شعوب كبيرة في السكان والمساحة لا تفعل ما يفعله أطراف صراعاتنا من تجنٍّ على شبابهم ووطنهم.منذ بداية الثمانينيات ونحن نعيش مأساة وضع اليد على قطاع الشباب والرياضة من جهات في الأسرة الحاكمة أو أصحاب المال والأعمال والسياسيين، وثمن ذلك يدفعه البلد وشبابه، من دون أن يتحرك أحد لوقف هذه المهزلة المستمرة، رغم أن ما يصرف على قطاع الرياضة كله يأتي من المال العام، ومع ذلك تضيع 3 سنوات من عمر الشباب الكويتيين دون التمكن من المشاركات الرياضية الدولية، وهي فترة طويلة تختفي فيها ربما مواهب فذة وتندثر. دون أن يصحو ضمير لآثم أو قرار وطني حاسم تجاه "مجرمي" ملف الرياضة الكويتي.