يأس محمد مساعد المبكر
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
أتأمل صورة محمد مساعد أمامي، أتذكر ملامحه كما رسمتها في ذاكرتي... وجه أنهكته السنون الطويلة... شارب كثيف أشيب مختلط فيه البياض مع بقية ظلال سواد قليلة يمتد من أسفل أنفه ليغطي مساحة عريضة تصل إلى شفته العليا، نظرة حزينة... تشي بخلاصة مقاله عن اليأس المبكر... قبل خمسة أيام صادفت ذكرى مرور سبع سنوات على رحيله، كتب كلماته السابقة قبل خمس عشرة سنة، وهو بالمقال يتحدث عن حالة تقترب من اليأس بعد خمسين عاماً من الذكريات والآمال عن أحلام التغيير والإصلاح... أحلام أو أوهام، لا فرق... كلها انتهت بحالة الملل واليأس النفسيين عند محمد.ماذا لو كان محمد حياً حتى هذه اللحظة؟! رغم أن التاريخ لا يعرف حرفي "لو"، لكن لنتخيل ماذا كان سيقول لنا بعد أن تمددت خطوط الإحباط الطويلة إلى هذه اللحظة، ماذا سيكتب "أبوطلال" اليوم؟ هل ستتغير كلماته؟ هل سيبدل نظارته السوداء حين كتب مقاله السابق؟!هل تريدون إجابة...؟ هل ستفركون فروة رؤوسكم بحثاً عنها...؟! لا حاجة... طالعوا صحفنا وإعلامنا المكتوب واللامكتوب وصور كبار المسؤولين وأخبارهم تفرض علينا، وتشغل حيزاً من الخواء في وعينا... انظروا في حالكم وحال البلد... اخرجوا وتذوقوا طعم الشارع المختنق بالسيارات المجنونة... راجعوا "مؤسسات" الدولة، وأشخاصها... ماذا تغير "في" كبار المسؤولين الذين يقودون أوركسترا النشاز الكويتي؟ ما الجديد في نهجهم وليس في أشخاصهم فقط؟ هل وجدتم جديداً أم "لا جديد تحت الشمس"...؟ هل هناك غير سيفوه جالساً وحيداً في مكانه وزمانه يهزأ بنا وبأحلامنا...؟ هل مازال شريم (نا) ينفخ أم تعب...؟ من المسؤول عن هذا الحال يا ترى؟!