أسرار مصنع نجوم كرة القدم في ألمانيا

نشر في 12-10-2017
آخر تحديث 12-10-2017 | 20:45
نوربرت ألغرت مدرب فريق شالكه تحت 19 عاماً
نوربرت ألغرت مدرب فريق شالكه تحت 19 عاماً
يواصل المنتخب الألماني ريادته العالمية للعبة كرة القدم، فبعد تأهله السهل إلى نهائيات مونديال 2018 بالعلامة الكاملة، يبدو أن «المانشافت» يسير في الطريق الصحيح لمواصلة زعامته، ولم يأت النجاح من فراغ، فمصنع «البوندسليغا» ينتج نجوما ساهمت في إنجازاته.
"شالكه 04" هو المارد النائم راهناً في الدوري الألماني لكرة القدم، لكن أكاديميته للشباب هي من بين الأكثر نجاحاً في ألمانيا، تنتج أبطال العالم، نجوم "البوندسليغا" ومحترفي "البرميرليغ" الإنكليزية.

تأهلت ألمانيا إلى كأس العالم 2018، وستدافع في روسيا عن اللقب الذي أحرزته قبل أربع سنوات في البرازيل، إذ كان أربعة خريجين من أكاديمية "شالكه" في صفوف "ناسيونال مانشافت".

حارس مرمى بايرن ميونيخ مانويل نوير، صانع ألعاب أرسنال الإنكليزي مسعود أوزيل، مدافع يوفنتوس الإيطالي بنديكت هوفيديس، ولاعب وسط باريس سان جرمان الفرنسي يوليان دراكسلر، جميعهم تكونوا في نادي "غيلسنكيرشن".

يكنى فريق "شالكه" بـ"عمال المناجم" نسبة إلى المنطقة الصناعية في "غيلسنكيرشن"، وتدعى أكاديميته "حدادة المناجم" وفي تاريخها الكثير من المتخرجين الموهوبين.

من تلك الأسماء، لوروا سانيه "21 عاماً" جناح مانشستر سيتي الإنكليزي، الكاميروني جويل ماتيب "26 عاماً" مدافع ليفربول الإنكليزي والبوسني سياد كولازيناتش "24 عاماً" ظهير أرسنال، الموهبة الأخيرة الصاعدة من أكاديمية شالكه نحو الفريق الأول كان الأميركي اليافع وستون ماكيني "19 عاماً".

لكن ما السمات التي تجعل أحدهم لاعباً محترفاً أو بطلاً للعالم؟

يقول نوربرت ألغرت مدرب فريق شالكه تحت 19 عاماً لوكالة فرانس برس: "الموهبة مهمة، لكنها تفتح لك الباب فقط".

يضيف ألغرت: "القوة البدنية والمهارة مهمتان للاعب الفريق. لكن هناك أشياء مهمة غالباً ما يتم تجاهلها: الطباع، الشخصية ورغبة التحسن، يجب أن تكون لديك الثقة كي تشق طريقك إلى تشكيلة تضم بين 25 و30 لاعباً، وإلا لن تحصل على أي فرصة، ثم عليك أن تلعب للفريق".

مر على المدرب البالغ 60 عاماً لائحة مبهرة من الأسماء صقلها نادي "شالكه" منذ 1996.

ألغرت مشغوف بالتدريب، وبحاجبيه الرماديين العريضين، يتبنى دوراً أبوياً في النادي: "نركز كثيراً على التعليم، وصولاً إلى ابيتور "مرحلة الدخول إلى الجامعة".

يضيف: "نشجع ذلك، فما هي النسبة التي تنجح بالوصول؟ 4 إلى 5 في المئة كحد أقصى، سيصبحون لاعبين محترفين، كلما أتحدث إلى لاعب عن مستقبله، أسأله دوماً: "ما هي خطتك البديلة؟".

يتابع "يجب أن ننظر أبعد من كرة القدم، بالنسبة لمن لا ينجح بالوصول، يتعرض للإصابة أو المرض".

نجاحه مع "شالكه" ساهم في حصوله على عرض للانتقال إلى بايرن ميونيخ قبل سنوات قليلة، لكن ألغرت المولود في "غيلسنكيرشن" فضل البقاء.

الدروس المستفادة من الأخطاء

قال إن قدرة ألمانيا على إنتاج لاعبين شبان موهوبين تنبع من الدروس المستفادة من الأخطاء في السنوات الماضية، على غرار كأس أوروبا 2004، عندما فشل المنتخب الألماني بتخطي دور المجموعات.

يعلق على هذا الموضوع: "كان مهماً بالنسبة إلينا أن نتعلم من الماضي. لم يكن ذلك كافياً لتنظيم الفرق الألمانية، إذ تخطتنا آنذاك دول مثل إسبانيا، هولندا أو إيطاليا".

تابع "كان الاتحاد الألماني لكرة القدم مبتكراً جداً مع الأكاديميات، وظل يراقب دوماً ما يجري في بلدان أخرى".

له صلات قوية مع لاعبيه السابقين ويتساءل بشغف كيف ينظر إلى أوزيل وكولازيناتش في إنكلترا.

تضيء عيناه عندما يصف الموهبة الخام مثل أوزيل. في الواقع تلقى ألغرت رسالة نصية خلال المقابلة، فابتسم وأظهر هوية المتصل مسعود أوزيل.

يقول ألغرت "كان يخوض تجربة مع فريق تحت 17 عاماً هنا، والتي كنت أشرف عليها كجزء من مشروع المدرسة... لم تكن الطريقة التي يسيطر فيها على الكرة بقدر قراءته للعب. كان ينظر دوماً إلى مواقع زملائه ويتخذ قرارات صحيحة".

أقنع ألغرت أوزيل بالانضمام إلى أكاديمية "شالكه"، إذ استهل مشواره مع الكبار عام 2006، ثم ترك بعد سنتين إلى فيردر بريمن بصفقة قدرت بخمسة ملايين يورو "5.8 ملايين دولار أميركي".

انتقاله الكبير كان إلى ريال مدريد الإسباني الذي باعه مقابل 47 مليون يورو لأرسنال في 2013.

يبدو ألغرت متألماً عند الحديث عن نوير، أحد أفضل حراس المرمى في العالم والغائب عن الملاعب راهناً بسبب كسر في ساقه.

يقول ألغرت "إنه أمر مؤسف للغاية، يعيش لكرة القدم ويريد فقط أن يمارس اللعبة... لست قلقاً بشأنه. سيعود أقوى وفي أفضل مستوياته في روسيا" في كأس العالم.

back to top