يطلّ كميل سلامة مسرحياً في السنة المقبلة من خلال عمل يحضِّر له من كتابته وإخراجه. الممثل اللبناني أعلن ذلك في لقاء مع الإعلامي رالف معتوق، وقال: «لا يهم ما هي المسرحية، بل كيف تقدّمها، وهذا أمر ثابت لديّ، فعندما أنتج مسرحية أفتخر وأعتزّ بدعوة الناس إلى مشاهدتها، وقد شعرت بخيبة أمل في مسرح الأطفال»، وأضاف: «أنا لم أتبدّل بل الزبون هو من تغيّر».

كذلك أشار إلى أن المسرح في لبنان خلال الحرب الأهلية كان ملجأ من نوع آخر يهرب فيه الناس من الواقع اليومي، وأنه هو نفسه كان أكثر حيوية آنذاك، موضحاً أن جمهور المسرح في ازدياد مستمر.

Ad

غياب وعودة

أما عن غيابه عن الساحة، فأجاب بأن أحداً لم يستدعه للمشاركة في أي عمل درامي، و«المشكلة أنهم يسألون عنك ولا يوجهون السؤال إليك مباشرة». وقال: «لا أحد يكتب للفئة العمرية التي أنتمي إليها رغم أنها موجودة في المجتمع». كذلك أوضح أن في حوزته نصاً لمسلسل لكنه لا يتقن فن البيع ولا يجول لعرض أعماله.

ولفت سلامة إلى أن الناس ينسون الوجوه، وأن ثمة جيلاً لا يعرفه، لكنه يصادف من يبدي رأيه في الفيلم الجديد «القضية رقم 23» ومن يتذكّر دوره في «10 عبيد زغار»، موضحاً أنه تقصّد عدم متابعة النسخة الجديدة من المسلسل وأن المقارنة بين النسختين لا تجوز. وقال: «أنشر أحياناً بعض المقاطع المصورة من أعمالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويتولى هذا الأمر أولادي المتخصصون في مجال السينما».

دراما مشتركة

حول الأعمال الدرامية العربية المشتركة، قال سلامة: «إذا رأيت حاجة إلى وجود شخصية أردنية، وأخرى مصرية، وثالثة يمنية، في مسلسل واحد أقتنع به». وثمّن دور الكاتبة كلوديا مرشيليان، كذلك أشار إلى أن الممثل جورج خباز موهوب ومثقف، ومسرحه ظاهرة صحية تستمر، وهو رغم قوته في المسرح، فإن لديه شغفاً في السينما، وهي صناعة مختلفة تماماً وتحتاج الى دعم من رؤوس أموال كبيرة.

وفي اطار حديثه، دعا إلى تفعيل صندوق التعاضد في لبنان كي يستفيد منه الممثلون في سن التقاعد. وكشف أنه نصح طلاب التمثيل باختيار مهنة أخرى إلى جانب التمثيل ليكون بمقدورهم اختيار الأدوار التي تناسبهم فلا تحكمهم ضرورة جني المال».

محامٍ وقضية

لفت سلامة الجميع في فيلم «قضية رقم 23» للمخرج والكاتب زياد دويري.

عن دوره ذكر أنه خضع للاختبار أربع مرات، مؤكداً أنه لا يخجل في ذلك، فهو يقدِّر ويثق في صاحب العمل الذي يسعى إلى إيجاد الأفضل وفريق يضمن له النجاح.

ورداً على السؤال، هل العنوان «قضية رقم 23» مثير للجدل؟ أجاب سلامة: «كل عمل فني تشعل تفاصيله نقاشاً يكون أدى واجبه». وعما اذا كان الفيلم يجسد قضية وطنية تشعل فتيل ذكريات الحرب؟ سأل سلامة: «إذا كان كذلك، فلماذا عندما عرض لأول مرة في مهرجان «البندقية» بوجود شخصيات عالمية وقف هؤلاء خمس دقائق ونصف دقيقة يصفقون لأشخاص لا يعرفونهم ولفيلم لم يعيشوا أحداثه، ولا أحد أخبرهم بتفاصيله؟»، مشدداً على أن العمل يعالج أولاً قضية إنسانية، غير أن الظروف شاءت أننا في لبنان .

سلامة الذي أدى دور محامي القوات اللبنانية والدكتور سمير جعجع في الفيلم، ضحك حين سُئل إذا ما كان تطبَّع بالشخصية، وقال: «التمثيل مهنة، وعندما أنهي مشاهدي أعود كميل سلامة. لكن من الطبيعي أن تلاحق الشخصية الممثل فترة»، داعياً الجمهور إلى التروي في الحكم على الممثل الذي يؤدي مهنته ويجسد أدواراً تشكِّل تحدياً له.

رأي زياد دويري

قال المخرج والكاتب زياد دويري عن الصعوبة التي واجهوها لإيجاد الممثل الذي بإمكانه أداء شخصية المحامي وجدي وهبي التي يجسدها سلامة في «قضية رقم 23»، «كان إيجاد الشخصية نقطة أساسية للبدء بالعمل، فالدور هو الأصعب في الفيلم ويشتمل على نحو 40 صفحة. بعد سلسلة اختبارات طويلة، وبعد أربع مرات من اللقاءات احتفلنا باختيار الممثل المناسب لوجدي وهبي».

وأشاد الدويري بالممثلين الذين كانوا ملتزمين بالنص وبالوقت، مثمناً وقوف سلامة إلى جانبه منذ البداية، فيما لبنان على كف عفريت، كما يُقال، وعلى الممثل أن يكون قوياً ولا يخاف.