«بالعربي»
إنني أرى للأسف الكثير من العائلات التي تقوم بمحادثة أطفالها بإنكليزية ركيكة في بداية سنوات حياتهم، ثم تقوم بإلحاقهم بالمدارس الخاصة- التي تدرَّس موادها باللغة الإنكليزية بشكل أساسي- دون سد ذلك النقص بالقراءة أو المحادثة بالعربية، وبالتالي تضيع اللغة وتضعف بين أجيال بأكملها دون أن يدرك أحد مدى خطورة هذا الأمر.
![دانة الراشد](https://www.aljarida.com/uploads/authors/400_1702572887.jpg)
والأسوأ من ذلك هو من لا يعرف لغته حق المعرفة ولا يريد أن يتعلم لغة "العدو" كما يراه، فيبقى سجين أفقه المحدود، ويبقى عالقاً في وحل جهله. أصبح إتقان اللغة الإنكليزية ضرورة في زمننا، فهي تفتح أبواب التواصل مع الآخرين حول العالم، كذلك فإن مصادر المعلومات الموثوقة والموضوعية متوافرة بكثرة باللغة الإنكليزية، على عكس المصادر العربية القديمة والشحيحة، والتي تفتقر إلى العمق والموضوعية في الكثير من الحالات. نعم، نتعلم ونتقن اللغة الإنكليزية واللغات الأجنبية الأخرى أيضاً، لكن يجب ألا يتم ذلك على حساب اللغة العربية. وللأسف، فإنني أرى الكثير من العائلات التي تقوم بمحادثة أطفالها بإنكليزية ركيكة في بداية سنوات حياتهم، ثم تقوم بإلحاقهم بالمدارس الخاصة- التي تدرَّس موادها باللغة الإنكليزية بشكل أساسي- دون سد ذلك النقص بالقراءة أو المحادثة بالعربية، وبالتالي تضيع وتضعف اللغة بين أجيال بأكملها دون أن يدرك أحد مدى خطورة هذا الأمر.سبب ضمور اللغة العربية واضح، وهو أننا- ببساطة- لا نقرأ! فمعدل قراءتنا لا يتعدى أكثر من ربع صفحة للمواطن العربي سنوياً، وذلك وفقاً لدراسة أجريت للمجلس الأعلى للثقافة في مصر (الجزيرة، 2015). أرقام مفزعة ودراسات مخيفة يجب أن نأخذها على محمل الجد، فلنقرأ ونكتب "بالعربي" قبل أن تندثر لغتنا إلى غير رجعة.