منذ تولي الشيخ مبارك الصباح الحكم في عام 1896م، توترت علاقاته مع الدولة العثمانية كثيراً وأصبح أعداؤه، ومن ضمنهم حكام حائل (آل بن رشيد)، يجهرون له بالعداء ويتحينون الفرصة للإطاحة بحكمه.لذلك، لم يجد الشيخ مبارك بداً من التوجه إلى أكثر من جهة لدعمه ومساندته في السنة الأولى والثانية لحكمه، وتحقق له ذلك في عام 1899م عندما وقع اتفاقية الحماية مع الإنكليز. إلا أن ذلك التحالف البريطاني الكويتي أغاظ الأتراك، الذين كانوا يعتبرون الكويت جزءاً من الإمبراطورية العثمانية، مما دفعهم إلى تحرك جاد لخلع مبارك من الحكم.
ولكن الشيخ مبارك استطاع أن يثبت في الحكم بالمراوغة السياسية المسنودة من بريطانيا، وأن يرغم الأتراك على ترك الكويت على حالها دون التدخل في شؤونها الداخلية أو الخارجية. وبرغم كل ذلك، كان الشيخ مبارك يظهر المودة والاحترام للعثمانيين، ولا يسعى إلى معارضتهم إلا عندما يكون هناك سبب قوي لذلك.وفي السنوات اللاحقة، وخصوصاً بعد وفاة الشيخ يوسف الإبراهيم عام 1906م، نجد أن العلاقات بين الشيخ مبارك والعثمانيين أخذت في التحسن، ووصلت إلى مرحلة التعاون والتودد. نعرض لكم اليوم وثيقة تاريخية من الأرشيف العثماني حصلت عليها أخيراً يخاطب بها الشيخ مبارك والي البصرة حسن رضا باشا في عام 1330هـ، ويشير بها إلى تبرعه السخي للعثمانيين بمبلغ 3000 ليرة نصفها للمجهود الحربي في ليبيا، ونصفها مساندة للأسطول البحري العثماني. وإليكم نص الوثيقة:"حضرة صاحب العطوفة والي ولاية البصرة الجليلة... حسن رضا باشا المحترم ادام الله توفيقه،بعد تقديم الاحترامات الفائقة لمقامكم العالي هو ان يد الطاعة والخلوص تناولت امركم العالي المؤرخ 26 صفر سنة 1330 وعدد 29 وبه تأمرون بخصوص الاعانة الذي اهديناها لمعاونة اخواني العسكرية وهي ثلاثة آلاف ليرة انه ورد لعطوفتكم الجواب بهذه الدفعة من رئاسة المركز العمومي للاسطول في دار السعادة متضمن الشكر والثناء بصورة مخصوصية على مخلصكم وان هذه الاعانة قد اعطي نصف منها اي الف وخمسماية ليرة الى المجاهدين في طرابلس وأعطي النصف الآخر للأسطول فإني يا مخلصكم افتخر في مساعدة إخواني العسكرية واني عبد دولتي القديم المستقيم بما يرضي الباري والعالي واني منكم ولكم في جميع الحالات وبالخاصة أنا أخلصت لعطوفتكم وقيدت نفسي من محسوبينك كما قيدت نفسي بمحسوبية اخي المرحوم رجب باشا هذا ولبيان الممنونية بادرنا بتقديم ذريعة الخلوص راجين دوام توجهاتكم وعلى كل حال الأمر والإرادة لعطوفتكم افندم / 7 ربيع الاول سنة 1330. حاكم الكويت ورئيس قبائلها مبارك الصباح".وقد أعربت الدولة العثمانية عن تقديرها لمساندة الشيخ مبارك لها ومنحته الوسام المجيدي من الدرجة الأولى في عام 1912م.
أخر كلام
وثيقة لها تاريخ : الشيخ مبارك يدعم العثمانيين بـ 3000 ليرة عام 1912
13-10-2017