مع تنامي التوترات بين المنطقة الشمالية وبغداد، أعلن نائب رئيس إقليم كردستان العراق كوسرت رسول، اليوم ، أن السلطات الكردية أرسلت آلافاً آخرين من قواتها إلى منطقة كركوك النفطية للتصدي "لتهديدات" من الحكومة المركزية.وقال إن عشرات الآلاف من الجنود الأكراد متمركزون بالفعل هناك، وإن ستة آلاف آخرين وصلوا منذ اليوم ، داعياً إلى تدخل دولي يمنع حدوث معارك بين الجيش العراقي والبيشمركة.
وأكد رسول بعد وصوله إلى كركوك مع قوات البيشمركة المدججة بالأسلحة، أن "الحكومة الاتحادية مستمرة بتهديداتها، وأرسلت قواتها إلى مناطق قريبة من كركوك، لكن المشاكل لن تحل عن طريق التهديدات أو باستعمال القوة".وأعلن كبير مساعدي رئيس الإقليم هيمن هورامي، أمس، أن القوات البيشمركة نشرت وحدات مدججة بالسلاح داخل مدينة كركوك وحولها استعداداً لأي هجوم محتمل من قبل قوات الحشد الشعبي التي تقاتل إلى جانب قوات الحكومة العراقية الاتحادية.واتهم رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان البارزاني، أمس، رئيس الوزراء حيدر العبادي بتحشيد قوات في محافظتي كركوك ونينوى، داعياً المرجع الديني علي السيستاني والمجتمع الدولي إلى التدخل لـ"منع وقوع موجهات".
آبار النفط
وأكد النائب عن ائتلاف دولة القانون جاسم جعفر أمس، أن قوات من جهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي تحركت لإعادة سيطرة الحكومة الاتحادية على آبار نفط بكركوك بعد الاستيلاء عليها من قبل قوات البيشمركة، إبان دخول زمر داعش الإرهابية إلى العراق.وقال جعفر، إن الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يتزعمه الرئيس العراقي الراحل جلال الطالباني، طالب أمس ، القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بالتريث في بدء عمليات إعادة السيطرة على آبار النفط".وأضاف أن "ما يخص رئاسة إقليم كردستان أو شخص مسعود البارزاني فلم تتوفر لدينا معلومات مؤكدة بهذا الشأن"، مشدداً على أن "القوات العراقية المتقدمة باتجاه آبار النفط في كركوك هي قوات كبيرة ولا نعتقد أن تحصينات البيشمركة في حال رغبت بالتصدي أنها ستصمد أمامها، كما أننا نعتقد أن المنطق يحتم عليها الانسحاب".في السياق، كشف قائد الوحدة 70 في البيشمركة شيخ مصطفى، أمس، عن تلقيه طلباً من الحشد الشعبي بإخلاء مقرات البيشمركة جنوب كركوك "خلال ساعتين"، مشيراً إلى أن قواته عززت وجودها في المدينة إثر هذا الطلب.وقال مصطفى، في مؤتمر صحافي، عقده في كركوك عقب اجتماع لقادة البيشمركة في المحافظة، إن "قواتنا متأهبة ولا نرغب بمواجهة مع القوات العراقية"، مضيفاً "مستعدون للدفاع عن شعبنا". وأضاف مصطفى، أفشلنا مخططاً للحشد الشعبي للهجوم على مناطقنا في الليلة الماضية، موضحاً أنه "قمنا إثر ذلك بتعزيز قواتنا في المنطقة لمنع أي تحرك عسكري".خلافات البيشمركة
في غضون ذلك، كشف القيادي في الحشد جبار المعموري عن رصد "خلافات حادة" بين قيادات البيشمركة المرابطة في كركوك بسبب التطورات الأخيرة.وأوضح المعموري، أن "قيادات عليا مقربة من مسعود البارزاني تدفع باتجاه التصادم مع الحشد والقوات الأمنية وتريد الحرب، في حين هناك قيادات أخرى ترفض هذا الإطار لأنها تدرك خطورة الأمر وتداعياته في إثارة فتنة كبيرة".وأشار المعموري إلى أن "بعض القيادات في البيشمركة مؤمنة بضرورة عدم التصادم مع الحشد والجيش العراقي والعمل وفق مبدأ الدستور في حل الإشكالات الحاصلة"، مبيناً أن "أخطر ما يهدد كركوك حالياً هي القيادات المقربة من البارزاني، التي ستعمل أي شي لخلق المزيد من التأزم".وأعلن وزير الداخلية قاسم الأعرجي، أن مايجري في "قاطع كركوك" إعادة انتشار للقوات الاتحادية بعد انتهاء تنظيم "داعش".وقال الأعرجي: "لا توجد عمليات في قاطع كركوك وإنما هي عملية إعادة انتشار للقوات الاتحادية بعد انتهاء تواجد داعش في القاطع"، مضيفاً، أن "ذلك يأتي وصولاً إلى ما كنا عليه قبل 9 يونيو 2014". وأشار ضابط برتبة عميد ضمن القوة جنوب مدينة كركوك، إلى عدم وجود مقاومة تذكر، من جانب المقاتلين الأكراد الموجودين في المنطقة.وقال الضابط وهو من قوات الرد السريع، "باشرت القوات المسلحة العراقية حركتها تجاه استعادة مواقعها قبل أحداث يونيو 2014"، في إشارة إلى المواقع، التي استولى عليها الأكراد مستغلين هجوم تنظيم داعش وانهيار الجيش العراقي في حينه، مضيفاً، أن "فرقة الرد السريع تحركت بمحاذاة مشروع ري كركوك الواقع في الجانب الغربي من المدينة، ومستمرة بالتقدم".وأشار إلى أن قوات من مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي تحركت أيضاً على أطراف ناحية تازة جنوب كركوك، ودخلت الفرقة المدرعة التاسعة في الجيش الى مركز ناحية تازة، مؤكداً في الوقت ذاته "لا يوجد أي إطلاق نار في جميع مناطق تحرك القوات حتى الآن".وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت في وقت سابق من أمس، عن مصدر عراقي قوله إن القوات العراقية أطلقت عملية عسكرية جنوبي محافظة كركوك.