بغداد تمهل البشمركة للانسحاب من كركوك.. وواشنطن تسعى إلى التهدئة

نشر في 14-10-2017 | 13:33
آخر تحديث 14-10-2017 | 13:33
No Image Caption
يترقب العراقيون السبت ما ستؤول إليه المواجهة بين القوات العراقية والاكراد في محافظة كركوك بعد الانذار الذي وجهته بغداد لاقليم كردستان بإخلاء آبار النفط فيها، في وقت دخلت واشنطن على الخط للتهدئة.

استعادت القوات العراقية الجمعة دون معارك عدة مواقع استولت عليها قوات البشمركة الكردية خلال الفترة التي أحدثها المتطرفون في يونيو 2014 في البلاد.

وتقدمت أرتال من الدبابات والقوات الحكومية إضافة إلى قوات الحشد الشعبي إلى هذه المناطق الواقعة جنوب كركوك واستعادت عدة مواقع، فيما انسحبت قوات البشمركة دون قتال.

ويؤكد رئيس الوزراء العراقي أنه لا يريد اشعال حرب ضد الأكراد، بينما تؤكد اربيل أن «التصعيد لن يأتي من جانبها» وفي ذات الوقت حشد الجانبان آلاف المقاتلين في أطراف مدينة كركوك المتنازع عليها.

وبدأت التوترات في كركوك منذ اصرار الأكراد على اجراء استفتاء الاستقلال فيها على الرغم من معارضة بغداد، وبقي محافظها في منصبه على الرغم من قرار البرلمان من اقالته.

ومن أجل تفادي صدامات مسلحة، أمهلت القوات العراقية قوات البشمركة 48 ساعة للانسحاب من المواقع التي استولت عليها في عام 2014 وتسليمها للحكومة الاتحادية بنهاية مساء اليوم السبت، حسبما أكد مسؤول كردي.

بدوره، قال أحمد الأسدي المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي أن «ما يحدث في جنوب كركوك هو وجود قوات نظامية تتحرك وفق القانون وضمن أوامر وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة وإدارة وسيطرة قيادة العمليات المشتركة».

وأضاف «هذه القوة مكلفة بإعادة انتشار القوات على ما كانت عليه قبل 9 يونيو 2014».

وتابع «لذلك لن تكون هناك أي فوضى ولا انجرار لصراعات أو اشتباكات جانبية فلا داعي للقلق حيال ذلك سيتم إعادة الانتشار ويعود كل لموقعه السابق ومن يخالف القانون سيحاسب وفقاً للقانون».

واستغلت القوات الكردية انهيار القوات الاتحادية العراقية في 2014 خلال الهجوم الواسع لتنظيم الدولة الإسلامية على جنوب وغرب العراق، لتفرض سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك الغنية بالنفط، وحولت مسار الأنابيب النفطية إلى داخل إقليم كردستان وباشرت بالتصدير بدون موافقة بغداد، كما سيطرت على مناطق أخرى في محافظات مجاورة.

وقال المسؤول الكردي رافضاً الكشف عن اسمه «أن المهلة ستنتهي منتصف ليل السبت الأحد وتقضي بانسحاب قوات البشمركة إلى مواقعها قبل 6 يونيو 2014 وتسليم القواعد العسكرية والأمنية والمؤسسات النفطية إلى الحكومة الاتحادية».

ومع اقتراب نهاية المهلة دخلت الولايات المتحدة التي تنشر قوات مع الجيش العراقي والبشمركة على خط الأزمة محاولة تهدئة التوتر.

وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أن بلاده تحاول «نزع فتيل التوتر وامكانية المضي قدماً دون أن تزيح عيننا عن العدو» في إشارة إلى قتال تنظيم الدولة الإسلامية الذي يجري بدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

والتوترات بين حكومة بغداد والأكراد «قديمة» وتقع ضمن أولويات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي يدير الجهود لتخفيف حدتها.

وقال الوزير الأميركي أن «القوات الأميركية تحاول أيضاً ضمان استبعاد أي نزاع محتمل».

مع أن حشد القوات جنوب كركوك لم يؤدي إلى صدامات حتى الآن، إلا أن حوادث أمنية اندلعت في مناطق أخرى من البلاد.

ففي طوز خرماتو التي تبعد 70 كليومتراً عن مدينة كركوك اندلعت اشتباكات بين عناصر من الحشد والبشمركة.

وقال شلال عبدول قائمقام البلدة أن «الاشتباكات أسفرت عن إصابة عنصرين من البشمركة وثلاثة من قوات الحشد الشعبي».

وفي مدينة الحلة جنوب بغداد، فجر مسلحون مجهولون مقر شركة كورك الكردية للهواتف النقالة ما أسفر عن أضرار مادية، فيما خطف ثلاثة من العاملين فيها لفترة وجيزة.

وكان قائد قوات البشمركة في محافظة كركوك جعفر الشيخ مصطفى أكد أن قوات البشمركة انسحبت من بعض المناطق التي دخلتها في عام 2014 مشيراً إلى أن «اتصالات جارية مع رئيس الوزراء لمعالجة المشكلة خلال 48 ساعة».

والجمعة وصل الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى كردستان لاجراء محادثات مع مسؤولين أكراد، بحسب مصادر في الاقليم.

وأعلنت سلطات الإقليم بشكل متكرر خلال الأيام الماضية أن قوات الحكومة المركزية تستعد للاستيلاء بالقوة على حقول النفط في محافظة كركوك.

وتزود حقول النفط الثلاثة الواقعة في محافظة كركوك، الإقليم بـ 250 ألف برميل يومياً من أصل 600 ألف برميل هي مجموع ما يصدره الإقليم يومياً.

وتأتي العملية العسكرية بعد تصاعد التوتر وبشكل سريع بين حكومة بغداد واقليم كردستان إثر تنظيم الاقليم استفتاء حول استقلاله في 25 سبتمبر الماضي.

back to top