أحبط رجال مباحث الادارة العامة لمكافحة المخدرات، بالتعاون والتنسيق مع الإدارة العامة للجمارك، محاولة تهريب مليوني حبة مخدرة، قادمة الى البلاد من إحدى الدول الأوروبية عبر إدارة الشحن الجوي في المطار الدولي، التابعة للإدارة العامة للجمارك، وتم إلقاء القبض على تشكيل مكون من 6 أشخاص، كانوا يقفون خلف عملية التهريب، هم مواطنان يعملان بـ "الجمارك" إدارة الشحن الجوي، ومواطن ثالث يعمل بالإدارة العامة للطيران المدني، وخليجي، ووافدان آسيويان.
تحريات أولية ومعلومات سرية
وفي التفاصيل التي رواها مصدر أمني لـ "الجريدة" أن معلومات سرية وصلت الى وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن الجنائي اللواء خالد الديين تفيد عن نشاط وافد خليجي بالاتجار بالحبوب المخدرة، وأنه يحوز كمية كبيرة من الحبوب المخدرة، ويصدد جلب كمية كبيرة الى البلاد عن طريق إدارة الشحن الجوي، وفور تلقي الديين المعلومة كلف المدير العام للإدارة العامة لمكافحة المخدرات، العميد بدر الغضوري، بالتحري عن المعلومات والتأكد من صحتها ووضع المتهم الرئيس تحت المراقبة المشدة، والتأكد من نشاطه الإجرامي.وأضاف المصدر أن رجال المباحث شرعوا في جمع المعلومات والتحريات عن المتهم الأول الذي تبين أنه خليجي يقيم في أحد الفنادق الفاخرة بمحافظة الأحمدي بعد وصوله الى البلاد قادما من إحدى الدول الأوروبية، ودلت التحريات السرية على أن المتهم على علاقة وثيقة بثلاثة مواطنين وتربطه صلة قرابة بأحدهم، وتوصلت رجال المباحث بشأن المواطنين الثلاثة الى أن اثنين منهم يعملان بإدارة الشحن الجوي التابعة للإدارة العامة للجمارك، بينما يعمل الثالث في الإدارة العامة للطيران المدني.30 ألف «مخدرة» بالوفرة
وذكر المصدر أن تحريات رجال المباحث دلت على أن المتهمين الأربعة يجتمعون في مزرعة أحدهم بمنطقة الوفرة، وأنهم يخططون لجلب كمية كبيرة من المواد المخدرة، وبعد أن جمع رجال المباحث التحريات وتأكدوا من صحة المعلومات استصدروا إذنا من النيابة لضبط المتهمين وتفتيش المزرعة التي كان يشرف على إدارتها وافد آسيوي، ويعمل على عملية تخزين الحبوب المخدرة بناء على تعليمات صاحب المزرعة، ودهم رجال المباحث المزرعة وكان بها 3 متهمين إضافة الى الوافد الآسيوي، وألقي القبض عليهم جميعا، وبتفتيش المزرعة عثر بداخلها على 30 ألف حبة مخدرة كانت مخبأة في أماكن سرية داخل المزرعة.واقتاد رجال المباحث المتهمين الأربعة الى مكتب التحقيق وأخضعوا لعملية تحقيق موسعة اعترفوا خلالها بأن شريكهم الخامس، وهو موظف بإدارة الشحن الجوي، ووافد آسيوي موجودين حاليا في إدارة الشحن الجدوي لتخليص مليوني حبة مخدرة معبأة في حقائب سفر وقادمة الى البلاد على أساس أنها أمتعة شخصية، كما اعترف المتهمون بأن المتهم الخليجي هو الذي اشترى الحبوب المخدرة من إحدى الدول الأوروبية وشحنها الى البلاد.دهم «الشحن الجوي»
وأشار المصدر الى أن رجال مباحث الإدارة العامة لمكافحة المخدرات نسقوا مع رجال الجمارك في إدارة الشحن الجوي، بعد أن استعلموا عن اسم الموظف الذي تبين أنه على رأس عمله، فطلب رجال المباحث من رجال الجمارك تمرير الحقائب المعبأة بالمخدرات، ليتسنى لهم ضبطها، موضحا أن الموظف الجمركي المتهم هو الذي خلص الشحنة على أنها أمتعة شخصية، وسلمها للمتهم السادس وهو وافد آسيوي، وهنا ألقى رجال المباحث القبض على الموظف المتهم والآسيوي وبحوزته الحقائب، وبتفتيشها عثر بداخلها على مليوني حبة مخدرة، تبلغ قيمتها نحو 6 ملايين دينار، واعترف المتهمون لرجال المباحث بأنها ليست المرة الأولى التي يهربون بها المواد المخدرة، فقد عملوا ذلك عدة مرات، مستغلين عملهم في الشحن الجوي والطيران المدني، موضحا أن رجال المباحث أحالوا جميع المتهمين إلى النيابة العامة.الجلاوي: تجديد كامل بالشحن الجوي
أشاد المدير العام للإدارة العامة للجمارك جمال الجلاوي بالتعاون المثمر بين "الجمارك" ووزارة الداخلية، والذي قاد الى ضبط عدة حقائب محملة بالحبوب المخدرة.وأكد الجلاوي، في تصريح صحافي، انه لن يتوانى عن إحالة كل من تسول له نفسه الإضرار بأمن وسلامة البلاد حتى وإن كان من منتسبي الجمارك الى جهة الاختصاص لاتخاذ الإجراءات اللازمة لخروجه عن القانون. وشدد على أن "الجمارك" قادرة على ان تعدل نفسها بنفسها وإعادة النظر في بعض الأمور، مشيراً الى أنه قريبا سيجدد العمل كاملاً بالشحن الجوي بأفضل الأجهزة التقنية الحديثة لمساعدة المفتشين في اداء المهام المنوطة بهم على اكمل وجه.بدوره، قال نائب المدير العام لشؤون البحث والتحري أسامة الرومي انه تم الإخطار بالمعلومات حول المتورطين في القضية من العاملين في الجمارك والطيران المدني، حيث أمر المدير العام باتخاذ ما يلزم بشكل سري حتى يتم إغلاق القضية.