شيء يشبه العار
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
في الفترة الأخيرة تحديدا، ودون سبب منطقي، تشهد وسائل التواصل خطابات مقيتة ومؤسفة بين المثقفين، ومنهم مجموعة كبيرة نعتز بها ونحترمها، ونأسف لأن تصل بها الأمور إلى هذا المستوى من السوء. الحوار الذي يدور بين مجموعة من المثقفين، لكي لا نذكر بعضهم ونترك آخرين، والأسماء ليست سرا، وهي موجودة بخطاباتها على شبكات التواصل، هو حوار يميل للجانب الشخصي والهجوم لأسباب غير منطقية تحكمها السياسة بالدرجة الأولى. الكاتب العربي منذ الجاهلية وحتى يومنا هذا، هو ابن انتمائه القبلي في زمن القبيلة والدولة بالزمن الحديث. وأحرقت السياسة مجموعة كبيرة من نتاجنا الإبداعي، لاحتكارها أغلب نتاجنا الفكري. ويبدو أنه من الصعب على الكاتب التخلص من فكرة الانتماء السياسي والتعصب، ليس لوطنه، كما يظن، لكن لمن يحكم وطنه. ينقلب الكاتب كما تنقلب بوصلة السياسي، ومَن كان معه بالأمس هو ضده اليوم، وسيعود حين تعود الأمور لطبيعتها. بالتأكيد ليس كل إبداع الكاتب العربي هو أدب سياسي بالدرجة الأولى، لكن هذا التناحر بين المثقفين هو سقوط أخلاقي ومعرفي واهتمام بما ليس إبداعيا. ليست مهمة المبدع أن يكون طرفا في الصراع السياسي المتحول، ويحوِّل كل اهتمامه ووقته لدخول هذا الصراع، وفي حالات كثيرة يفشل في الخروج منه. المبدع هو مَن يرى في الإنسان ضالته التي يكتب من أجلها، الإنسان الذي يعاني غالبا من الصراع السياسي وغالبا ما يكون هو ضحيته الأولى. ما يحدث الآن بحاجة إلى مراجعة ذات، حتى لا يصبح كل هذا التواصل الاجتماعي قميئا وشاذا.