البيشمركة ترفض «مهلة بغداد» ولن تنسحب من كركوك

واشنطن تحاول منع انزلاق النزاع إلى مواجهة... واشتباكات بين «الحشد» والأكراد بطوزخرماتو

نشر في 14-10-2017
آخر تحديث 14-10-2017 | 21:30
عناصر من البيشمركة جنوب كركوك أمس الأول   (رويترز)
عناصر من البيشمركة جنوب كركوك أمس الأول (رويترز)
لا تزال طبول الحرب تقرع بقوة في كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها، بعد رفض القوات الكردية مطالب نظيرتها العراقية بالانسحاب منها، مؤكدة أنها جاهزة للقتال في حال فرض عليها ذلك.
وسط حديث عن مهلة منحتها بغداد لأربيل للانسحاب إلى حدود ما قبل 6 يونيو 2014، موعد هجوم "داعش" الذي سيطر فيه على حوالي نصف أراضي العراق، أكد مسؤول في البيشمركة، أن القوات الكردية لن تنسحب من مواقعها محذراً فصائل الحشد الشعبي العراقية الشيعية التي تحتشد مقابل المواقع الكردية في محافظة كركوك المتنازع عليها، من اجتياز جبال حمرين، التي وصفها بأنها الحدود التاريخية لكردستان.

ووجه مسؤول البيشمركة في محور غرب كركوك، كمال كركوكي أمس، في مؤتمر صحافي، تحذيراً شديد اللهجة إلى القوات العراقية والحشد الشعبي في حال تقدمها صوب المحافظة، قائلاً: "اتخذنا الاستعدادات اللازمة لمواجهة أي مخاطر، وفي حال ارتكب الآخرون أي خطأ وتقدموا صوبنا؛ فسنلقنهم درساً لن ينسوه أبداً"، مضيفاً:" لم ولن نتراجع متراً واحداً عن مواقعنا ونحن جاهزون لأي مواجهة".

وأضاف كركوكي، أن "التهديدات والتصرفات، ونقل الأسلحة قرب مواقعنا تبين بوضوح أن القوات العراقية والحشد الشعبي يبيتون لنية سوء"، مشيراً إلى أن "الأكراد ضد الحرب والاقتتال وجاهزون للدخول بحوار، ولن يبادروا إلى الهجوم لكن سيقاتلون إذا فرض عليهم القتال".

بدوره، قال هيمن هورامي المستشار السياسي لرئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، إن القوات العراقية والحشد الشعبي، يريدان شن هجوم للسيطرة على حقول نفط كركوك ومطارها، داعياً العراق إلى "اللجوء للحوار لا للحرب"، مضيفاً أن "قوات البيشمركة سوف ترد بقوة على أي عدوان".

وشدد هورامي على أنه: "لا تصعيد من جانب قوات البيشمركة نحن فقط ندافع عن أرضنا"، مشيراً إلى أن "الأكراد شعب مسالم وضحايا للتاريخ والقمع ولن نبدأ بمهاجمة أحد".

وقال كوسرت رسول نائب رئيس إقليم كردستان العراق، إن عشرات الآلاف من الجنود من قوات البيشمركة الكردية متمركزون بالفعل داخل وحول كركوك وإن ستة آلاف آخرين وصلوا منذ يوم الخميس الماضي.

وكان نائب رئيس أركان قوات البيشمركة اللواء قارمان كمال عمر، قال أمس الأول، إن قوات البيشمركة في كركوك انسحبت بضعة كيلومترات تجنباً لوقوع أي اصطدام عسكري، لافتاً إلى أن "القوات العراقية التي قدمت إلى كركوك تتألف من الحشد ومكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية".

وأكد أن "قوات البيشمركة لن تبادر أبداً بالهجوم، لكن فيما إذا بادرت القوات العراقية بذلك فإنها سترد عليها".

وأمس الأول انسحبت البيشمركة من مناطق جنوب كركوك تقيم فيها أغلبية تركمانية شيعية. وقام مقاتلون عراقيون بإنزال أعلام كردستان المرفوعة على المواقع العسكرية هناك واستبدلوها بأعلام عراقية.

«الحشد»

من ناحيته، ، قال أحمد الأسدي المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي إن "ما يحدث في جنوب كركوك هو وجود قوات نظامية تتحرك وفق القانون وضمن أوامر وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة وإدارة وسيطرة قيادة العمليات المشتركة". وأضاف أن "هذه القوة مكلفة إعادة انتشار القوات على ما كانت عليه قبل 9 يونيو 2014".

وتابع الأسدي: "لذلك لن تكون هناك أي فوضى ولا انجرار لصراعات أو اشتباكات جانبية (...) فلا داعي للقلق حيال ذلك، ستتم إعادة الانتشار ويعود كل لموقعه السابق، ومن يخالف القانون سيحاسب وفقاً للقانون".

بدوره، قال القيادي في الحشد الشعبي جبار المعموري، إن "عودة كركوك الى السلطة الاتحادية مسألة وقت"، مضيفاً: "لن تكون هناك هيمنة لمكون أو قومية بل ستكون إدارتها بيد أبنائها وثرواتها ستدار من قبل وزارة النفط وفق الإطار القانوني".

ودخلت الولايات المتحدة التي تنشر قوات مع الجيش العراقي والبيشمركة على خط الأزمة محاولة تهدئة التوتر. وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إن بلاده تحاول "نزع فتيل التوتر وامكانية المضي قدما دون أن تزيح عيننا عن العدو" في اشارة الى قتال تنظيم الدولة الاسلامية الذي يجري بدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

والتوترات بين حكومة بغداد والأكراد "قديمة" وتقع ضمن أولويات وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الذي يدير الجهود لتخفيف حدتها.

وقال الوزير الأميركي، إن "القوات الأميركية تحاول أيضاً ضمان استبعاد اي نزاع محتمل".

اشتباكات طوزخرماتو

وفي طوزخرماتو، التي تبعد 70 كليومتراً عن مدينة كركوك اندلعت اشتباكات بين عناصر من الحشد والبيشمركة.

واتهم مسؤول محلي في "الحشد الشعبي" البيشمركة ببدء القتال، لكن مديرية "الأسايش" (الأمن الداخلي الكردي) أكدت أن مسلحين من "عصائب أهل الحق" الشيعية المتشددة أخرجت 70 عائلة كردية من منازلها بقوة السلاح خلال اليومين الماضيين، لاجراء تقسيم طائفي في المدينة.

وقضاء طوزخورماتو تابع لمحافظة صلاح الدين، ويبعد 100 كيلومتر عن مركز المحافظة، ويشكل الأكراد 55 في المئة من سكانه، فيما يشكل التركمان (أغلبية شيعية) 30 في المئة والعرب (أغلبية شيعية) 15 في المئة من السكان.

وأعلن قائممقام قضاء طوزخورماتو، شلال عبدول، التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المتنازعة في القضاء لإيقاف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الاتفاقية دخلت حيز التنفيذ.

back to top