زادت كلمة متلفزة لبافل الطالباني، نجل الرئيس العراقي الراحل الزعيم الكردي جلال الطالباني، مساء الخميس الماضي، والتي اطلق فيها مواقف من الازمة الحالية أقرب الى مواقف بغداد من أربيل، التوترات داخل صفوف حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يعاني أصلاً بسبب خلافات وانشقاقات كبيرة.

وأطلق الطالباني الابن في كلمة ألقاها بالانكليزية مجموعة مواقف "وسيطة" من الأزمة الحالية، في خطوة وصفت بأنها محاولة لتوحيد أجنحة حزب والده.

Ad

ودعا الى ادارة مشتركة للمناطق المتنازع عليها مع بغداد، وإلى التفاوض حول المطارات والمنافذ في الاقليم على أن يبقى موظفوها اكرادا بالكامل.

ونادى بتشكيل مجلس جديد للمحافظة، وتعيين محافظ جديد إن لزم الأمر معتبرا ان كركوك اكبر من اي شخص، الامر الذي اعتبر هجوما على محافظ كركوك نجم الدين كريم الذي اقاله البرلمان العراقي لموقفه من الاستفتاء.

وكانت زوجة الطالباني، هيرو أحمد، اطلقت انتقادات لاذعة لرئيس اقليم كردستان، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني بسبب الاستتفاء، مما أوحى بانها باتت زعيمة "الخط الإيراني" في حزب الطالباني.

جاء ذلك في وقت افادت مصادر بأن حزب الاتحاد الوطني حسم امره لناحية ترشيح قوباد الطالباني، الابن الثاني للطالباني والذي يشغل منصب نائب رئيس حكومة اقليم كردستان، لخلافة والده في منصب الأمين العام للحزب.

وحسب العرف في العراق منذ سنوات فإن هذا المنصب الجديد يؤهل الطالباني لأن يشغل منصب رئيس جمهورية العراق. وأمس الاول، حذر قوباد من الحشود العسكرية العراقية المتجهة الى كركوك، معتبراً ان المواجهة الكردية العراقية ستقود الى الفوضى.

في غضون ذلك، أكد محافظ كركوك، نجم الدين كريم، الرجل القوي في الاتحاد الوطني الكردستاني، أمس، أن القوات الأمنية وسكان كركوك "مستعدون للتضحية بدمائهم من أجل الدفاع عن المحافظة"، مشيرا إلى أن النائب الأول للأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، كوسرت رسول، جاء إلى كركوك على رأس قوة مسلحة، وأنه "رفض مطالب قوات الحشد الشعبي بتسليم كركوك لها".

وشدد كريم على أنه لا ياخذ بأوامر "الحشد الشعبي" حتى يستقيل من منصبه، وعلق على زيارة قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني بالقول إن "الاتحاد الوطني الكردستاني حزب مستقل، ومجال نشاطه هو في كردستان العراق، ولديه أصدقاء في الدول الأخرى، ويمكن لهم الجلوس معنا والتعبير عن آرائهم، لكن الاتحاد الوطني يجب أن يضع مصالح كردستان في الاعتبار دائماً، نحن نحترم آراء أصدقائنا، لكن ليس بالضرورة القيام بما يطالبون به". وتظهر هذه التصريحات، بالإضافة الى زيارة رسول الى كركوك، أن الخط الاستقلالي داخل الاتحاد الوطني لايزال الأقوى.

وجاءت هذه التطورات، فيما زار قائد "فيلق القدس"، التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني ضريح الرئيس الطالباني في السليمانية، ووضع باقة من الزهور، وكتب كلمة في سجل الزوار أشاد فيها بالشخصية التوافقية للراحل.

وتزامنت زيارة سليماني مع وجود الرئيس العراقي الحالي القيادي في حزب الطالباني فؤاد معصوم للمدينة، التي تعد معقل زعامة الطالباني، حيث تردد أنه حمل رسالة عراقية لحزب الاتحاد الوطني، الذي يسيطر عملياً على كركوك منذ 2003، ووسعوا سيطرتهم بعد 2014.