«حرب التأشيرات» تؤثر على آلاف الأتراك
وجد رجال الأعمال والطلاب ووكلاء السفر الأتراك أنفسهم عالقين في أتون الأزمة الدبلوماسية الحالية بين أنقرة وواشنطن، والتي دفعتهما إلى تبادل تعليق إصدار التأشيرات.والعام الماضي، سافر أكثر من 300 ألف تركي إلى الولايات المتحدة، فيما قدم أكثر من 450 ألف أميركي إلى تركيا، وفق أرقام صادرة عن معهد الإحصاءات التركي.إلا أن قرار توجيه اتهامات إلى موظف في القنصلية الأميركية في إسطنبول، بالارتباط بالداعية المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب ضد الرئيس رجب طيب إردوغان العام الماضي، تسبب بانزلاق العلاقات في دوامة الاضطراب.
وردا على ذلك، أعلنت السفارة الأميركية في أنقرة تعليق إصدار التأشيرات، بما فيها تلك المرتبطة بالسياحة والعمل، مستثنية تأشيرات الهجرة.بدورها، أوقفت تركيا جميع الخدمات المرتبطة بالتأشيرات في بعثاتها بالولايات المتحدة للمواطنين الأميركيين. وقالت منسقة برامج تعليمية أجنبية تساعد الطلبة على استكمال دراستهم في الخارج زينب سين، إن «الطلبة وعائلاتهم يشعرون بالذعر».وبين المتأثرين بالقرار الطالب أرغون كوشكون (22 عاما)، والذي يتدرب ليصبح مدرسا للغة الإنكليزية.وقال كوشكون، الذي كان يخطط للذهاب إلى الولايات المتحدة لتطوير مهاراته باللغة الإنكليزية، لوكالة فرانس برس: «كل مشاريعي أحبطت. ما زلنا ننتظر، ولا حل أمامنا».يسافر كل عام نحو 26 ألف طالب تركي إلى الولايات المتحدة، لأسباب مرتبطة بالتعليم، وفق مدير معارض التعليم الدولية في تركيا دنيز اكار.ويسافر نحو 10 آلاف للتدرب على اللغة الإنكليزية، وعدد مماثل، للحصول على درجات البكالوريوس والماجستير، فيما يزور ستة آلاف شخص الولايات المتحدة، من أجل برنامج «سافر واعمل».ويسمح البرنامج لطلبة الجامعات بالعيش والعمل في الولايات المتحدة خلال عطلة الصيف. ويبدأ الآن تقديم الطلبات لعام 2018، لكن أكار حذر من أنه «في حال استمر تعليق منح التأشيرات، فإن أحدا لن يتمكن من المشاركة في الصيف المقبل». من جهته، أوضح السفير الأميركي في أنقرة، أن القيود مرتبطة بالمكان فقط، وليس بالمواطنين الأتراك. وقال جون باس: «إذا كنتم ترغبون في التقدم بطلب للحصول على تأشيرة في سفارة أميركية أخرى أو قنصلية خارج تركيا، فلكم حرية القيام بذلك».لكن أكار أشار إلى أن هذا لا يعني أن التأشيرات ستمنح للمتقدمين بالطلبات.وأضاف: «نحن نشير على الأشخاص الذين لديهم حاجات عاجلة الذهاب إلى دول أخرى (لتقديم الطلبات)، لكن لا يوجد ضمان بأنهم سيحصلون على تأشيرات في هذه الدول».وتركيا والولايات المتحدة عضوان في حلف شمال الأطلسي. إلا أن علاقتهما تضررت بمحاولة الانقلاب وعدد من الخلافات المرتبطة بالسياسات الخارجية.وقالت الطالبة كوبرا (22 عاما): «لا أعرف ماذا سيحصل الآن. هل سأتمكن من الذهاب أم لا، لا أعرف. ما زلنا ننتظر».وأفاد إبراهيم أوزدمير، مدير «فيزافيكس» في أنقرة، التي تساعد في التقدم بطلبات الحصول على تأشيرات، بأن لديه ثلاثة أو أربعة متعاملين لا يزالون بانتظار معرفة ماذا سيحصل بعد التقديم على تأشيرة أميركية، فيما لدى البعض منهم مواعيد مع السفارة في الأسبوع المقبل.ومن المقرر إقامة معرض للتعليم في إسطنبول من 27 إلى 29 الجاري.وقال محمد شديد، المدير التنفيذي لـ»كونيكمي»، المتخصصة في توفير فرص تعليمية، إن شركته ستلتقي ما يقارب 30 ألف طالب تركي خلال المعرض.وتابع: «جميعنا خسرنا من ذلك»، إذ إن كبار المتحدثين في المعرض قد لا يتمكنون من المجيء إلى تركيا.أما المدير العام لوكالة «سالتور» للسفريات في أنقرة سيرفيت علي أوغلو، فأكد أنه سيتم إلغاء عدد من رحلات الشركة إلى الولايات المتحدة.لكن تداعيات الأزمة أوسع من ذلك، حيث خسرت الليرة التركية أكثر من ستة في المئة من قيمتها، على خلفية الإجراءات المرتبطة بالتأشيرات التي أعلن عنها الأحد الماضي، قبل أن تتعافى من معظم خسائرها لاحقا.وقال علي أوغلو: «تسبب هذا القرار في ارتفاع العملات الأجنبية بشكل كبير. ووسط الضبابية والتشاؤم، لا أحد يفكر في الإجازة».