بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب استراتيجية جديدة مع إيران، مهدداً بإلغاء الاتفاق النووي في أي لحظة، قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، إنه لم يشهد أي أعمال استفزازية من إيران، مضيفاً أن الوضع العسكري الأميركي لا يزال دون تغيير حتى الآن.

وقال ماتيس، على متن طائرة عسكرية: «الآن نتابع إمكانية وقوع أعمال استفزازية أخرى من الإيرانيين لكننا لم نشهد ذلك حتى الآن».

Ad

وأضاف: «في ظل سجل الإيرانيين المزعزع للاستقرار من لبنان إلى سورية ومن اليمن إلى أفغانستان، نتابع ذلك بالطبع. الآن لن نغير وضعنا» العسكري.

روحاني

في المقابل، علق الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس على إعلان ترامب، معتبراً إن «إفشال المفاوضات والتوافقات الدولية لا يتسم بالذكاء»، مشدداً على «ضرورة حل الأزمات العالمية عبر الحوار».

وقال روحاني خلال تسلمه، أوراق اعتماد السفير السويسري الجديد: «نعيش اليوم في مرحلة حساسة ومهمة بسبب أن الاتفاق النووي قد وفر مزيداً من الهدوء لهذه المنطقة والعالم»، مضيفاً: «أنشطة إيران النووية كانت سلمية وستظل سلمية للأبد، وستظل ملتزمة بالاتفاق النووي طالما بقي الطرف المقابل ملتزم به».

أما رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، فقد قال خلال زيارة إلى موسكو، إن «الإجراءات الأميركية أحادية الجانب حول الاتفاق النووي قد أغضبت الجميع».

بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن «المزاعم والتهديدات والشتائم لن تخيف الشعب الإيراني أبداً»، معتبراً أن خطاب ترامب حيال إيران يشبه خطابات السعودية والإمارات والبحرين.

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية أصدرت مساء أمس الأول، رداً مفصلاً على إعلان ترامب، يتضمن 3 محاور رئيسية، أولاً رفض إعادة التفاوض على الاتفاق النووي وربطه بأي مسائل إقليمية، ثانياً رفض أي عقوبات على الحرس الثوري والتهديد برد قوي في حال تم إقرارها، وثالثاً رفض أي تفاوض حول البرنامج الباليستي الصاروخي.

«الحرس الثوري»

من ناحية أخرى، رأى قائد فيلق «أمير المؤمنين (ع)» التابع للحرس الثوري العميد صادق حسيني، أن «أميركا تشن حرباً نفسية واسعة ضد إيران بدعم من إسرائيل وبعض الدول العربية للمساس بوحدة إيران وسيادتها الوطنية».

وأضاف حسيني، أن «المسؤولين الأميركيين بإطلاقهم كلاماً فارغاً مثل وصم إيران والحرس الثوري بالإرهاب يحاولون إضعاف القوة والروح المعنوية للنظام والشعب بينما الشعب والمسؤولون والقوات المسلحة يحبطون أحابيل الأعداء في ظل التضامن والتلاحم واتباع التوجيهات والأوامر الذكية لقائد الثورة الإسلامية».

جاء ذلك، فيما تشكلت بوادر أزمة دولية غداة إعلان ترامب، إذ أكدت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا أن الاتفاق النووي لا يزال يخدم مصالحهم الأمنية الوطنية المشتركة.

ولفتت الدول الأوروبية الثلاث، في بيان مشترك، إلى أنها «لن تسير في طريق تكون نتيجته المتوقعة مزيداً من العنف، والإرهاب، والتهديد الحقيقي بتحول إيران إلى قوة نووية».

اندلاع حرب

وحذر وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، أمس، من إمكانية اندلاع حرب قرب أوروبا إذا ألغت الولايات المتحدة الاتفاق النووي أو أعادت فرض عقوبات على طهران، وقال إن ذلك سيمنح المحافظين في طهران، الذين يعارضون التفاوض مع الغرب، اليد العليا وقد يدفع إيران لتطوير أسلحة نووية.

وأضاف غابرييل أن ترامب بعث «إشارة صعبة وخطيرة» عندما كانت الولايات المتحدة تتعامل مع أزمة كوريا الشمالية النووية.

وتابع: «قلقي الكبير هو أن ما يحدث في طهران أو مع إيران من منظور أميركي لن يظل مسألة إيرانية لكن الكثيرين في العالم سيفكرون إذا ما كانوا هم أنفسهم ينبغي أن يمتلكوا أسلحة نووية نظراً لأن مثل هذه الاتفاقات تلغى».

ولفت إلى أن إسرائيل لن تقبل في حال سعت طهران إلى امتلاك أسلحة نووية، وهو ما سيجعلنا «نعود إلى حيث كنا قبل 10 أو 12 عاماً مع خطر الحرب القريبة نسبياً من أوروبا».

وحث الولايات المتحدة على عدم تعريض أمن حلفائها وشعبها للخطر لـ«أسباب سياسية محلية».

ومنح ترامب الذي وصف الحكم الإيراني بأنه «نظام متطرف» الكونغرس الأميركي 60 يوماً لاتخاذ قرار بشأن إعادة فرض عقوبات اقتصادية على إيران بعدما تم رفعها عام 2016 إثر الاتفاق الذي أبرم بمشاركة الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي.

وأعلن أنه سيستشير حلفاء الولايات المتحدة بشأن كيفية تعديل الاتفاق للحيلولة دون حصول طهران على أسلحة نووية.

كيري

واعتبر وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، أن اعلان ترامب يخلق أزمة دولية، ويعرض للخطر المصالح القومية الأمنية، ومصالح حلفاء واشنطن. ووصف كيري أحد اللاعبين الأساسيين في التوصل للاتفاق، القرار بـ«التخلي المتهور عن الحقائق من جانب الرئيس، لمصلحة الغرور والأنانية والأيديولوجية».

وأعلن الوزير السابق، أنه لا يدرك سبب رفض الرئيس الأميركي الاعتراف بأن طهران ملتزمة بالاتفاق، في حين تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحلفاء الولايات المتحدة، وأعضاء في إدارة ترامب أنها تلتزم.

وقال كيري: «لكن أياً كانت الأسباب، يبقى الواقع يتلخص في أن الرئيس ومن خلال انتهاك استقرار الاتفاقية، سيضعف موقفنا، وسيبعدنا عن الحلفاء، وسيعزز موقف المتشددين الإيرانيين، وسيزيد من تعقيد حل الأزمة مع كوريا الشمالية، ويجعلنا نقترب من الصراع العسكري».

إلى ذلك، أفادت صحيفة «تلغراف» نقلاً عن مصادر حكومية، بأن عشرات النواب في البرلمان البريطاني، بمن فيهم رئيسة الوزراء تيريزا ماي تعرضوا لهجمات إلكترونية.

وذكرت المصادر أن الهجمات الإلكترونية غير المسبوقة جرت في يونيو الماضي، ودامت نحو 12 ساعة واستهدفت قرابة 90 من حسابات البريد الإلكتروني.

وحامت الشكوك في البداية حول القراصنة الروس، لكن مسؤولين في المخابرات البريطانية خلصوا في وقت لاحق إلى أن إيران «مسؤولة عن الهجوم».

وفي حال تأكد ضلوع طهران في ما حصل، فإن الهجوم الإلكتروني سيكون الأول من نوعه لإيران داخل بريطانيا.