مصر| قاتل القس «تكفيري»... والجيش يحبط هجوماً في العريش
«الدستورية» تقضي بعدم اختصاص «العسكري» بالتظاهر... و«الخارجية» تستعد للانتخابات الرئاسية
اعترف المتهم بقتل القس سمعان شحاتة، خلال التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة معه، أمس، بأنه أراد من فعلته الخلاص من «الكفار» بحسب وصفه، في حين خاطبت الهيئة الوطنية للانتخابات «الخارجية» المصرية لبدء تجهيز مقار السفارات المصرية استعداداً للانتخابات الرئاسية المقبلة، خلال النصف الأول من العام المقبل.
فجرت التحقيقات التي أجرتها نيابة شرق القاهرة، أمس، مع المتهم أحمد السنباطي، المتهم بقتل القس سمعان شحاتة، مفاجأة كبيرة، هي أن عملية الاعتداء كانت بدافع تكفيري من القاتل، إذ أقر المتهم أنه يسعى إلى "التخلص" ممن سماهم "الكفار".وقال السنباطي أمام النيابة: "لم أكن أعتزم قتل الكاهن، لكن ما حدث أنني استللت آلة حادة ساطور، ووقفت في الشارع معتزماً التشاجر مع صاحب متجر لبيع العصائر، كنت أعمل به، ففوجئت بمرور القس سمعان من الشارع ومعه كاهن آخر، فقررت الخلاص منهما لأنني لا أحب المسيحيين وأريد التخلص من الكفار"، بحسب نصوص التحقيقات.وعلمت "الجريدة" من مصادر مطلعة أن تحريات المباحث أشارت إلى أن المتهم القاتل يقيم في منطقة "مؤسسة الزكاة" التابعة لمدينة السلام، شرق القاهرة، ويعتنق الفكر المتطرف، فيما قال مسؤول مركز الإعلام الأمني في وزارة الداخلية: "المتهم عاطل وسبق اتهامه في قضية تعديه بالضرب على والده وإحداث إصابة به وإشعال النيران في المنزل".
وقال باحث الحركات الأصولية، ماهر فرغلي، لـ "الجريدة": "هناك بالفعل ذئاب منفردة في مصر، لكن لا يمكن الجزم بأنها عمليات باتت نمطاً معتاد الحدوث، والغالب على واقعة قتل القس سمعان أنها تصرف منفرد من شخص لا يقف وراءه تنظيم يدير عمليات من تلك النوعية"، فيما قال راعي كنيسة "السيدة العذراء" في مسطرد، شمال القاهرة، عبدالمسيح بسيط: "الدولة فقدت السيطرة على الإرهابيين، وعلى الأقباط أخذ الحذر"، مشيرا إلى أن الأسبوع الماضي شهد الاعتداء على قس آخر في محافظة الأقصر، ومع ذلك تم إخلاء سبيل الجاني.
إحباط هجوم
إلى ذلك، أعلن الناطق العسكري، العميد تامر الرفاعي، أمس، إحباط قوات إنفاذ القانون في الجيش الثاني الميداني، هجوما إرهابيا لبعض العناصر "التكفيرية"، على أحد الارتكازات الأمنية في مدينة العريش شمال سيناء، مشيرا إلى أن المهاجمين كانوا يرتدون زي القوات المسلحة، ومزودين بأحزمة ناسفة وقنابل يدوية وأسلحة نارية.في السياق، شهد وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، أمس، بيان الرماية الصاروخية "حماة السماء 2" لوحدات من قوات الدفاع الجوي، بالتزامن مع الاحتفال بالذكري الـ 44 لانتصارات أكتوبر المجيدة.تيران وصنافير
قضائياً، حددت المحكمة الدستورية العليا، جلسة 13 يناير المقبل، للنطق بالحكم في دعويين قضائيتين "منازعتي تنفيذ" أقامتهما هيئة قضايا الدولة، بطلب وقف تنفيذ وعدم الاعتداد بالحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة الذي قضى ببطلان توقيع ممثل الحكومة المصرية على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي تم بمقتضاها نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة، كما قضت "الدستورية"، أمس، باختصاص محاكم القضاء العادي بنظر الدعاوى المتعلقة بالتظاهر دون محاكم القضاء العسكري.«رئاسية 2018»
في الأثناء، وبينما أعلن رئيس ائتلاف "دعم مصر" البرلماني، محمد السويدي، إطلاق حملة شعبية لمطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالترشح لفترة رئاسية ثانية، والمقرر عقدها خلال النصف الأول من العام المقبل، خاطبت "الهيئة الوطنية للانتخابات" وزارة الخارجية المصرية، أمس، لتهيئة الظروف واتخاذ الإجراءات اللازمة لتيسير تصويت المصريين المقيمين في الخارج خلال "الانتخابات الرئاسية".من جانبه، نفى رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، المستشار لاشين إبراهيم، علم الهيئة بما يشاع عن احتمال إجراء تعديلات دستورية، من شأنها إرجاء الانتخابات الرئاسية، وأضاف في تصريحات لـ "الجريدة": "يجري الانتهاء من تجهيز المقر الرسمي للهيئة"، مشيراً إلى أن الهيئة تواصل اجتماعاتها التحضيرية لبدء اتخاذ خطوات تنفيذية في مسار طريق عمل اللجنة، حتى الوصول إلى يوم الانتخابات الرئاسية.صندوق النقد
على صعيد آخر، وبينما وقعت وزيرة الاستثمار سحر نصر، مع رئيس المكتب الإداري لمجموعة "البنك الدولي"، شاولين يانج على الشريحة الثالثة من التمويل المخصص لدعم البرنامج الاقتصادي للحكومة، بقيمة مليار دولار، أثنى مدير صندوق النقد الدولي للشرق الأوسط وآسيا الوسطى، جهاد أزور، على جهود الحكومة المصرية الرامية لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، إلا أنه تحفظ عن خطوات أخرى.وقال أزور: "مصر قدمت إصلاحات مهمة وحاسمة في ملف إصلاح دعم الطاقة، لكنها لاتزال متأخرة في بعض الأمور"، مشيرا إلى أن القاهرة من المقرر أن تحرر أسعار الطاقة منتصف عام 2019، وأن قرار وتوقيت رفع أسعار الوقود يعودان إلى الحكومة المصرية، وأن الصندوق يقدم المعونة والتقنية والمساعدة بالبرنامج لتسريع وتيرة الإصلاح.بدوره، أوضح المستشار السابق لرئيس صندوق النقد الدولي السابق، فخري الفقي، أن الصندوق يعتبر عدم التحرير الكامل لأسعار الوقود في مصر تأخرا، إلا أن القاهرة تجري إصلاحات منتظمة ومتدرجة، مراعاة لأحوال المواطن الاقتصادية، فيما لفت الخبير الاقتصادي، نائب رئيس حزب التحالف الشعبي، زهدي الشامي، إلى أن تحرير سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، ضاعف المبالغ المخصصة لدعم الطاقة في الموازنة، على الرغم من تحرير جزء كبير من أسعارها.إلى ذلك، أعلن البنك المركزي المصري، ارتفاع حصيلة البنوك والجهاز المصرفي من النقد الأجنبي منذ تحرير سعر الصرف مطلع نوفمبر 2016 وحتى الآن إلى 52 مليار دولار، وقال وكيل محافظ البنك المركزي لشؤون الاحتياطي وأسواق النقد، رامي أبوالنجا، إن المبلغ جاء حصيلة تحويلات المصريين العاملين في الخارج والاستثمارات وعائدات التصدير.
52 مليار دولار حصيلة النقد الأجنبي منذ التعويم