• إلى أي مدى تكفي الميزانية المخصصة للصحة لتقديم خدمة طبية مناسبة للمرضى؟- الميزانية المخصصة لوزارة الصحة وفقاً للدستور 4 في المئة من الموازنة العامة للدولة أي نحو 100 مليار جنيه، لكن ما يتم إنفاقه حالياً لا يتجاوز 2 في المئة، وهذا غير كافٍ.
• كيف يمكن تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمرضى في المستشفيات الحكومية؟- أي منشأة صحية وخصوصاً المشافي يجب العمل فيها من خلال ثلاثة محاور رئيسية هي المبنى والأجهزة، والفريق الطبي، ونظام العمل، ونحن لسنا في حاجة إلى بناء مشافٍ جديدة، لكننا نحتاج إلى رفع كفاءة المنشآت الصحية الموجودة، حيث إن نسبة الإشغال في المشافي لا تتجاوز 40 في المئة، إلا أن هناك مشكلة في الأقسام ذات الطبيعة الخاصة، مثل العناية المركزية والحروق والحضَّانات والغسيل الكلوي، فهذه تحتاج لمزيد من الاهتمام، ويمكن إقامة مشافٍ جديدة في المناطق الحدودية والنائية فقط.• لكن وزارة الصحة تبرر سوء الأوضاع بضعف الإمكانات المادية... ما تعليقك؟- هناك خمسة أشياء يمكن القيام بها لتحسين الخدمة دون الحاجة إلى الأموال، أبرزها الحرص على وجود الفريق الطبي في مكان عمله، وحسن معاملة المريض، والتسجيل الطبي، وكذلك النظافة العامة، واتباع إجراءات مكافحة العدوى، وهذه لا تحتاج إلى أموال طائلة، إضافة إلى الحرص على توافر الأدوية والمستلزمات الطبية الحيوية، وخاصة في حالات الطوارئ، وهذه تحتاج إلى أموال، لكن لا تستطيع أن تعمل أي منشأة صحية بدونها.• هل الأجواء المحيطة بالفريق الطبي ملائمة لأداء عمله بالصورة المطلوبة؟- الكل يدرك أن الفريق الطبي يعمل في ظروف سيئة وقاسية جداً، وفي ظل رواتب ضعيفة، ولا يُعقل أن يحصل الطبيب أو الممرض على بدل عدوى شهرياً بقيمة 19 جنيهاً فقط، (نحو واحد دولار أميركي)، فيجب أن يحصل مُقدم الخدمة على قدر من الرضا لكي يؤدي خدمة جيدة، لكنني أرفض في نفس الوقت اللجوء إلى الإضراب عن العمل لتلبية مطالب الأطباء، لأن المتضرر في النهاية هو المريض.• ما تقييمك للاستراتيجية الموضوعة حاليا لتطبيق نظام التأمين الصحي الشامل؟- إذا أردنا تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل، يجب عدم تركه لسيطرة القطاع الخاص، الذي يهدف في الأساس إلى الربح، كما أنني لا أفهم لماذا نحتاج إلى تطبيق التأمين الصحي الشامل على عدة مراحل، وكيف يمكن تطبيقه في محافظة دون أخرى، هذا يتعارض مع مبادئ العدالة الاجتماعية.• كيف ترى أداء وزير الصحة الحالي؟- في الحقيقة لديَّ الكثير من علامات الاستفهام حول أداء المسؤول الأول عن الصحة في مصر، وأقول له إن صحة المصريين لا تحتاج إلى "الشو الإعلامي"، فما يحدث حالياً يؤلم أي مواطن، وإذا لم يحصل الفقير على الرعاية الصحية والتعليم، فسيكون لقمة سائغة في يد الجماعات الإرهابية، وأقول ذلك للمصلحة العامة، فالوضع الحالي سيئ جداً، ورغم أنني توليت وزارة الصحة في فترة صعبة ما بين عامي 2010 و2012، فإن الوضع لم يكن بهذا السوء، حيث يوجد نقص كبير في الأدوية، ولكي تعالج أي مشكلة لابد أن تعترف بها أولاً، لكن أن يقوم الوزير بنفي وجود "حمى الضنك" في عدد من المناطق ثم نجده بعد شهر من الأزمة يقرر زيارتها لعلاج الأزمة، فهذا أمر غير مقبول.
دوليات
عدوي لـ الجريدة•: «الصحة» لا يصرف لها سوى نصف مخصصاتها الدستورية
14-10-2017