رغم أن إيران حاولت إظهار وحدة الصف الداخلي تجاه التصعيد الكبير الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضدها أمس الأول، واعتبار وزير الخارجية محمد جواد ظريف أن «الإيرانيين اليوم هم جميعهم حرس ثوري»، فإن الإجماع على انتقاد ترامب لم يغط الخلاف الحاد على الاتفاق النووي داخل إيران نفسها.

وانقسمت الصحف الإيرانية بين موقفين، أولهما داعم لاستمرار سياسة حكومة الرئيس حسن روحاني بالنسبة إلى الملف النووي، معتبرة أن هذه السياسة استطاعت أن تهزم السياسة الأميركية وتوفر لطهران شركاء دوليين، في إشارة إلى المواقف الأوروبية المتمسكة بالاتفاق، والآخر اعتبر أن ترامب باستراتيجيته الجديدة أخل بالاتفاق النووي، ولم يعد الاتفاق موجوداً كي تبقى إيران ملتزمة به كما دعا روحاني.

Ad

واجتمع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أمس، لتحليل كلمة ترامب، وتحديد الموقف الذي يجب أن تتخذه الحكومة الإيرانية.

وعلمت «الجريدة»، من مصادرها، أن نائب رئيس الجمهورية إسحاق جهانغيري شدد في كلمته على أن أفضل طريقة للرد هي التوحد خلف الحكومة، موجهاً إشارة قوية للأطراف المحافظة المعارضة.

وفي وقت لم يصدر أي موقف من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، إنه لم يشهد أي أعمال استفزازية من إيران، مضيفاً أن الوضع العسكري الأميركي

لا يزال دون تغيير حتى الآن.

وقال ماتيس، على متن طائرة عسكرية: «الآن نتابع إمكانية وقوع أعمال استفزازية أخرى من الإيرانيين، لكننا لم نشهد ذلك حتى الآن»، مضيفاً أنه «في ظل سجل الإيرانيين المزعزع للاستقرار من لبنان إلى سورية ومن اليمن إلى أفغانستان، نتابع ذلك بالطبع».