«صفقة الرقة» تعجل تحريرها وتركيا تتوسع في إدلب

نشر في 15-10-2017
آخر تحديث 15-10-2017 | 20:00
نازحة تحمل مساعدات في مخيم أريشا بالحسكة للفارين من القتال في دير الزور أمس (أ ف ب)
نازحة تحمل مساعدات في مخيم أريشا بالحسكة للفارين من القتال في دير الزور أمس (أ ف ب)
مع استكمال عمليات خروج مسلحي "داعش" المحليين إلى ريف دير الزور، أعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة من واشنطن، أمس، بدء المرحلة الأخيرة من معركة طرد التنظيم من أحياء وسط وشمال الرقة، عاصمة تنظيم "داعش".

وأوضح المتحدث باسم "قسد" طلال سلو، أن "أكثر من ثلاثة آلاف مدني خرجوا مساء ليل السبت- الأحد إلى مناطق آمنة بموجب اتفاق مجلس الرقة المدني ووجهاء العشائر ومقاتلي التنظيم السوريين"، مؤكداً أن "الرقة باتت خالية تماماً من المدنيين الذين كان يأخذهم داعش دروعاً بشرية".

وأكد سلو أن 275 شخصاً بين مقاتلين سوريين في صفوف التنظيم وأفراد من عائلاتهم خرجوا من مناطق سيطرة "داعش"، مبيناً أنه "لم يعد هناك سوى 250 إلى 300 إرهابي أجنبي رفضوا الاتفاق، وقرروا متابعة القتال حتى آخر لحظة، وبقي معهم أفراد من عائلاتهم".

وقالت المتحدثة باسم حملة "غضب الفرات" جيهان شيخ أحمد، إن "معركة الشهيد عدنان أبوأمجد الحاسمة ستستمر حتى تطهير كل المدينة من الإرهابيين الذين رفضوا الاستسلام، ومن بينهم الأجانب".

ونفى المجلس المدني، الذي يضم أبرز عشائر الرقة، خروج مقاتلين أجانب من المدينة، مشدداً على أن "الدواعش الأجانب ليسوا ضمن الاهتمام ولا يمكن الصفح عنهم".

إلا أن بيانا سابقا كان أكد أنهم مشمولون بالصفقة.

ورغم مطالبة دمشق بخروجها الفوري من الأراضي السورية دون أي شرط، عززت القوات التركية وجودها العسكري في محافظة إدلب، تزامناً مع بدء حلفاء واشنطن المرحلة الأخيرة من معركة الرقة، معقل تنظيم "داعش" الأبرز سابقاً.

وبعد تعزيز وجودها على الحدود وتوغلها في المحافظة الخارجة عن سيطرة الرئيس بشار الأسد، وسّع الجيش انتشاره في إدلب بهدف إقامة منطقة عازلة تمتد من باب الهوى إلى مدينة جرابلس غربي نهر الفرات وجنوباً حتى مدينة الباب، لتوسعة جيب كردي على الحدود الشمالية تسيطر عليه فصائل الجيش الحر.

وبحسب المستشار العسكري في الجيش الحر إبراهيم الإدلبي، فإن أربع قوافل على الأقل تضم عشرات المركبات المدرعة والمعدات تمركزت في عدة مواقع في إطار المرحلة الأولى من الانتشار المتوقع أن يمتد في عمق إدلب، مشيراً إلى "تمركز نحو 200 جندي في مناطق تفصل بين المجموعات الكردية والمعارضة".

وأفاد شهود عيان بأن جرافات تركية تعمل على مدار الساعة على تمهيد الأرض لإقامة تحصينات ومواقع مراقبة، مشيرين إلى أن مركبات مصفحة وقوات إضافية تركية وصلت على امتداد الحدود يوم السبت وتمركزت على الجانب التركي.

وتوسع تركيا نطاق وجودها في منطقة تأمل أن تجعل منها حاجزاً أمام طموحات الأكراد في توحيد منطقة عفرين المعزولة شمالي إدلب مع بقية المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد في الشمال.

وتمركز القوات التركية قرب قلعة سمعان على جبل الشيخ بركات في المحافظة الغنية بأشجار الزيتون يضعها على مسافة بضعة كيلومترات فقط من قوات كردية متمركزة في جنديريس.

وقال المسؤول في الجيش الحر مصطفى سيجري: "يمكن القول إن القوات التركية مازالت في حالة تقدم وتوسع"، مؤكداً أن "الأتراك أدخلوا أربعة أرتال متتالية، وقاموا بالتمركز في مناطق تبعد 40 كيلومترا، كما تم الاتفاق في الاستانة".

وأكدت مصادر على دراية بإجراءات الانتشار التركي أن العملية جاءت بعد تنسيق استمر أسابيع بين حركة "تحرير الشام" وضباط مخابرات أتراك، لضمان عدم وقوع اشتباكات.

في غضون ذلك، خسر الحرس الثوري الإيراني اللواء عبدالله خسروي قائد كتيبة "فاتحين"، والمسؤول عن تجنيد وتدريب وإرسال ميليشيات "الباسيج" للقتال إلى جانب قوات الأسد، في المعارك الجارية في سورية.

وذكرت وكالة أنباء التلفزيون الإيراني أن عنصراً من ميليشيات "فاطميون" الأفغانية قتل أيضاً في سورية خلال الأيام القليلة الماضية، وسيتم دفنه مع الجنرال خسروي بمدينة أراك بالقرب من العاصمة طهران.

في غضون ذلك، ذكر مصدر في قيادة شرطة دمشق أن مجموعات مسلحة استهدفت أمس لليوم الثالث منطقة باب شرقي دمشق بقذيفتي هاون، ما أدى إلى مقتل شخصين واصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة، والحاق أضرار مادية، مؤكداً أنها استهدفت أيضاً منطقتي العباسيين والشاغور بعدد من القذائف أدت إلى خسائر مادية.

back to top