للشهر التاسع على التوالي من بداية العام الحالي، تسجل الصناديق الكويتية تفوقها على كل مؤشرات السوق، وحقق 24 صندوقا استثماريا موجهة لسوق الأسهم المحلي أداء متميزا تراوح بين 30.88 في المئة من نصيب صندوق كامكو الاستثماري، الذي حافظ على تفوقه من بداية السنة كصاحب أفضل أداء، وآخر الصناديق ذات الأداء الإيجابي وبلغت نسبته 7.41 في المئة (صندوق ثروة الاستثماري).

وجاءت الصناديق العشرة الأعلى أداء على مستوى السوق بين 30.88 و18 في المئة، ويعتبر بكل المقاييس أداء استثنائيا مقارنة مع الأسواق الخليجية على سبيل المثال التي تراوح أداء صناديقها بين 10.39 و3.27 في المئة من بداية العام، مما يعكس حجم الفرص في السوق الكويتي واستقرار أدائه وتماسكه.

Ad

يذكر أن أداء الصناديق الـ10 الأولى حقق ضعفي مؤشرات البورصة من بداية السنة وحتى نهاية سبتمبر الماضي تقريبا.

ويمكن الإشارة الى أن المؤشر السعري حقق من بداية العام وحتى 30 سبتمبر 16.21 في المئة، في حين حقق المؤشر الوزني أداء بلغ 13.32 في المئة، وحقق مؤشر كويت 15 نحو 12.7 في المئة. ويمكن القول إن الصناديق الاستثمارية استعادت عافيتها وفقا للأداء المتنامي من بداية العام، إضافة الى التنافسية التي بدت بين الشركات في تسويق وحدات صناديقها لمستثمرين محليين أو خليجيين وأجانب، حيث كشفت مصادر في هذا الصدد أن الأداء الجيد بات يمنح مدير الأصول عامل دعم قويا في تسويق الصناديق.

واقع جديد

كما أشارت المصادر الى أنه بعد ترقية بورصة الكويت، فإن هناك واقعا جديدا للسوق سيبدأ يعيشه خلال الفترات المقبلة، لاسيما أن النجاح الذي حققته هيئة أسواق المال على صعيد عمليات الترقية وتعزيز الشفافية ومستويات الإفصاح غير المسبوقة، إضافة الى التشريعات التي تتيح للمستثمرين حرية واسعة في الاستثمار، لاسيما تعديلات فتح سقف كميات التداول في طلب الشراء الواحد، كلها عوامل مشجعة للمستثمرين المحليين والأجانب.

وكشفت إحصائية استثمارية أن 150 مليون دينار دخلت عددا من الصناديق خلال الفترة الماضية استثمارات خاصة من أصحاب الودائع والملاءة المالية، فضلا عن أن مستثمري القطاع العقاري وجهوا الجزء الأكبر من السيولة للسوق أخيرا، وهو ما انعكس على القطاع العقاري الذي يشهد هدوءا ملحوظا منذ فترة.

وتقول المصادر نفسها إن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة العمل المؤسسي في البورصة، حيث سيضمحل الأداء المضاربي والعشوائي السريع لمصلحة الأداء عبر الصناديق والمحافظ، والتي تتميز بكثير من المميزات أهمها القدرة على التحليل وانتقاء أفضل الأسهم وتوزيع المخاطر وتنويع الاستثمارات وفق أوزان مدروسة، إضافة الى القدرة على تملك حصص استراتيجية في بعض الأسهم الجيدة، مما ينعكس عليها بالإيجاب.

تحولات استراتيجية

وفي سياق متصل، قالت المصادر إن ثمة تحولات استراتيجية ستكون لمصلحة بورصة الكويت، مع انضباط هيئة الأسواق فيما تعد به، إذ إن ملف الخصخصة على قدم وساق، وينتظر أن يتم حسم المستشار وتحديد السقف الزمني المحدد له في غضون أيام قليلة.

ولعل هذه العلامات الفارقة في مسيرة السوق من ترقية وتخصيص وتشريعات ومراقبة حثيثة كفيلة بجذب سيولة وشركات إضافية نحو الإدراج.

على صعيد متصل، قالت أطراف استثمارية إن تطوير منظومة السوق المالي هي مسؤولية أيضا للأطراف الحكومية، ولذلك يججب على هيئة أسواق المال أن تكافئ الصناديق الجادة وذات الأداء الحصيف والمميز.