في مقال بعنوان «أكتوبر.. وحد العرب» كتب الباحثان محمد رأفت فرج وأسماء عبد العزيز: «كانت حرب أكتوبر المجيدة بمثابة الشرارة التي أثبتت للعالم كله أن الدول العربية قوة لا يستهان بها، فالسعودية اتخذت قراراً بوقف تصدير النفط لكل الدول الداعمة للكيان الصهيوني، مع تخفيض إنتاج النفظ مما أشعر العالم برعب شديد، جعل دعم إسرائيل يؤدي بكارثة. كذلك أدت دولة الإمارات دوراً جوهرياً ورئيساً في الأزمة، فعندما علم الشيخ زايد ال نهيان، بأنباء الحرب، قرر جمع المراسلين من أهم الصحف ووكالات الأنباء العالمية ليسافروا على نفقته الخاصة لنقل الحقيقة، وفعلاً تغير الأمر تماماً بفضل ذلك الموقف في الإعلام الغربي. كذلك استدان ليتبرع بمبلغ 100 مليون جنيه إسترليني، للحرب على الكيان الصهيوني، وأعلن قطعه البترول عن إسرائيل والدول التي تساندها، فكانت حرب أكتوبر ملحمة عربية شارك بها الجميع».

جاء ذلك في عدد أكتوبر من مجلة «البيان»، حيث تناول ثروت الخرباوي، الإخواني المنشق عن الجماعة الإرهابية، في مقاله ما وصفه بـ«ماذا فعل قادة الإخوان ساعة إعلان النصر»، موقف «الجماعة» من الحروب التي خاضتها مصر مع العدو الصهيوني، ومن بينها هزيمة 67 بقوله: «وصل بهم الأمر في ردود فعلهم الشامتة، على الهزيمة».

Ad

بطولات

بعنوان «حرب يوم الغفران... الفشل الاستخباراتي والعسكري الأكبر في تاريخ إسرائيل»، ترجمت الكاتبة شروق صبري أهم ما تناولته طوال السنوات السابقة الصحافة الإسرائيلية، من وثائق تخصّ الحرب، بقولها: «رغم مرور 44 عاماً على حرب أكتوبر، ما زالت الصحف الإسرائيلية تناقش حكاياتها وأسرارها على صدر صفحاتها الأولى، إذ تقول صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية إن المخابرات الأميركية أكدت أن العرب غير مهتمين بالمواجهة، وأن العمل العسكري لا يبدو منطقياً، لكن حين وقع الهجوم، قال وزير الخارجية الأميركية هنري كيسنجر، مستحيل أن تكون هذه الضربة استباقية».

وتناول الكاتب عماد المنياوي بطولات الضباط والمجندين الأقباط في الحرب بعنوان «أقباط في سبيل الوطن»، من بينهم الفريق فؤاد عزيز، قائد الجيش الثاني، ومحرر مدينة «القنطرة» واللواء أركان حرب رياض جاد تاوضروس، رئيس أركان حرب اللواء الرابع مشاة، واللواء أركان حرب شفيق متري سدراك، أول من نال وسام نجمة سيناء، و«مدمر خط بارليف» اللواء باقي زكي يوسف، صاحب فكرة المضخات التي دمرت الساتر الترابي، في فكرة بسيطة وسهلة رغم عبقريتها، التي كان لها فضل في الانتصار المجيد.

وتناول الإعلامي محمد صلاح الزهار «يوميات شهداء الشرطة المصرية في المعركة... شهداء وبطولات»، خصوصاً في مدن القناة الثلاث، التي شاء قدرها وقدر أبنائها أن يكونوا دائماً في الطليعة، لصد أي عدوان ودحر أي غاصب أو معتد، فقاد نقيب الشرطة عاصم حمودة قوات المقاومة الشعبية في مدينة السويس واستشهد على أسوار قسم الأربعين، ومع تصاعد العمليات العسكرية، في مدينة الإسماعيلية، عقب ما عرف عسكرياً بـ«الثغرة» تطوّع كثيرون من أفراد الأمن المركزي بالإسماعيلية للاشتراك مع قوات الصاعقة في الاضطلاع بالمهام الفدائية، كذلك ما قامت به قوات الإنقاذ والمطافئ من بطولات في مدينة بورسعيد، أفسدت خلالها الغارات المكثفة للعدو التي استخدم فيها القنابل الحارقة، وواجهت شتى المواقف ببسالة رائعة.

شعراء وألحان

بعنوان «شعراء في معركة الكرامة.. الأبنودي يواجه الحزن وجاهين غنى للنصر والفاجومي تصالح مع النظام»، قالت الشاعرة صفاء عاشور: «حمل المشهد الشعري في مصر منذ هزيمة 67 حتى نصر أكتوبر، ملامح المعركة الدائرة على الجبهة، لاسترداد الأرض والكرامة، فكانت حرب الاستنزاف ضد العدو، توازيها قصائد المقاومة، ونفخ الروح الإيجابية في الشارع المصري، ضد حالة الإحباط واللامبالاة والهزيمة، وكان للقصيدة العامية أكبر دور في تلك المعركة الشعرية المهمة، التي مهّدت الطريق لنصر وشيك، نتيجة للحتمية التاريخية، ورفض الشخصية المصرية الارتكان إلى الهزيمة وترك الأرض في يد المحتل، فعقب يومين من العبور، كتب صلاح عبد الصبور عن أول جندي مصري رفع العلم، عقب تحطيم خط بارليف، ويمكن وصف الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، خلال فترة الحرب بأنه صاحب النفس الطويل، الذي واجه الهزيمة بالمقاومة».

وبعنوان «ألحان عانقت رايات النصر»، قال الناقد الفني الدكتور أشرف عبد الرحمن: «سرعان ما استعادت الشخصية المصرية عقب النكسة قوتها وصمودها، وإيمانها بضرورة التضحية والقتال من أجل العزة والكرامة، وثمة أغان عدة قدمها معظم مطربي ومطربات تلك الفترة ولكنّ أغنيتي «عدى النهار»، و«طول ما أملي معايا»، هما أيقونات تلك الفترة، ويرجع سر نجاح أغاني أكتوبر وخلودها إلى أنها مفعمة بالصدق وتحمل كلماتها وأنغامها لحظات العبور وتاريخ الانتصار».