ألقى السجال السياسي بين وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ووزير الخارجية جبران باسيل، أمس، بظلاله على مجمل الحركة السياسية الداخلية. وبدأ التراشق الكلامي بعدما اعتبر المشنوق أن "السياسة الخارجية اللبنانية شاردة"، مبيناً أن "التمادي في هذا الاتجاه السياسي يعرض التضامن الحكومي لمخاطر جدية".

وأشار إلى أنه "لا يمكن الاستمرار في سياسة الصدمة والإلزام والإرغام"، مشددا على أنه يفرق "بين رئيس الجمهورية الذي له كل احترام وتقدير وعلاقتنا قائمة على الصراحة والوضوح المتبادل، وبين سياسة وزارة الخارجية التي تتعارض مع الأعراف الحكومية والبيان الوزاري".

Ad

ورأى المشنوق أن "سياسة النأي بالنفس التي كانت أحد بنود التسوية الرئاسية، قد تعرضت لضربات في الفترة الأخيرة، إن على صعيد زيارة عدد من الوزراء إلى سورية ومشاركتهم في معرض دمشق الدولي، أو في لقاء نيويورك بين وزير الخارجية جبران باسيل ووزير خارجية سورية وليد المعلم، الذي لم يكن منسقا مع رئيس الحكومة، كما تنص بنود التسوية".

ولم تكد تمضي دقائق على كلام المشنوق حتى لحقه باسيل بتغريدة قائلاً: "من لا تعجبه سياستنا الخارجية المستقلة هو المستتبع للخارج وغير المعتاد على العيش بلا تبعية، أما نحن فنعيش ورأسنا مرفوع". وقالت مصادر سياسية متابعة لـ"الجريدة"، أمس، إن "كلام المشنوق مبرمج وهو يعبر عن امتعاض قيادة تيار المستقبل التي يتعاطى معها باسيل بفوقية متسلحاً بدعم رئيس الجمهورية ميشال عون اللامحدود له".

وتساءلت المصادر: "هل تبقى السجالات محصورة في تصريحات متبادلة بين وزيرين ام تمس جوهر الاتفاق السياسي بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل؟".

إلى ذلك، رأى رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع خلال زيارته إلى استراليا أمس أنه "بدأ التشنج يزداد بين الشعب اللبناني ككل من مسيحيين ومسلمين وبين النازحين السوريين، بغض النظر عما اذا كانوا معارضة أو موالاة، مع الاشارة الى انه بات هناك في سورية مناطق آمنة، ومن الضرورة ان يعود النازحون اليها لأنها ستكون بالنسبة لهم اقرب الى قراهم، وهي في الأساس أرضهم، فماذا سيستفيد النازحون من بلد كلبنان إذا انهار تحت عبء النزوح ووطأة هذه الأزمة؟ حان للحكومة ان تتخذ قرارا بشأن عودة النازحين، لأنه قرار سيادي قبل أي شيء آخر، ويجب ان تقوم بالترتيبات المطلوبة لإعادتهم الى بلدهم".

وأشار الى ان "لبنان موجود في عين العاصفة بسبب قرارات وأعمال قام بها فريق معين دون موافقة أكثرية الشعب، ومنطق الدولة يقوم بوجود قانون واحد ينطبق على الجميع، ولكن للأسف حتى الآن هذا القانون غير موجود في لبنان، لذا يجب أن نضع ايدينا مع بعضنا البعض، ليس ضد أحد، بل انتصارا لمنطق قيام الدولة، فإما نريد دولة او لا نريد".

في موازاة ذلك، اعتبر نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم امس أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظر العالم وبنظر شعبه الأميركي ناكث للعهود، عدواني ومستبد، فهو ظالم بكل ما للكلمة من معنى، وسيسقط بعد حين".

وقال: "لقد تحولت أميركا اليوم إلى خطر على الأمن العالمي، ولقد استفزت بمواقفها من النووي كل حلفائها، لم يبق أي حليف لأميركا يوافق ترامب على ما يقوم به. وأقول نصيحة: خير لأميركا وللعالم أن يعزل ترامب من منصبه، وإلا فهي كارثة على أميركا أولا وأخيرا، وليست كارثة علينا لأنه بالنسبة لنا نحن صامدون وثابتون".