يبدو أن «الاستراتيجية الهجومية» الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتعامل مع إيران، أثارت موجة من التوتر في طهران لا يمكن التحكم فيها، إذ هدد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي صالحي، أمس، بإمكانية استئناف بلاده تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في غضون أربعة أيام.

وفي أقوى رد إيراني على ترامب، قال صالحي إنه في حال «رأى مسؤولو البلاد أن الاتفاق النووي لا نفع منه، فقد نستأنف التخصيب بنسبة 20%»، مضيفاً: «وهم (الأميركيون) يفهمون معنى ذلك»، في إشارة إلى أنه يمكن من خلال النسبة المخصبة من اليورانيوم الحصول على نحو 90% من اليورانيوم المستخدم في صناعة القنابل الذرية.

Ad

وأضاف أن بلاده قادرة على استئناف الكثير من أنشطتها النووية في غضون ساعات، مؤكداً أنها قد تستعيد كل أنشطتها السابقة في غضون 15 شهراً كحد أقصى.

تهديدات صالحي قد تشكل إحراجاً للدول الأوروبية، التي تحاول الدفاع عن معادلة دقيقة وصعبة، عبرت عنها أمس رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مكالمة هاتفية بينهما، وتقوم على الإبقاء على الاتفاق النووي بما في ذلك مكاسبه الاقتصادية لطهران وفي الوقت نفسه مواجهة «أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، والمخاوف من برنامجها للصواريخ الباليستية».

وفيما بدا أنه أولى ثمرات استراتيجية ترامب، قال وزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين، أمس، إنه يعتزم فرض عقوبات جديدة على الحرس الثوري الإيراني، لافتاً إلى أنه بحث بالفعل الخطط الأميركية مع نظرائه في العالم خلال أحدث اجتماعات للبنك الدولي وصندوق النقد.

في سياق متصل، دعت الكويت، أمس، إيران، إلى «العمل على بناء الثقة في المنطقة من خلال تبني سياسات قائمة على مبادئ وميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، وفي مقدمتها احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحسن الجوار»، مضيفة، على لسان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، أنها «تابعت باهتمام بالغ ما تضمنه الخطاب الأخير للرئيس الأميركي من استراتيجية جديدة للتعامل مع إيران».

وأكد المصدر أن «الكويت سبق أن رحبت بالاتفاق النووي انطلاقاً من حرصها على الأمن والاستقرار في المنطقة، وأهمية تحقيق الالتزام للوصول إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط»، مضيفاً أن «تلك الترتيبات الجماعية أسست لمنهج إيجابي وفعال للتعامل المشترك لبناء الثقة والإسهام في تحقيق الأمن والسلم الدوليين».

وفي نيويورك، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، أمس، إن واشنطن تتوقع الإبقاء على الاتفاق النووي، مبينة أن إدارة ترامب تريد التوصل إلى رد «مناسب» على تصرفات طهران على المسرح العالمي، لاسيما مع وجود قلق إزاء اختباراتها للصواريخ الباليستية، ومبيعاتها للأسلحة، ودعمها للإرهاب.