رغم الدعم الذي قدمته الدول الأوروبية لإيران في مسألة الاتفاق النووي، حذر علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الخارجية لدى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، الحكومات الأوروبية من فرض شروط جديدة على مواصلة تطبيق الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الايراني المبرم في 2015، معتبرا أن "أميركا وأوروبا وزعوا الأدوار ضد إيران".وقال ولايتي، خلال مؤتمر صحافي في طهران، إن "بعض الدول الأوروبية اعتبرت الاتفاق النووي اتفاقا قائما، لكنهم اشترطوا التفاوض حول دور إيران الإقليمي، والبعض الآخر يقولون إنه اتفاق منقوص ويجب أن يكتمل".
وتابع: "القول انهم يقبلون بالاتفاق لكن عليهم التفاوض على الوجود الإيراني في المنطقة أو الدفاع البالستي الإيراني، بمنزلة طرح شروط على تطبيق الاتفاق، وهذا غير مقبول إطلاقا"، مضيفا: "لا شروط للاتفاق، ويجب تطبيقه عملا بما تم الاتفاق عليه"، في فيينا، في 14 يوليو 2015 بين ايران ومجموعة الست (المانيا، الصين، الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، بريطانيا).ودافع عن الوجود العسكري الايراني في سورية والعراق واليمن ولبنان، قائلا: "يحق لنا التعاون مع جيراننا".في المقابل، رحب الرئيس الإيراني حسن روحاني بالدعم الأوروبي للاتفاق النووي، وقال في بيان على موقع الرئاسة أمس إن "الإجماع على دعم الاتفاق، وخاصة من جانب الأوروبيين، إنجاز سياسي مهم لإيران".وأكد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، أمس الاول، عزمهم الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، بعد إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب أنه سحب ثقته بالاتفاق، ومنح الكونغرس مهلة 60 يوما لاخذ قرار بالإبقاء على رفع العقوبات بموجب الاتفاق أو إعادة فرضها من جديد.وهدد ترامب أمس الأول بإلغاء الاتفاق بالكامل بحسب صلاحياته الدستورية، بغض النظر عن قرار الكونغرس. وكان الأليزيه أفاد بأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تحادث الجمعة الماضي مع نظيره الايراني حسن روحاني، و"طمأنه (...) بشأن تمسك فرنسا بالإطار المحدد في اتفاق فيينا"، في الوقت الذي كان الرئيس الاميركي دونالد ترامب يهدد في اليوم نفسه بانسحاب بلده من الاتفاق "في اي لحظة".واضاف قصر الاليزيه، في بيانه، ان ماكرون مع ذلك "ذكر" روحاني ببعض "الشروط لمواصلة العمل خلال الاشهر المقبلة بالطموحات" الواردة في اتفاق فيينا.وتابع الاليزيه ان ماكرون أصر على "الحوار وإحراز تقدم بشأن مواضيع لا تتعلق باتفاق 2015، لكنها محورية في الإطار الاستراتيجي الحالي، وخصوصا المخاوف المتعلقة بالبرنامج البالستي الايراني والقضايا الامنية الاقليمية".وأفاد بأن ماكرون عبر خصوصا عن "رغبته في العمل مع ايران على حل سياسي دائم للأزمة" في سورية، حيث تنشر ايران مستشارين عسكريين ومقاتلين دعما لحكومة الرئيس السوري بشار الاسد بطلب من الاخير.
موسكو
في غضون ذلك، قالت وكالة إنترفاكس للأنباء، نقلا عن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إنه سيلتقي مع نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في موسكو هذا الأسبوع، لمناقشة الوضع المحيط بالاتفاق النووي الإيراني.واضافت الوكالة: "بالطبع سيكون التركيز على الوضع المحيط بخطة العمل المشتركة الشاملة في ضوء بيان ترامب بشأن نواياه... والمؤشرات على أن الولايات المتحدة تميل إلى الإضافة لهذه الوثيقة أو تغييرها أو تعديلها في اتجاه يناسب واشنطن".نتنياهو
من ناحيته، دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس الى تعديل الاتفاق النووي، مضيفا أن "إيران ستمتلك ترسانة من الاسلحة النووية في غضون 8 الى 10 سنوات، في حال عدم تغييره".وقال نتنياهو، خلال لقاء مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس، "إذا لم يتم تعديل الاتفاق فستتمكن طهران من الحصول على ترسانة من الأسلحة النووية في غضون ما بين 8 و10 سنوات".وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان سيتوجه في وقت لاحق من الأسبوع الجاري إلى واشنطن للقاء نظيره الأميركي جيمس ماتيس، حيث من المتوقع أن تتركز المحادثات على الملف النووي الإيراني والتطورات في سورية.وغداة مهاجمة الطائرات الإسرائيلية قاعدة جوية قرب دمشق، حذر نتنياهو من أن اسرائيل لن تسمح أبدا لإيران، المتحالفة مع موسكو، في دعم الرئيس بشار الأسد، بالتموضع العسكري في سورية.ووفق مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، فإن اللقاء الذي شارك فيه أيضا ليبرمان تم التركيز فيه على المحاولة الإيرانية للتموضع عسكريا، موضحا أن نتنياهو أبلغ شويغو أن على طهران أن تدرك أن إسرائيل لن تسمح بذلك.وفي وقت سابق، استقبل ليبرمان نظيره الروسي، واعترف بوجود خلافات بين البلدين، مؤكدا "لا نتفق دائما، لكننا نتواصل بطريقة صريحة ومفتوحة".وقبل وقت قصير من وصول الوزير الروسي، شنت طائرات حربية إسرائيلية أمس غارة جوية استهدفت بطارية للدفاعات الجوية السورية في موقع شرق دمشق، بعد إطلاق صاروخ أرض جو على طائرة إسرائيلية في الأجواء اللبنانية.وفي بداية اجتماعه مع ليبرمان، علق شويغو على الوضع في سورية دون التطرق إلى الغارة الإسرائيلية على دمشق، بقوله: "العملية هناك قريبة من النهاية. هناك عدة مشاكل تتطلب حلا عاجلا، وتوقعات بمزيد من التطور في الوضع بسورية يستلزم النقاش".