مصر| مستقبل 18 ألف طالب على المحك في سيناء
غالبية مدارس الشيخ زويد ورفح مُدمرة و«عازلة سيناء» ابتلعت 4 منها
لايزال أهالي محافظة شمال سيناء، الحدودية مع قطاع غزة الفلسطيني وإسرائيل، يدفعون فاتورة الحرب على الإرهاب، منذ نحو 5 سنوات، من دون مؤشرات لانفراجة قريبة تلوح في الأفق، وتسمح لأهالي المحافظة الحدودية بممارسة حياتهم بشكل طبيعي.وبينما تكافح قوات الأمن المصرية في سيناء، للقضاء على متشددين موالين لتنظيم داعش، بعد سنوات من العمليات الإرهابية الموجهة ضد قوات الأمن، تسببت في استشهاد المئات من الجنود، تضرر أهالي سيناء بسبب التعطيل الدائم للمرافق الأساسية من كهرباء وماء واتصالات، إلى جانب شح السلع التموينية وقطع الطرق.وشكا مواطنون من تدمير البنى التحتية للمدارس، وعدم صلاحيتها لاستقبال الطلاب، حيث إن نحو 18 ألف طالب مهددون بضياع مستقبلهم التعليمي، وهو ما اعترفت به وكيلة وزارة التربية والتعليم في شمال سيناء، ليلى مرتجى، حيث قالت لـ"الجريدة": "أكثر من 30 مدرسة في مركزي الشيخ زويد ورفح تعتبر الآن خارج الخدمة تماما، لأسباب تتعلق إما بتدميرها أو أنها في مرمى نيران الإرهاب"، مشيرة إلى أن المرحلة الثالثة للمنطقة العازلة (وهي منطقة قررت الحكومة المصرية إخلاءها للحد من خطورة الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة) ابتلعت 4 مدارس ـ حتى الآن ـ في أحياء الأحراش والإمام علي.
ولفتت مرتجى إلى أن جنوب الشيخ زويد، وتحديداً في قرى الجورة والظهير وأبوالعراج، لم يتبق فيها إلا 9 مدارس صالحة لمباشرة تعليم الطلاب، إلا أن إغلاق الطرق حال دون وصول المعلمين، فضلاً عن أن العديد من الأهالي غادروا تلك المناطق خوفاً على حياتهم من طيش القذائف مجهولة المصدر لتصبح تلك المدارس بلا معلمين ولا طلاب.وناشد أحد وجهاء قرية الجورة التابعة لمركز الشيخ زويد، الشيخ عرفات خضر، المسؤولين بفتح الطرق، وتمكين المعلمين من الوصول من مدينة الشيخ زويد والعريش، لافتاً إلى أن جمعيات أهلية تحاول التخفيف على الأهالي بالتوسع في إنشاء "الكتاتيب" (دور مخصصة لتعليم القرآن الكريم للصغار)، إلى جانب إقامة مراكز لتعليم الطلاب. وعلى الرغم من أن المبادرات الأهلية ترمي إلى تعويض خروج المدارس عن الخدمة، فإن تأمين المعلمين يعد تحدياً آخر، إذ إن معلمي شمال سيناء، ينالهم ضرر كبير، جراء الحرب على الإرهاب، فإلى جانب اعتراض عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس" لهم بشكل دائم، فهم في مرمى النيران، حيث أصيب المعلم في مدرسة "الشيخ زويد للتعليم الأساسي"، هاني أنيس منذ أيام، أثناء أداء تحية العلم، في طابور الصباح بطلقة طائشة. وكانت أجهزة الدولة قد وعدت بالعمل على التغلب على العقبات التي تواجه السيناويين وإحداث تنمية في سيناء، عقب الانتهاء من الحرب على الإرهاب.